أنقرة: «تغير طفيف» في موقف واشنطن من مشاركة الأكراد في عملية الرقة

وزير الدفاع التركي: أقل من 100 عنصر فقط من «داعش» موجودون في الباب

أنقرة: «تغير طفيف» في موقف واشنطن من مشاركة الأكراد في عملية الرقة
TT

أنقرة: «تغير طفيف» في موقف واشنطن من مشاركة الأكراد في عملية الرقة

أنقرة: «تغير طفيف» في موقف واشنطن من مشاركة الأكراد في عملية الرقة

كشفت أنقرة عن تغير وصفته بـ«الطفيف» في الموقف الأميركي تجاه وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، في الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع التركي فكري إيشيك، أنه لم يتبق داخل مدينة الباب إلا أقل من 100 من عناصر تنظيم داعش الإرهابي.
وقال إيشيك، إن هناك تغيرا طفيفا في موقف الولايات المتحدة بشأن مشاركة القوات الكردية في عملية تحرير مدينة الرقة معقل «داعش» في سوريا «نتيجة لإصرار تركيا على الأمر».
وأضاف إيشيك، في مقابلة أمس مع فضائية «إن تي في» التركية الخاصة، أن أنقرة تحدثت مجددا مع المسؤولين الأميركيين بشأن انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة منبج السورية. وقال إن تركيا مستمرة في إصرارها على ذلك.
جاء ذلك في وقت أكد فيه المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، في مؤتمر صحافي في أنقرة، أمس، أن انتزاع السيطرة على مدينة الباب السورية من تنظيم داعش مهم لطرد التنظيم المتشدد من معقله في الرقة، معتبرا أن الحديث عن عدم وجود بديل لوحدات حماية الشعب الكردية السورية في القتال ضد «داعش»، غير صحيح.
وذكر وزير الدفاع التركي فكري إيشيك، أن عدد مسلحي «داعش» الذين لا يزالون في مدينة الباب أقل من مائة، وأن القوات التركية ومعها فصائل الجيش السوري الحر سيطرت على أكثر من نصف المدينة السورية.
وقال فكري إيشيك: «نقدر أن عدد المسلحين المتشددين بات أقل من مائة، لكنهم خطرون. هناك قناصة كامنون وانتحاريون». وقال إن الجيش السوري الحر استعاد أكثر من نصف مدينة الباب، حيث تستمر عمليات التطهير حيا حيا، ولا تزال هناك فخاخ وقنابل يدوية الصنع.
وكانت قوات الجيش السوري الحر سيطرت، الإثنين الماضي، على مناطق جديدة داخل مركز مدينة الباب بريف حلب الشرقي شمال سوريا. وبحسب خالد إبراهيم، أحد قادة الجيش الحر، فإنّ قواته المدعومة من تركيا بسطت سيطرتها على النادي الرياضي ودوار الكف والمدرسة الصناعية ودوار الدلو بجنوب غربي الباب.
وأوضح إبراهيم أن معارك عنيفة تخوضها قوات الحر حاليًا ضد عناصر تنظيم داعش في محيط مبنيي البريد والمحكمة، وأنّ فصائل المعارضة تواصل تقدمها ضدّ الإرهابيين بدقة وحذر، وتتلقى دعمًا جويًا وبريًا من المقاتلات والمدفعيات التركية.
ومنذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باتت مدينة الباب آخر معاقل «داعش» في محافظة حلب هدفا لحملة مشتركة للقوات التركية ومجموعات سوريا حليفة لها في إطار عملية «درع الفرات» التي انطلقت من جرابلس في 24 أغسطس (آب) الماضي لطرد مسلحي «داعش»، وأيضا أكراد حلفاء لواشنطن يقاتلون ضد «داعش».
وفي المقابل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تقدم القوات التركية أقل مما تؤكد أنقرة. وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن القوات التركية وحلفاءها السوريين تمكنوا «من السيطرة على نحو 25 في المائة من مساحة المدينة التي لا يزال بها 700 مقاتل من تنظيم داعش يتحصنون داخلها».
وأحصى المرصد «مقتل 124 مدنيا على الأقل في المدينة جراء قصف مدفعي وغارات» قال إن القوات التركية نفذتها خلال عملياتها العسكرية.
لكن مصادر عسكرية تركية أكدت في الوقت نفسه، أنّ قوات الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا أوشكت على إحكام سيطرتها الكاملة على المدينة، وأنّ عملية تطهير الباب من إرهابيي تنظيم داعش مستمرة.
وأكدت المصادر العسكرية، أنّه لا صحة تماما لما يتردد من جانب التنظيم عن مقتل مدنيين في العمليات التي تنفذها تركيا والجيش الحر في الباب، قائلة إن تلك الادعاءات عارية عن الصحة، وإن «داعش» يسعى لتشويه صورة القوات المسلحة التركية من خلال إطلاق مثل هذه الافتراءات.
في السياق ذاته، أعلن الجيش التركي في بيان أمس، تحييد 14 مسلحًا من تنظيم داعش في قصف بري وجوي على 110 أهداف للتنظيم في الباب في إطار عملية درع الفرات.
وأوضح البيان أن سلاح المدفعية ووسائط نارية أخرى تابعة لقيادة القوات البرية استهدف 89 هدفا للتنظيم في الباب، بينها مخابئ ومواقع دفاعية ومقرات وأسلحة وعربات.
وأشار البيان إلى أن طائرات تركية أغارت على 21 هدفا للتنظيم في الباب، مما أسفر عن تدمير مستودعي ذخيرة وعربة مسلحة و18 مبنى كان الإرهابيون يستخدمونها مخابئ.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».