تطبيقات التأمل... للمسافرين

تخفف التوتر على الطائرات والقطارات والطرقات

تطبيقات التأمل... للمسافرين
TT

تطبيقات التأمل... للمسافرين

تطبيقات التأمل... للمسافرين

بعدما حاولت تطبيقات التأمل (Meditation Apps) الإلكترونية لفترة طويلة نقل المستمعين افتراضيًا إلى الشواطئ، والغابات المطيرة، وغيرها من الأماكن الحالمة، فإنها تحاول اليوم جذب الناس الذين يسافرون بالفعل إلى تلك الأماكن.
هناك عدة تطبيقات مثل «بوديفاي»، و«كالم»، و«أو إم جي آي كان ميديتيت»، و«سيمبل هابيت»، تقدم جلسات تأمل متخصصة للمسافرين بالطائرات، أو بالقطارات، أو على طرقات المدينة، ممن يعبرون المحيطات، أو حتى يتحركون في أرجاء المدينة، سواء كان ذلك تطبيق «ويتينغ آت ذا إيربورت» أو «كوميوتينغ: مايندفل جيرني».
* تطبيقات التأمل
خلال أولى رحلاتي في عام 2017 جربت بعض من تلك التطبيقات، كان من بينها تطبيقات عريقة، وذلك لأرى ما إذا كانت قادرة على تخفيف حدة التوتر الذي أشعر به في صفوف الانتظار الطويلة، والطائرات والشوارع المزدحمة، أم لا.
التأمل أمر شخصي، لذا يؤثر صوت المعلم، وكلماته، والطرق التي يستخدمها، علينا بأشكال مختلفة، لذا لم أقيم التطبيقات، بل اكتفيت بتوضيح بعض سماتها، وتوضيح الفئات التي قد تجذبها تطبيقات بعينها، أو قد لا تعجبها تطبيقات محددة.
بدأ البحث في مطار «نيوآرك ليبرتي» الدولي حيث كانت تتم إزالة طبقات الثلج من على طائرتي. لذا وضعت السماعات داخل أذني، ونقرت على جلسة «الاستعداد للسفر» في تطبيق «سيمبل هابيتSimple Habit»، وهو تطبيق يزخر بجلسات التأمل المناسبة لمواقف تتنوع بين علاج الكسل والتأجيل، وتخفيف آلام «متلازمة سابقة الحيض». يمكن للمستخدمين الاختيار من بين الجلسات، التي تغطي مراحل العطلة بدءًا بـ«الانتظار في المطار»، مرورًا بـ«الهبوط»، ووصولا إلى «الاسترخاء خلال العطلة» و«ما بعد العطلة».
للتمتع بكل جلسات هذا التطبيق يجب دفع اشتراك قيمته 3.99 دولار أسبوعيًا، و11.99 دولار شهريًا، و99.99 سنويًا على نظام «آي أو إس». ومثلما هي الحال في الاشتراكات الخاصة بالتطبيقات الأخرى، يمكنك إلغاء الاشتراك عن طريقة «آي تيونز». وقد استخدمت «آي فون»، لكن التطبيقات متوفرة أيضًا على نظام «آندرويد».
يقول صوت رجل: «يمكن للسفر أن يكون تجربة مزعجة ومربكة في بعض الأحيان. هل وصلت إلى مقعدك على الطائرة؟ اشعر بهذه الدفقة من النفس فقط، وبهذه اللحظة فقط!».
هناك تطبيق آخر هو «أو إم جي. آي كان ميديتيت OMG!. I Can Meditate» «الذي يمكن الحصول على كل الجلسات الخاصة به مقابل 12.99 دولار شهريًا، و89.99 دولار سنويًا على نظام «آي أو إس». ويقدم التطبيق جلسات مثل «المشي بوعي»، و«الانتظار في صفوف»، و«الأماكن العامة»، و«تناول الطعام بوعي»، وهي الجلسة التي اخترت الاستماع إليها أثناء تناول وجبة الإفطار.
يقول صوت نسائي: «لاحظ كل الألوان المختلفة، والملمس، وأصناف الطعام، ودرجات ألوانه المختلفة». قد تعجبك جلسات التأمل الخاصة بالسفر في هذا التطبيق إذا كنت قد بدأت بالفعل في القيام بالأفعال بوعي، وتبحث عن تعليمات ترشدك خطوة بخطوة. على سبيل المثال، في جلسة تناول الطعام يتم الطلب من المستمعين تقييم درجة جوعهم على مقياس «من 1 إلى 10» ليساعدهم ذلك في معرفة متى يصلون إلى درجة الشبع.
* جلسات الهدوء
في صباح أحد الأيام جربت تطبيق «كالم Calm»، ويقدم الموقع الإلكتروني للشركة أصواتا ومشاهد لطيفة من الطبيعة مجانًا، وهو يناسب الذين يعملون في مكاتب، ويريدون التخلص من أصوات الدردشة المحيطة بهم. يمكن الحصول على كل جلسات التطبيق مقابل 12.99 دولار شهريًا، و59.99 دولار سنويًا على نظام «آي أو إس». ويوجد في التطبيق برامج تمتد لعدة أيام مثل «سبعة أيام لتهدئة القلق»، إلى جانب جلسات تأمل مثل «تهدئة الأطفال»، و«النوم العميق»، و«رحلة العمل اليومية» و«هدوء الطوارئ».
وقد جربت جلسة «التأمل أثناء السير»، التي تسمع خلالها صوتًا نسائيًا يطلب منك ملاحظة كيف تتحرك، وما تراه أثناء السير. كان التأمل أثناء رحلة العمل اليومية، والتأمل أثناء السير، هما جلستي التأمل الوحيدتين المتعلقتين بالسفر في هذا التطبيق. إن كنت مبتدئًا وتريد الاستمتاع بمرح تعليمات معلمي «يوغا» محددين، فقد تستمتع بتلك الجلسات؛ أما إذا كانت أصوات التنغيم تجعلك تفكر في تعليمات النوم المستخدمة في غسل مخ الأطفال في رواية «بريف نيو وورلد (عالم جديد جميل)»، فعلى الأرجح لن تستمتع بها.
جربت أيضًا على الطائرة في مطار «نيو آرك» تطبيق «بوز Pause»، وهو تطبيق منخفض التكلفة (1.99 دولار) وله نتائج غير متوقعة. على عكس التطبيقات الأخرى، التي تخفف حدة التوتر، والتي تحاول جذبك إلى اللحظة الحاضرة، يتضمن هذا التطبيق اللمسة والصوت. رغم أنه غير مخصص للسفر، فإنه يقدم حلاً سريعًا نظرًا لسهولة استخدامه. ليس عليك سوى وضع أصبعك على فقاعة صغيرة، وتحريكه ببطء على شاشة هاتفك الجوال، وكأنك تحرك نافذة «ساندبوكس» على سطح المكتب.
بدت فكرة «بوز» في البداية سخيفة مثل خاتم تحسين المزاج، لكن هناك معنى في إرشاد يدك نحو صوت هدير الأمواج الذي يبعث في النفس الهدوء من قبل حتى أن تطأ قدماك الشاطئ. إن كنت تريد طريقة سريعة خفية لإنعاش ذهنك من دون أن يخبرك أحد بضرورة أخذ نفس عميق، فهذا هو التطبيق المناسب لك.
* تطبيق كلاسيكي
قد يرغب ممارسو التأمل ذوو الخبرة في تجربة تطبيق قديم كلاسيكي وهو «بوديفاي Buddhify»، ويمكنهم ذلك مقابل 4.99 دولار على نظام «آي أو إس»، و2.99 دولار على نظام «آندرويد». ويوجد في التطبيق عجلة من ألوان قوس قزح في قلبها سؤال هو: «ماذا تفعل؟». يمكن للمستخدمين اختيار أجزاء من العجلة من خلال النقر على شريحة مثل «السير في المدينة». وقد نقرت على شريحة بعنوان «السفر»، لتظهر بعدها خيارات، مثل «الاتصال بالسكون في الأماكن المزدحمة»، و«تأمل فريد حين تكون على متن طائرة». وكانت مدة الشريحة الأخيرة 10 دقائق، وكانت تتضمن صوتا رقيقا لرجل يطلب منك ملاحظة أصوات الطائرة، والناس الذين عليها. للمساعدة في جذبك إلى اللحظة الآنية، يقترح الصوت عليك أن تخبر نفسك حين تتشتت أفكارك نحو الماضي، باسم المدينة التي تغادرها. أما إذا كانت أفكارك تجذبك نحو المستقبل، فعليك أن تخبر نفسك باسم المدينة التي تتجه إليها. قد تكون طريقة بسيطة، لكنها فعّالة في توجيه ذهنك برفق وسلاسة.
وسأل الصوت: «هل تظهر مدينة من المدينتين بمعدل أكبر من الأخرى؟ يمكن أن تعلمنا تلك الملاحظة البسيطة الكثير عن المكان الذي يميل الذهن إلى التجول فيه، سواء كان الماضي أم المستقبل. وكلما تعلم الذهن عن نفسه أكثر، أصبح أقوى»، أو هذا ما نأمله.
* خدمة «نيويورك تايمز»



شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».