قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إن بلاده وشعبها «مستعدان للعمل مع باقي الشعوب والقيادات المغاربية الشقيقة لجعل اتحادنا المغاربي يكرس وجوده أكثر فأكثر». ويأتي موقف بوتفليقة بعد أقل من شهر من تصريحات للعاهل المغربي الملك محمد السادس جاء فيها أن «شمعة الاتحاد المغاربي انطفأت».
وذكر بوتفليقة أمس في رسالة نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية، موجهة إلى ملك المغرب والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج، وذلك بمناسبة مرور 28 سنة على تأسيس «اتحاد المغرب العربي»، (معاهدة مراكش في 17 فبراير «شباط» 1989)، أنه يرى في اتحاد المغرب العربي، الذي لم يعقد قمة على مستوى القادة منذ 23 سنة «مساهما في وحدة الأمة العربية والاتحاد الأفريقي، وخادما للأمن والسلم والاستقرار في الفضاء المتوسطي»، وأضاف موضحا أن اتحاد المغرب العربي «متوقف اليوم من أجل مزيد من الجهد والعمل بغية تحقيق روح وأهداف معاهدة مراكش التي أسسته».
وعبر الرئيس بوتفليقة في برقياته للقادة المغاربيين عن «أحر تهانيه وأطيب تمنياته لهم بموفور الصحة والسعادة، ولشعوبهم بمزيد من الرقي والرفاهية والازدهار»، مشيرا إلى أن ذكرى إطلاق الاتحاد المغاربي «العزيزة علينا تعد فرصة سانحة للتمعن في حلم شعوب منطقتنا المغاربية منذ وهلة الاستعمار، ببناء صرح وحدوي يدفع بتنمية وازدهار شعوبنا، ويساهم في رفع كلمة ومواقف مغربنا العربي، ضمن مختلف التجمعات الإقليمية والجهوية والقارية التي تميز عالمنا الحالي».
وعد كلام بوتفليقة، بحسب مراقبين، ردا على العاهل المغربي الذي صرح نهاية الشهر الماضي، في خطاب بأديس أبابا خلال انعقاد قمة للاتحاد الأفريقي، أن «شعلة اتحاد المغرب العربي قد انطفأت، في ظل غياب الإيمان بمصير مشترك، وقد ظل المغرب يؤمن دائما بأنه ينبغي، قبل كل شيء، أن يستمد قوته من الاندماج في فضائه المغاربي».
وكان أمين عام «مجلس الشورى المغاربي»، السعيد مقدم، عبر في محاضرة حول الاتحاد، ألقاها الأربعاء الماضي بالعاصمة، عن «أسفه لكون اتحاد المغرب العربي لا يملك القدرة على اتخاذ زمام المبادرة لخل الخلافات فيما بين أعضائه»، وقال إن القادة المغاربيين «يدركون أن استمرار عدم تفعيل اتحادهم، يكلفهم غاليا عسكريا واقتصاديا»، مشيرا إلى أن «التكتل الخماسي الذي كان يمثل حلما يسمى مغرب الشعوب، تعثر سياسيا في مجال تحقيق أهدافه، بحكم أن مجلس الاتحاد لم يعقد اجتماعا منذ آخر قمة للقادة تمت في 1994 بتونس، كما أن أجهزة الاتحاد لا تملك قوة المبادرة وليس لها سلطة القرار». ولاحظ مقدم أن الاتحاد المغاربي «ما زال رهين خلافات أطرافه».
أما اقتصاديا، فإن إحصائيات مؤسسات دولية متخصصة تفيد، حسب مقدم، بأن التجارة البينية بين البلدان الخمسة هي أقل من 2 في المائة من إجمالي المبادلات التجارية الجارية بالمنطقة، بينما تصل التجارة بين دول الاتحاد الأوروبي إلى 50 في المائة، موضحا أنه قدم مؤخرا عرضا عن الوضع الاقتصادي بالمغرب العربي ببرلمان المغرب، جاء فيه أن البطالة تصل إلى 27 في المائة في بلدانه.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع، في بيان، أن الجيش قتل أمس تسعة متطرفين بمنطقة العجيبة (مائة كلم شرق العاصمة)، التي تعد أحد معاقل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وذكر البيان أن الجيش حجز خمسة مسدسات رشاشة من نوع «كلاشنيكوف» وثلاث بنادق نصف آلية من نوع «سيمونوف»، وكمية من الذخيرة، موضحا أن المتطرفين التسعة إضافة إلى 5 آخرين تم القضاء عليهم في الأيام الماضية، بالمنطقة نفسها.
ووصفت وزارة الدفاع العملية العسكرية، بـ«النوعية»، وقالت إن «النتائج الحاسمة لوحدات الجيش الوطني الشعبي، تأتي لتؤكد مرة أخرى قوة عزم وإصرار قواتنا على القضاء على هذه الشراذم المجرمة، وعلى ظاهرة الإرهاب في بلادنا».
بوتفليقة: مستعدون للعمل مع بقية القيادات حتى نكرس وجود اتحادنا المغاربي
في رسالة له بمناسبة مرور 28 سنة على تأسيس اتحاد المغرب العربي
بوتفليقة: مستعدون للعمل مع بقية القيادات حتى نكرس وجود اتحادنا المغاربي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة