غوارديولا وأغويرو... نذر مواجهة محتملة

ماضي المدرب الإسباني القاسي يوحي بأن رحيل هداف مانشستر سيتي ليس مستبعداً

هل سينتهي الموسم بوصول كل من أغويرو وغوارديولا إلى طريق مختلف  -  أغويرو أسير مقاعد البدلاء (رويترز)
هل سينتهي الموسم بوصول كل من أغويرو وغوارديولا إلى طريق مختلف - أغويرو أسير مقاعد البدلاء (رويترز)
TT

غوارديولا وأغويرو... نذر مواجهة محتملة

هل سينتهي الموسم بوصول كل من أغويرو وغوارديولا إلى طريق مختلف  -  أغويرو أسير مقاعد البدلاء (رويترز)
هل سينتهي الموسم بوصول كل من أغويرو وغوارديولا إلى طريق مختلف - أغويرو أسير مقاعد البدلاء (رويترز)

لن يكون غريبًا إذا قرر المهاجم الدولي الأرجنتيني سيرغيو أغويرو الرحيل عن مانشستر سيتي الإنجليزي، بسبب الغموض الذي بات يحيط بعلاقته مع مدربه الإسباني جوزيب غوارديولا، بعدما فقد مركزه الأساسي لصالح البرازيلي الشاب غابريال خيسوس.
كان أغويرو عنصرًا أساسيًا في صفوف سيتي، وساهم في إحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أنه جلس في آخر مباراتين لفريقه على مقاعد الاحتياطي، فيما تابع خيسوس انطلاقته ليسجل ثلاثة أهداف في المباراتين.
ويقف إجمالي الأهداف التي سجلها الأرجنتيني سيرغيو أغويرو مع مانشستر سيتي حتى الآن عند 154، ما يضعه في مرتبة متقدمة على كولين بيل (153)، وبيل ميرديث وجو هايز (كلاهما 152)، وفراني لي (148)، في قائمة كبار هدافي الفريق عبر تاريخه.
ويحتل أغويرو حاليًا المركز الثالث في قائمة أهم هدافي سيتي. وفي ظروف عادية، ومع دعم من مدربه، كان بإمكانه تصدرها، أو على الأقل اللحاق باللاعب الذي يسبقه بالقائمة، تومي جونسون (166)، وكذلك اللاعب الآخر المتصدر القائمة، إريك بروك (178)، بحلول نهاية العام.
إلا أن الظروف الراهنة ليست بالعادية، وقد تكون هناك إحصاءات أخرى أكثر أهمية، إذا ما رغبنا في تقييم وضع أغويرو الجديد بالنسبة للفريق. على سبيل المثال، سجل اللاعب هدفًا واحدًا هذا الموسم في شباك فريق من بين الثمانية الأوائل المتصدرين للدوري الممتاز، وكان ذلك في مرمى وست بروميتش ألبيون.
في المقابل، ليس من السهل تصيد أخطاء في سجل أغويرو، بالنظر إلى نجاحه في تسجيل 18 هدفًا على مدار 26 مباراة هذا الموسم، بينها مباراتين سجل بكل منهما ثلاثة أهداف (هاتريك). ويأتي ذلك على الرغم من الاعتقاد الشائع أن أغويرو لم يتمكن بعد من التأقلم بصورة كاملة مع متطلبات مدرب سيتي الجديد الإسباني جوزيب غوارديولا. وتشير إحصائية أخرى إلى أنه لم يسجل أهدافًا قط على استاد أنفيلد، معقل ليفربول، على امتداد ثماني مباريات. ومع ذلك، نجح أغويرو في إسكات الجماهير في استادات أولد ترافورد (مانشستر يونايتد) وستامفورد بريدج (تشيلسي) ووايت هارت لين (توتنهام)، وجميع ملاعب الأندية الكبرى الأخرى المشاركة بالدوري الممتاز. وفي الواقع، لم يسبق أن سجل لاعب مثل هذا القدر الكبير من الأهداف لصالح مانشستر سيتي في غضون هذا الوقت القصير، أو في هذا العدد من الأماكن المختلفة.
ورغم ما سبق، يبقى هناك غموض في شعور غوارديولا بعدم الرضا حيال مهاجمه، الذي بدا واضحًا منذ بداية الموسم، عندما نجح المدرب الجديد في اجتياز مبارياته الست الأولى دون هزيمة، في الوقت الذي نجح فيه أغويرو في تسجيل 11 هدفًا. في ذلك الوقت، وجه غوارديولا كلمات المديح والثناء إلى أغويرو، لكن في الوقت ذاته حرص على طرح تعليقات على أدائه. على سبيل المثال، كان غوارديولا يقول إن أغويرو لاعب بالغ الأهمية في الفريق، لكن في غضون جمل قليلة يضيف تعليقًا مناقضًا لهذا المعنى، وذلك في وقت لم يكن من المعهود بالنسبة لمدربي مانشستر سيتي، حتى من جانب شخص يشتهر بصراحته الجارحة مثل روبرتو مانشيني، التشكيك في إسهامات أغويرو بالفريق.
وبالتأكيد كانت صدمة بالغة لمدرب سيتي السابق، مانويل بيليغريني، الذي اعتاد الإشادة باللاعب باعتباره الثالث في قائمة اللاعبين العظام في السنوات الأخيرة، ولا يسبقه سوى ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، أن يعاين إشراك المهاجم بديلاً لمدة سبع دقائق فحسب أمام سوانزي سيتي، الأسبوع الماضي، في مباراة انتهت بفوز صعب لسيتي 2 - 1، إلى جانب اضطلاعه بدور صغير خلال آخر 17 دقيقة من مباراة مانشستر سيتي الأخيرة أمام وستهام يونايتد.
من ناحية أخرى، فإن صعود نجم البرازيلي غابريل خيسوس الذي سجل ثلاثة أهداف في آخر مباراتين، لا يعني بالضرورة رحيل أغويرو. ومع ذلك، تبقى هذه هي المرة الأولى التي يفقد فيها أغويرو مكانته كمهاجم يمثل الاختيار الأول على امتداد خمس سنوات ونصف قضاها أغويرو في صفوف مانشستر سيتي. وبطبيعة الحال، لا يتقبل اللاعبون ممن هم في مثل مكانته الجلوس على مقعد الاحتياطي بسهولة، ومن السذاجة الاعتقاد أنه حال استمرار الوضع الراهن أن أغويرو سيقبل في هدوء الاستعانة به كلاعب احتياطي.
ولا يسعنا سوى التساؤل: كيف كان شعور أغويرو لدى إخباره قبيل انطلاق مباراة ناديه أمام وستهام بأنه سيلعب على اليسار، مما يعني أن خيسوس سيستمر في اللعب كرأس حربة؟ هل ورد بخاطره أن قدوم خيسوس قد يترك تداعيات على المركز الذي يشارك به، وبهذه السرعة الكبيرة؟ وماذا عن المقابلة التلفزيونية التي أجريت مع غوارديولا في أعقاب مباراة سوانزي سيتي، عندما سئل مدرب مانشستر سيتي حول ما إذا كان اللاعب المنضم حديثًا إلى الفريق سيظل في صفوف الفريق أم ستتم إعارته؟ اللافت أن غوارديولا أبدى على نحو متزايد قلقًا ومراوغة خلال المقابلات التي أجريت معه أخيرًا. ورغم هذا، فإنه رد على هذا السؤال بابتسامة عريضة كشفت عن أسنانه، وأجاب: «ماذا تعتقد؟».
ولا بد أن هذا الأمر يثير قلق أغويرو، خصوصًا بالنظر إلى أن خطة لعب مانشستر سيتي تقوم على الاستعانة بقلب هجوم واحد، وثمة دلائل قوية عبر مسيرة غوارديولا بمجال التدريب توحي بأنه لا يعبأ كثيرًا إذا ما تخلى عن لاعبين من أصحاب الأسماء الكبرى اللامعة.
وهنا يظهر صامويل إيتو كمجرد مثال واحد على هذا الأمر، فقد أنجز الموسم الأول له تحت قيادة غوارديولا في برشلونة منافسًا على لقب هداف الدوري الإسباني الممتاز. كما أسهم إيتو في الهدف الافتتاحي بنهائي بطولة دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر يونايتد. إلا أن كل هذا لم يشفع له، وتخلى عنه غوارديولا نهاية الأمر. وفي ذلك الوقت، قال غوارديولا أثناء توليه مهمة تدريب برشلونة: «أتفهم تمامًا رغبة الناس في معرفة السبب لأنه لاعب رائع، داخل الملعب وخارجه؛ كان جيدًا طوال العام، لكن الأمر برمته يتعلق بشعور داخلي لديّ».
وهنا يظهر التساؤل: هل يتعلق الأمر بشعور داخلي أيضًا بالنسبة لأغويرو؟ في الواقع، إن ما يجري الآن يثير في ذهني محادثة أجريتها الخريف الماضي مع أحد اللاعبين الذين عملوا مع غوارديولا، وقضى وقتًا طويلاً في محاولة فهم هذا المدرب. وكانت وجهة نظره أن يايا توريه لن يكون آخر اللاعبين الذين يجدون صعوبة بالغة في التعامل مع المدرب، وذلك لأن الأخير يميل نحو تفضيل اللاعبين الأصغر عمرًا، أصحاب الشخصيات الحساسة، الذين بمقدوره إعادة صياغة أسلوبهم الكروي على نحو يتوافق مع تفكيره، بدلاً عن الأسماء الكبرى اللامعة صاحبة النفوذ، والذين يجري النظر إليهم باعتبارهم عناصر يجب اختيارها في التشكيل الأساسي بأي مباراة. والآن، ربما أصبح من السهل على أغويرو إدراك السبب وراء وصف غراهام هنتر المدرب غوارديولا في كتابه «بارسا... صناعة الفريق الأعظم في العالم»، باعتباره شخصًا «حادًا خياليًا من الصعب إرضاؤه».
ومع ذلك، فإن ما سبق لا يعني أن غوارديولا منزه عن الوقوع في أخطاء، الأمر الذي يتجلى في تصميمه على استبعاد الحارس جو هارت عند بداية الموسم لإفساح مجال لكلاوديو برافو. إلا أن الوقت أثبت أن هذه الخطوة كانت فكرة سيئة، وأنه لم يعد من الكافي القول إن غوارديولا جدير بالوثوق في قراراته، بغض النظر عن النتيجة.
لقد ألمح أغويرو إلى عدم ثقته في مستقبله تحت إدارة غوارديولا، وقال بروح المحترف: «سأبذل جهودًا على مدى الأشهر الثلاثة الباقية من الموسم، ثم أرى ما إذا كان النادي يريدني أن أبقى في صفوفه».
وإذا اتضح أن هذه بداية النهاية لأغويرو، فإن ذلك يعني أن مانشستر سيتي على وشك خسارة لاعب مميز بجميع المقاييس.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».