إسرائيل وحماس تتفقان على تطوير التهدئة وتحسين وضع غزة

إسرائيل وحماس تتفقان على تطوير التهدئة وتحسين وضع غزة
TT

إسرائيل وحماس تتفقان على تطوير التهدئة وتحسين وضع غزة

إسرائيل وحماس تتفقان على تطوير التهدئة وتحسين وضع غزة

كشفت مصادر سياسية عليا في تل أبيب، عن توصل الحكومة الإسرائيلية وحكومة حماس في غزة، إلى تفاهمات جديدة، حول تطوير اتفاق التهدئة القائم بينهما، واتخاذ إجراءات تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع، وذلك بشرط الحفاظ على الهدوء والامتناع عن قصف إسرائيل بالقذائف الصاروخية أو المدفعية.
وقالت المصادر، إن إسرائيل أبلغت جهات دولية بأنها بادرت إلى هذه التفاهمات، وبأنها تلقت ترحيبًا من حماس على المبادرة. وأوضح مسؤولون إسرائيليون، أمس، أن الدفع قدمًا بهذا المشروع، سيتم فقط بعد أن يجري الاتفاق على حل متعلق بإعادة المواطنيْن الإسرائيليين وجثث الجنود الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة. وقد أوضح مصدر أمني رفيع، أمس، أن «إسرائيل لن تدفع قدمًا بهذه الخطوات، طالما واصلت حماس احتجازها لأبراهام مانغيستو إلى جانب مواطنين إسرائيليين آخرين (عرب)، وإلى جانبهم جثتي الجنديين أورون شاؤول وهادار غولدن». وأضاف المصدر، أنه جرى نقل رسائل بهذا المعنى إلى حماس.
وبحسب مصادر أجنبية، فإن الخطوات التي تعرضها إسرائيل، تشمل إقامة منطقة صناعية على الجانب الفلسطيني في المنطقة الحدودية بين غزة وإسرائيل، حيث سيكون جميع العاملين في هذه المنطقة من سكان قطاع غزة. وسيكون هذا المجمع، بحسب الاقتراح، خاضعًا للرقابة الأمنية الإسرائيلية. وقد جرى عرض هذه الأفكار على دول مختلفة تتبرع بالمجهود والمال لإعادة إعمار قطاع غزة، في محاولة منها لإقناع هذه الدول بالاستثمار في هذه المبادرة. إلى جانب ذلك، فإن إسرائيل تفكر في إدخال عمال غزيين للعمل في إسرائيل عبر حاجز إيرز العسكري (بيت حانون). ومن المفترض أن يسهم هذان المشروعان في منح آلاف المواطنين الغزيين فرص عمل، بعد أخذهم الموافقات الأمنية المناسبة.
وأكدت المصادر الإسرائيلية أنه، في أعقاب المحادثات بين إسرائيل ومصر وحماس، فإن الطرف الإسرائيلي لن يكتفي بعدم معارضته، بل إنه سيساهم قدر المستطاع، في الدفع قدمًا لإقامة منطقة تجارة حرة، شمال سيناء، على الأراضي المصرية، بافتراض أن مشروعًا كهذا سيؤدي إلى تحسين الوضع الاقتصادي، ليس في غزة فحسب، بل وفي سيناء أيضًا. وسيقوم بتركيز وتنظيم هذه المشاريع المختلفة، منسق أعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآف مردخاي، الذي يقيم اتصالات وثيقة مع الجهات الدولية المختلفة، وبضمنها وكالات الأمم المتحدة، إلى جانب ممثليات الدول العربية والإسلامية الراغبة في الإسهام في إعمار القطاع.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تقوم منذ فترة طويلة، بدراسة خطوات لتحسين الحالة الاقتصادية في القطاع، في ضوء القلق من اندلاع النار ميدانيًا بما يهدد بجولة جديدة من القتال، كنتيجة للضائقة الاقتصادية المتصاعدة في القطاع. وتسعى إسرائيل، من ضمن ما تسعى إليه، إلى حل أزمة الكهرباء في غزة، وهناك جهود مبذولة لحل مشكلة مياه الشرب التي تتناقص في القطاع بشكل متسارع. وفي هذا المجال، جرى إدخال وفد تركي إلى القطاع للمساعدة في موضوع أزمة الكهرباء. وهناك خطوات أخرى تجري دراسة تطبيقها بشكل عملي، وقد جرى الإعداد على أصعد مختلفة من أجل تطبيقها، ومن ضمنها توسيع نشاط المعابر الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.