المعارضة ترفض تهديد دي ميستورا بتشكيل وفد بديل لجنيف

«الهيئة العليا» تعتبره محاولة لإلغاء «الانتقال السياسي» وترفض مشاركة «الاتحاد الديمقراطي»

فيليبو غراندي، يلاعب طفلين في جبرين بريف حلب حيث النازحون من القصف العنيف الذي تعرضت له المدينة الشهر الماضي (أ.ف.ب)
فيليبو غراندي، يلاعب طفلين في جبرين بريف حلب حيث النازحون من القصف العنيف الذي تعرضت له المدينة الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

المعارضة ترفض تهديد دي ميستورا بتشكيل وفد بديل لجنيف

فيليبو غراندي، يلاعب طفلين في جبرين بريف حلب حيث النازحون من القصف العنيف الذي تعرضت له المدينة الشهر الماضي (أ.ف.ب)
فيليبو غراندي، يلاعب طفلين في جبرين بريف حلب حيث النازحون من القصف العنيف الذي تعرضت له المدينة الشهر الماضي (أ.ف.ب)

رفضت المعارضة السورية تهديدات المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بتشكيل وفد بديل لمفاوضات جنيف التي تم تأجيلها حتى نهاية هذا الشهر، معتبرة أن الموضوع من خارج اختصاصه ويتناقض مع قرار مجلس الأمن 2254. وفي حين اعتبرت أن التلويح بهذا الأمر هو استعادة لخلاف كان قد تم تجاوزه قبل الجولة الأخيرة من جنيف، رأت أن هذه التصريحات قد تعيق التوصل إلى أي حلّ سياسي، مع تمسكّها برفض مشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطي».
وقال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب في تغريدة على «تويتر» إن «تحديد وفد المعارضة السورية ليس من اختصاص دي ميستورا». وأضاف: «أهم ما يجب أن ينشغل به الموفد الأممي هو تحديد أجندة للمفاوضات وفق بيان جنيف».
وقررت الأمم المتحدة الثلاثاء تأجيل المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة إلى 20 فبراير (شباط) بعدما كانت مقررة في الثامن منه لتمنح المعارضة السورية المزيد من الوقت للاستعداد.
وعقب اجتماع مع مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، حذر دي ميستورا أن «في حال لم تكن المعارضة جاهزة للمشاركة بموقف موحد بحلول الثامن من فبراير، فسأقوم (....) بتحديد الوفد لجعله شاملا قدر الإمكان». وأبلغ دي ميستورا مجلس الأمن بحسب دبلوماسيين، أن الدعوات إلى مفاوضات جنيف ستوجه في الثامن من الشهر الحالي.
من جهته، اعتبر المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط في بيان أن تصريح دي ميستورا «اعتزامه تشكيل وفد المعارضة بنفسه، أمر غير مقبول».
وسأل المسلط «هل يستطيع السيد دي ميستورا التدخل في تشكيل وفد النظام؟»، معتبرا أن تأجيل المفاوضات «ليس من مصلحة الشعب السوري»، وأن هذا القرار جاء «تلبية لطلب حلفاء النظام» وليس لعدم جاهزية ممثلي الوفد المعارض.
بدوره، رأى عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات، والمستشار القانوني المشارك في مباحثات آستانة، محمد صبرا، أن طرح الموضوع بهذه الطريقة يمس بكرامة الثورة السورية، موضحا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن استعادة دي ميستورا لهذه النقطة بالتحديد، هي محاولة منه لإلغاء عملية الانتقال السياسي عبر إلغاء الشريك المعارض وتحويل مسألة النزاع التي هي بين شعب ونظام إلى نزاع أهلي بين مكونات المجتمع، والأهم هو الخضوع للمطلب الروسي الذي يرتكز على ضرورة تحصين رئيس النظام بشار الأسد وفريقه ومن يدعمه من المحاكمة، خاصة أن روسيا أصبحت شريكا أساسيا في جرائم الحرب التي ارتكبت في سوريا.
وأشار صبرا إلى أن دي ميستورا يحاول اليوم عبر الضغط على المعارضة وتحديدا على الهيئة العليا استعادة الخلاف القديم الذي يفترض أنه تمّ حله، وتحديدا قبل تشكيل الوفد المشارك في جولة مفاوضات جنيف الأخيرة بعدما حاول فرض أسماء على الوفد. وأضاف: «في شهر يناير (كانون الثاني) من العام الماضي خضع هذا الموضوع للبحث مع دي ميستورا وفريق قانوني وتم التوصل إلى نتيجة واضحة لاقت موافقة مساعد أمين عام الأمم المتحدة أيضا، وهي أن مهمة تشكيل الوفد تقع فقط على الهيئة وإذا أراد المبعوث الدولي يمكنه دعوة شخصيات أخرى كمستشارين، وهو ما قام به». وأوضح أن «دي ميستورا يحاول من خلال تصريحاته التذرّع بعبارة غامضة وردت في القرار 2245 والتي أشارت إلى أن مجلس الأمن يتطلع لأن يضع المبعوث الدولي إلى سوريا اللمسات الأخيرة لتحقيق هدف تشكيل وفد يجمع أكبر طيف من المعارضة التي تقع عليها مهمة تشكيل الوفد»، مضيفا: «لكن هذا لا يعني التدخّل بتشكيله».
وفي حين اعتبر أن تصريحات المبعوث الدولي لا تساعد على التعاون الفعال للوصول إلى أي حل سياسي، شدد على «سنتعامل مع المفاوضات وفق القرارات الدولية، وتحديدا وفق القرار 2254 الذي نص على أن السوريين لهم الحق الحصري بتشكيل وفدهم المفاوض، وأكّد على أن اجتماع الرياض يشكّل نقطة البداية لأي حل في سوريا وصولا إلى تحقيق الانتقال السياسي برعاية الأمم المتحدة».
ولفت صبرا إلى أن الهيئة العليا وبعدما أن أعلنت عن حلّ وفدها التفاوضي في اجتماعها الأخير، ستشكل الوفد البديل في الاجتماع المقبل الذي من المتوقع أن يعقد خلال أسبوع أو عشرة أيام على أبعد تقدير.
وعما إذا كان الهدف من كلام دي ميستورا إشراك أطراف معارضة أخرى ولا سيما تلك المحسوبة على موسكو في المفاوضات إضافة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، قال، إن «منصتي موسكو والقاهرة وهيئة التنسيق الوطنية كانت جميعها ممثلة في هيئة المفاوضات ولا مشكلة في مشاركتها، ورفضنا لمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي هو مسألة مبدئية وبالتالي إذا أراد المشاركة، عليه أن يفعل ذلك إلى جانب النظام السوري».
وكان القيادي في «الحزب الديمقراطي» خالد عيسى قد أكّد في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» حصولهم على وعود من الدول الكبرى بأنهم سيشاركون في مفاوضات جنيف المقبلة، وتلقيهم تأكيدات من موسكو وعدد من الدول الكبرى بأنهم سيكون جزءا من المفاوضات «وأن أي حل في سوريا لن يتحقّق من دون مشاركتنا».
يذكر أن «الشرق الأوسط» حاولت التواصل مع مكتب المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، للحصول على تعليق حول تصريحاته الأخيرة، إلا أنها لم تتلق ردا.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.