الرئيس التونسي يبحث مع وزير الخارجية المصري التحديات الإقليمية

الحكومة تسن إجراءات أمنية لمحاربة التطرف والإرهاب

الرئيس التونسي يبحث مع وزير الخارجية المصري التحديات الإقليمية
TT

الرئيس التونسي يبحث مع وزير الخارجية المصري التحديات الإقليمية

الرئيس التونسي يبحث مع وزير الخارجية المصري التحديات الإقليمية

التقى سامح شكري وزير الخارجية المصري، أمس، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وذلك خلال الزيارة التي قام بها إلى تونس، حيث نقل إليه رسالة شفهية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، والتشاور حول عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيد، في بيان صحافي، إن الرئيس التونسي أشاد في بداية اللقاء بما قدمته مصر من تضحيات، ودفعته من ثمن حماية للمصالح والمقدرات العربية، مؤكدًا ثقته الكاملة في أن مصر في أيد أمينة، وأن تاريخها الطويل وشعبها العظيم وجيشها الوطني كان لهم الدور الأساسي دائمًا في حماية مصر في مواجهة التحديات المختلفة.
وحسب المتحدث، فقد تطرقت المحادثات بين الرئيس التونسي والوزير شكري إلى التحديات الإقليمية، التي تواجه البلدين والمنطقة العربية، وعلى وجه الخصوص الأزمة الليبية، حيث حرص الرئيس السبسي على تأكيد الدور المحوري الذي تضطلع به مصر وتونس والجزائر في التعامل مع الوضع في ليبيا، ودعم الاستقرار والسلام فيها، الأمر الذي دعاه إلى طرح المبادرة الخاصة بعقد قمة ثلاثية تجمع مصر وتونس والجزائر للتشاور والتنسيق في كيفية دعم ليبيا ومساعدة الشعب الليبي على تجاوز الأزمة الحالية.
ومن ناحية أخرى، أوضح المتحدث أن وزير الخارجية نقل إلى الرئيس التونسي رسالة تقدير وإعزاز من الرئيس عبد الفتاح السيسي، معربًا عن تطلع الرئيس السيسي إلى مزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين بشأن التحديات الإقليمية التي تهم البلدين، وبخاصة فيما يتعلق بالأزمة الليبية وجهود مكافحة الإرهاب. كما أحاط الوزير شكري الرئيس التونسي بنتائج اجتماعات لجنة التشاور السياسي، التي أجراها مع نظيره التونسي خميس الجيهناوي، أول من أمس، بالعاصمة التونسية، وما تم الاتفاق عليه من عقد اجتماعات دورية للجنة التشاور على مستوى كبار المسؤولين، وعقد اجتماع لوزراء خارجية مصر وتونس والجزائر في العاصمة التونسية قريبًا للإعداد للقمة الثلاثية المرتقبة حول ليبيا.
من جهة ثانية، سنت الحكومة التونسية ترسانة من الإجراءات ذات الطابع الأمني ضد ظاهرة الإرهاب، أبرزها تصديق مجلس الوزراء على المشروع الحكومي المتعلق بمجلس الأمن القومي، الذي يتولى تصور السياسات المتعلقة بالأمن القومي والاستراتيجيات الوطنية في المجالات المتعلقة بالأمن، وإيجاد خيارات استراتيجية في مجال الاستعلامات.
وتسعى وزارة الدفاع إلى إعداد مشروع كتاب أبيض للأمن والدفاع، بالتعاون، خصوصا، مع فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، بهدف مواجهة التهديدات الإرهابية في علاقتها بالتهريب والجريمة المنظمة.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن استراتيجية لمحاصرة التنظيمات الإرهابية في ظل احتدام الجدل السياسي والحزبي والمجتمعي حول ملف عودة آلاف الإرهابيين من بؤر التوتر، وانقسام التونسيين بين مؤيد لعودتهم شريطة تنفيذ قانون مكافحة الإرهاب ضدهم، ورافض لعودتهم ومطالب بسحب الجنسية التونسية منهم.
وقدر يوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية، عدد الإرهابيين التونسيين المنتشرين في مختلف بؤر التوتر في العالم، وبخاصة في ليبيا وسوريا والعراق بنحو 2919 إرهابيا، إلا أن عدة هياكل دولية ومحلية مختصة في المجال الأمني ترى أن العدد أكثر من ذلك بكثير وقد يصل إلى حدود العشرة آلاف إرهابي.
وتتمثل مشمولات مجلس الأمن القومي في «السهر على حماية المصالح الحيوية للدولة في إطار تصور استراتيجي يهدف إلى صون سيادة الدولة واستقلالها وضمان وحدة ترابها وسلامة شعبها وحماية ثرواتها الطبيعية».
ويتركب مجلس الأمن القومي، الذي يترأسه رئيس الجمهورية، من رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان)، والوزراء المكلفين العدل والدفاع والأمن والشؤون الخارجية والمالية ورئيس المركز الوطني للاستخبارات.
أما فيما يتعلق بمهام المركز الوطني للاستخبارات، الذي سيكون مقره في رئاسة الحكومة التونسية، فتتلخص بالأساس في جمع التقارير من مختلف الهياكل المتدخلة في مجال الاستخبارات وتسهيل تبادل المعلومات بين مختلف هذه الهياكل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».