أسلوب تشيلسي الدفاعي يفرض التعادل مع أتليتكو مدريد في ذهاب نصف نهائي أبطال أوروبا

مورينهو وسيميوني مدربا الفريقين يتفقان على تساوي الفرص في لقاء الإياب الأكثر تعقيدا في لندن

شوارزر حارس تشيلسي البديل ينقذ شباكه ببراعة من هجمة لأتلتيكو ليخرج فريقه بتعادل ثمين (أ.ب)
شوارزر حارس تشيلسي البديل ينقذ شباكه ببراعة من هجمة لأتلتيكو ليخرج فريقه بتعادل ثمين (أ.ب)
TT

أسلوب تشيلسي الدفاعي يفرض التعادل مع أتليتكو مدريد في ذهاب نصف نهائي أبطال أوروبا

شوارزر حارس تشيلسي البديل ينقذ شباكه ببراعة من هجمة لأتلتيكو ليخرج فريقه بتعادل ثمين (أ.ب)
شوارزر حارس تشيلسي البديل ينقذ شباكه ببراعة من هجمة لأتلتيكو ليخرج فريقه بتعادل ثمين (أ.ب)

فرض الأسلوب الدفاعي لتشيلسي بقيادة مدربه البرتغالي جوزيه مورينهو التعادل من دون أهداف على مضيفه أتليتكو مدريد في ذهاب الدور قبل النهائي على ملعب فيسنتي كالديرون في العاصمة الإسبانية وأمام 50 ألف متفرج.
ويلتقي الفريقان إيابا الأربعاء المقبل على ملعب ستامفورد بريدج في لندن.
واعتمد مورينهو العائد للعاصمة الإسبانية بعدما قضى ثلاث سنوات في ريال مدريد على الدفاع المتكتل وقلص المساحات التي يجيد فيها أتليتكو ليحرمه من خلق الفرص في معظم أوقات المباراة.
ورفض الأرجنتيني دييغو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدريد انتقاد طريقة لعب تشيلسي، وأشار إلى أن كل فريق له أن يلعب كما يريد.
وقال سيميوني عقب اللقاء: «كانت مباراة صعبة، فهي مباراة تليق بالدور قبل النهائي، هاجمنا وكان ينقصنا إحراز الأهداف».
وأضاف المدير الفني الأرجنتيني: «كل فريق استخدم أسلحته المتاحة، كل طرف اختار لنفسه الطريقة المثلى للعب، تمكن تشيلسي من تحقيق نتيجة طيبة، ونحن من جانبنا سعينا لتحقيق الفوز».
واتفق جابي فيرنانديز، نجم خط وسط أتلتيكو مدريد مع رأي مدربه قائلا: «تشيلسي لعب من أجل أن يحافظ على نظافة شباكه، نحن لعبنا بطريقة أكثر هجومية، كل فريق يلعب كما يحلو له».
ومن جانبه، أكد خوان فران، الظهير الأيمن لأتلتيكو مدريد، أن مباراة الحسم ستكون في إنجلترا، وأن فريقه لن يذهب إلى ملعب «ستامفورد بريدج»، معقل تشيلسي، للتعادل بل للفوز.
ورغم سقوطه في فخ التعادل فإن أتلتيكو مدريد يملك حظوظا كبيرة ببلوغ المباراة النهائية الثانية في تاريخه والأولى منذ عام 1974. لأنه يقدم مباريات كبيرة خارج القواعد ويسجل دائما أهدافا (فاز على مضيفيه بورتو البرتغالي 2 - 1 واوستريا فيينا النمساوي 3 - صفر وتعادل مع زينيت الروسي 1 - 1 في الدور الأول، وتغلب على مضيفه ميلان الإيطالي 1 - صفر في ذهاب ثمن النهائي وتعادل مع مضيفه ومواطنه برشلونة 1 - 1 في ذهاب نصف النهائي).
يذكر أنها رابع مرة يتأهل فيها أتلتيكو مدريد إلى نصف النهائي والأولى منذ 1974 عندما تغلب على سلتيك الأسكوتلندي وخسر النهائي الوحيد المعاد أمام بايرن ميونيخ الألماني حامل لقب العام الماضي.
وحافظ فريق العاصمة الإسبانية الوحيد غير المتوج بين الرباعي المتبقي في المسابقة القارية العريقة، على سجله الرائع هذا الموسم كونه الفريق الوحيد الذي لم يتجرع طعم الخسارة حتى الآن، وأزاح في طريقه إلى دور الأربعة فريقين عريقين هما ميلان الإيطالي صاحب المركز الثاني في عدد الألقاب في المسابقة (7) في ثمن النهائي، وبرشلونة، المتوج بأربعة ألقاب في نصف النهائي، كما أنه لم يخسر على أرضه أمام أي فريق إنجليزي في المسابقات القارية في 10 مباريات حتى الآن.
وهي المرة الثانية التي يتعادل فيها الفريقان في المسابقة القارية بعد الأولى في دور المجموعات عام 2009 (2 - 2) بعدما حسم الفريق اللندني مباراة الذهاب (4 - صفر).
في المقابل ورغم النتيجة الجيدة التي خرج بها تشيلسي إلا أنه سيواجه صعوبات في الإياب بعد خسارة جهود كل من قائده جون تيري وحارس مرماه الأساسي بيتر تشيك للإصابة وتأكد غيابهما حتى نهاية الموسم ما يعد ضربة قوية لآمال الفريق اللندني في إحراز اللقب. وأوضح مورينهو مدرب تشيلسي أن تشيك سيبتعد عن صفوف الفريق حتى نهاية الموسم، أما تيري، فلن يعود إلى الملاعب قبل مباراة نهائي دوري الأبطال الشهر المقبل.
وأصيب تشيك في مرفقه أثناء محاولة إبعاد الكرة بعد نحو ربع ساعة فقط من البداية ولم يتمكن من استكمال اللقاء ليتم الدفع بالحارس الأسترالي مارك شوارزر بدلا منه وكان موفقا في الحفاظ على نظافة شباكه، بينما تعرض تيري لإصابة في كاحله الأيسر في الدقيقة 75 ليترك الملعب ويضطر مورينهو لإجراء تعديل بالدفع بالمهاجم الألماني أندريه شورله مكانه وأعاد ديفيد لويز إلى قطب الدفاع ونجح لاعبه في إخراج المباراة إلى بر الأمان.
وسيغيب أيضا عن تشيلسي في مباراة الإياب فرانك لامبارد وجون أوبي ميكيل ثنائي وسط تشيلسي بسبب الإيقاف.
وشهدت المباراة مشاركة الإسباني فرناندو توريس مهاجم تشيلسي أساسيا في أول زيارة لملعب فيسنتي كالديرون منذ ترك نادي العاصمة للانتقال إلى ليفربول الإنجليزي عام 2007.
كما شارك حارس المرمى البلجيكي العملاق تيبو كورتوا المعار من تشيلسي أساسيا مع اتليتكو بقرار من الاتحاد الأوروبي رغم تضمن عقد الناديين شرطا جزائيا يفرض على الفريق الإسباني دفع 3 ملايين يورو للمباراة الواحدة في حال واجه كورتوا فريقه السابق.
وقدم تشيلسي مباراة رائعة من الناحية الدفاعية وسد جميع الطرق المؤدية إلى مرماه وأوقف زحف أصحاب الأرض وخرج بتعادل ثمين يعزز حظوظه في بلوغ المباراة النهائية الثالثة في تاريخه (خسر عام 2008 وتوج باللقب عام 2012)، بيد أن خسائره بفقدان جهود 4 لاعبين يهدد من فرصة. لكن تشيلسي سيكون مدعما في الإياب بنجمه البلجيكي أدين هازارد وكذلك مهاجمه الكاميروني صامويل ايتو ومدافعه الصربي برانيسلاف ايفانوفيتش أبرز الغائبين عن مباراة الذهاب، الأول والثاني بسبب الإصابة والثالث بسبب الإيقاف.
وقال شوارزر، 41 عاما، الذي شارك في مباراته الثانية فقط في دوري الأبطال ليصبح أكبر لاعب يشارك في الأدوار الإقصائية بالمسابقة: «جميع لاعبي تشيلسي بذلوا قصارى جهدهم وهو شيء متوقع، لدينا مجموعة من اللاعبين الرائعين». وأضاف زميله سيزار أزبليكويتا مدافع تشيلسي: «إنها نتيجة إيجابية..
كنا نعلم أن الأجواء ستكون صعبة. قاتلنا بقوة وحاولنا الاحتفاظ بالكرة لكن أهم شيء أن مباراة العودة ستكون على أرضنا».
ويشعر مورينهو بالغضب من عدم تجاوب الاتحاد الإنجليزي بتقديم موعد مباراة فريقه مع ليفربول من الأحد إلى الجمعة أو السبت لكي يسنح للاعبيه مزيدا من الوقت للأعداد لمواجهة أتلتيكو الأربعاء المقبل.
قال مورينهو إنه قد يضطر للدفع بمجموعة من لاعبيه البدلاء أمام ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي يوم الأحد المقبل.
وفي ظل تأخر تشيلسي بخمس نقاط عن ليفربول قبل ثلاث جولات على نهاية المسابقة فإن مورينهو يفكر في وضع تركيزه على مباراته أمام أتليتكو مدريد يوم الأربعاء المقبل.
وقال مورينهو ردا على سؤال حول إمكانية الدفع بالبدلاء أمام ليفربول: «أعتقد أني سأفعل ذلك لكن هذا الأمر يجب الحديث فيه مع المسؤولين أولا. هذا القرار لا يمكن للمدرب أن يتخذه بمفرده».
وأضاف: «لا يمكنني أن أحدد ذلك بنفسي. هذا القرار يجب الحديث فيه مع إدارة النادي. أنا المدرب فقط ولست أكثر من ذلك».
وأكد مورينهو أنه فشل في مطالبة رابطة الدوري بتغيير موعد مباراة ليفربول إلى يوم الجمعة أو السبت حتى يحصل على فرصة أكبر لملاقاة أتليتكو في مباراة الإياب وقال: «نحن نمثل كرة القدم الإنجليزية ونحن الممثل الوحيد المتبقي لها في أوروبا، لدى إسبانيا أربعة فرق في المنافسات الأوروبية وكلها تتلقى المساعدة بتأجيل مبارياتها لتحقيق النجاح».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».