مشروعات استثمارية لافتة في حضرموت بعد استتباب الأمن فيها

مشروعات استثمارية لافتة في حضرموت بعد استتباب الأمن فيها
TT

مشروعات استثمارية لافتة في حضرموت بعد استتباب الأمن فيها

مشروعات استثمارية لافتة في حضرموت بعد استتباب الأمن فيها

اعتبر محافظ حضرموت، اللواء أحمد سعيد بن بريك، أن استتباب الأمن جلب نحو 20 مستثمرا من خارج البلاد، في الوقت الذي تأكد فيه انطلاق عجلة التنمية والبناء من خلال مشروعات سياحية واستراتيجية عملاقة تم افتتاحها، ووضع حجر الأساس لها في المحافظة.
وشدد بن بريك، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، على أن التطور التنموي الملموس في حضرموت جاء نتيجة للوضع الأمني المستقر والمطمئن الذي فرضته اليقظة والخطط الأمنية لأبطال قوات النخبة الحضرمية، التي حررت المكلا من عناصر الإرهاب. وأكد أن حضرموت تتعافى، وبعافيتها سيستقر الوضع في جنوب البلاد، ذلك أن حضرموت تعد رئة ومحطة رئيسية لأي تنمية واستقرار، بعد سنوات عجاف عاشتها هذه المحافظة المعطاءة بثرواتها ومواردها التي نهبت وسلبت من قوى متنفذة لأكثر من 50 عاما.
وعبر محافظ حضرموت عن سعادته لانطلاق وتدشين أول رحلة سياحية للسفينة «ميد دريم» من ميناء المكلا إلى جزيرة سقطرى التي تنتظر، حسب تعبيره، من يكشف عن مخزونها الطبيعي والبيئي والسياحي الكبير الذي لم يستغل لسنوات مضت، بسبب سياسة المركزية وحب السيطرة والتملك التي كان يفرضها النظام السابق. واعتبر المحافظ أن هذا المشروع يأتي لتحسين خدمات النقل البحري لأهالي سقطرى وتخفيف معاناتهم، معلنا عن قدوم أكثر من 20 مستثمرا من الخارج للاستثمار في قطاعات عدة في حضرموت، بعد أن اطمأنوا للوضع الأمني المستقر الذي تشهده حضرموت بعد إعادتها للشرعية وطرد المخربين والإرهابيين.
وأكد وجود شركات استثمارية قدمت طلبات في الاستثمار في مجال النقل البحري، إحداها بين حضرموت ودول الخليج، وأخرى بين المكلا ومدن البحر الأحمر، لفتح المجال أمام التنافس بين الشركات في هذا المجال، بما يسهم في تطوير وتنشيط السياحة.
من جانبه، بارك وزير الثروة السمكية فهد كفاين انطلاق هذه الرحلات البحرية، بعد كارثة غرق باخرة خشبية قبل شهر، لقي نصف من كانوا فيها مصرعهم، منوها بأن تدشين هذا الخط جاء بعد استكمال كل الإجراءات ووسائل السلامة والأمان، حتى لا تتكرر رحلات الموت التي عانى منها أهل سقطرى أثناء السفر في سفن خشبية متهالكة.
وفي اتجاه متصل، وضع محافظ محافظة حضرموت حجر الأساس لإقامة مشروع صوامع الغلال ومطاحن الدقيق، بتكلفة 22 مليون دولار. ويتكون المشروع من 6 صوامع سعة الواحدة منها 5 آلاف طن، وبطاقة إجمالية 30 ألف طن، فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية الأولية اليومية للمشروع 500 طن من مادة الدقيق، ويغطي تموينيًا محافظات الإقليم، حضرموت وشبوة والمهرة.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.