البحرية الإسرائيلية تغرق مركب صيد في بحر غزة وفقدان صياد

صيادو غزة يعلقون طلعاتهم ليومين وحماس تندد بانتهاكاتها

صيادون غزيون يسحبون زورقا إلى الشاطئ قبالة قرية بيت لاهيا (أ.ف.ب)
صيادون غزيون يسحبون زورقا إلى الشاطئ قبالة قرية بيت لاهيا (أ.ف.ب)
TT

البحرية الإسرائيلية تغرق مركب صيد في بحر غزة وفقدان صياد

صيادون غزيون يسحبون زورقا إلى الشاطئ قبالة قرية بيت لاهيا (أ.ف.ب)
صيادون غزيون يسحبون زورقا إلى الشاطئ قبالة قرية بيت لاهيا (أ.ف.ب)

ذكرت تقارير فلسطينية، أن البحرية الإسرائيلية أغرقت أمس مركب صيد في بحر غزة، قبالة منطقة السودانية شمال غربي المدينة، ما أدى إلى فقدان صياد كان على متنه. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن أحد الصيادين قوله، إن زورقا حربيا إسرائيليا هاجم عددا من مراكب الصيادين قبالة بحر السودانية، وهي على بعد نحو أربعة أميال بحرية، وقام بمطاردتها، وإطلاق النار عليها، وأغرق أحدها، ما أدى إلى فقدان صياد، إضافة إلى إلحاق أضرار مادية بمراكب صيد أخرى.
ونددت حركة حماس بتصاعد «انتهاكات» قوات البحرية الإسرائيلية بحق الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وحملت الحركة، في بيان للناطق باسمها، عبد اللطيف القانوع، إسرائيل: «المسؤولية الكاملة والمترتبة على استمرار الاعتداءات والانتهاكات المتواصلة، من ملاحقة وإطلاق نار، واعتقال بحق الصيادين الفلسطينيين في بحر غزة».
واعتبرت الحركة أن «الاعتداءات بحق الصيادين تمثل جريمة بشعة ومنظمة، تستدعي موقفا من المؤسسات الحقوقية والدولية لوقف جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني».
واعتصم عشرات الصيادين في مرفأ غزة البحري، تضامنا مع زميل لهم فقدت آثاره في بحر غزة منذ الليلة الماضية، إثر صدم زورق بحري إسرائيلي قاربا كان يعمل على متنه. وأعلن الصيادون عن تعليق عملهم أمس واليوم، احتجاجا على الممارسات الإسرائيلية بحقهم، وللمطالبة بكشف مصير زميلهم المفقود.
من جهتها، قالت وزارة النقل والمواصلات في غزة، إن زورقا إسرائيليا صدم مركب صيد بشكل متعمد، قبالة ساحل بحر مدينة غزة الليلة قبل الماضية، ما أدى إلى فقدان أثر صياد يبلغ من العمر 35 عاما.
وندد بيان صحافي صادر عن الوزارة، نقلته وكالة الأنباء الألمانية بالحادثة، واعتبرها «اعتداء صارخا على كل قطاع الصيد في قطاع غزة»، مطالبا بتدخل دولي لوقف الممارسات الإسرائيلية بحق الصيادين والتضييق عليهم.
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن البحرية الإسرائيلية اعتقلت أكثر من مائة صياد فلسطيني، منذ بداية العام الماضي، ضمن ما تدعي بأنه «مكافحة عمليات تهريب أسلحة إلى غزة عبر البحر». وتحظر تلك القوات على الصيادين الفلسطينيين الإبحار لأكثر من ستة أميال.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».