كوفنتري سيتي ناد يجري تدميره ومهدد بهبوط جديد

سوء الإدارة يتواصل منذ مغادرة الفريق للدرجة الممتازة وعلى امتداد 15 عامًا

لقطة من مباراة لكوفنتري مع بريستول بالدرجة الأولى - جماهير كوفنتري اقتحمت الملعب حاملة لافتات تطالب بإخراج مجموعة «سيسو» المستحوذة على الإدارة من النادي
لقطة من مباراة لكوفنتري مع بريستول بالدرجة الأولى - جماهير كوفنتري اقتحمت الملعب حاملة لافتات تطالب بإخراج مجموعة «سيسو» المستحوذة على الإدارة من النادي
TT

كوفنتري سيتي ناد يجري تدميره ومهدد بهبوط جديد

لقطة من مباراة لكوفنتري مع بريستول بالدرجة الأولى - جماهير كوفنتري اقتحمت الملعب حاملة لافتات تطالب بإخراج مجموعة «سيسو» المستحوذة على الإدارة من النادي
لقطة من مباراة لكوفنتري مع بريستول بالدرجة الأولى - جماهير كوفنتري اقتحمت الملعب حاملة لافتات تطالب بإخراج مجموعة «سيسو» المستحوذة على الإدارة من النادي

عند إمعان النظر في سجل سوء الإدارة داخل نادي كوفنتري سيتي على امتداد الأعوام الـ15 الماضية، نجد أنه ممتد للغاية ويغلفه قدر كبير من التعقيد لدرجة أنه حتى بالنسبة للمشجع المتحمس للنادي، أحيانًا يكون من المستحيل تتبع مسار ما يجري داخل النادي.
ويتذكر جوني ويكس قائلا: «في أكتوبر (تشرين الأول) 1991، ذهبت برفقة والدي وابن عمي إلى إدغار ستريت، الذي يضم مقر هيرفورد يونايتد، لمشاهدة الفريق يلعب أمام ألدرشوت في دوري الدرجة الرابعة. ورغم أن المباراة ذاتها لم تكن بالتجربة المثيرة وكان من السهل نسيانها، فإنه بعد انتهائها نجحنا على الأقل في الحصول على توقيع تذكاري من غريغ داونز، الذي كان الجمهور يمازحه بإطلاق هتاف: (ليس لديه شعر في رأسه)، لكننا لا نهتم بذلك»!
كان لاعب الدفاع السابق لدى كوفنتري سيتي الذي شارك في الفوز ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، ثم تولى لاحقًا منصب مدير شؤون اللاعبين لدى هيرفورد يونايتد، قد انتقل إلى هيرفورد بناءً على مبادرة من جانب جون سيليت، الذي يعد العقل المدبر وراء غالبية الانتصارات غير المتوقعة لكوفنتري سيتي عام 1987.
أما السر وراء أن الأحداث التي وقعت بعد انتهاء المباراة ما تزال حية في ذهني، فيكمن في أن ابن عمي، الذي كان من مشجعي هيرفورد يونايتد، حصل على قميص هدية من أحد لاعبي ألدرشوت. ولست على ثقة من أن أيًا منا كان يعي وضع نادي ألدرشوت في تلك الفترة، ذلك أن أعمارنا لم تكن تتجاوز الثامنة والتاسعة فحسب ولم نكن نولي اهتمامًا حقيقيًا للمصير الذي تنتهي إليه الأندية.
وفي وقت لاحق من الموسم، صدر أمر من المحكمة العليا بتصفية نادي ألدرشوت، ليكون بذلك أول ناد يتعرض لمثل هذا الإجراء في منتصف الموسم منذ عهد أكرينغتون ستانلي عام 1962، ورغم نجاح هيرفورد يونايتد لاحقًا في الصعود إلى دوري الدرجة الثالثة، فإنه انزلق نهاية الأمر عبر مستويات الدوري المختلفة، بل ووصل الأمر لتعرضه للطرد تمامًا من مجال كرة القدم لفترة قصيرة، علاوة على تصفية النادي عام 2014 بسبب الديون.
والآن، طرأت على ذهني المصائر التي انتهت إليها تلك الأندية في خضم متابعتي لمنحنى السقوط الذي يسير عليه كوفنتري سيتي، النادي الذي أنتمي إليه.
وعند النظر إلى سجل سوء الإدارة داخل كوفنتري سيتي على مدار الأعوام الـ15 السابقة، نجد أنه واسع للغاية، خاصة في ظل إدارة صندوق «سيسو» الاستثماري (المعروف حاليًا باسم «أوتيم») والذي استحوذ على النادي عام 2007، كما يغلف هذا الملف قدر كبير من التعقيد لدرجة أنه حتى بالنسبة للمشجع المتحمس للنادي، أحيانًا يكون من المستحيل تتبع مسار ما يجري داخل النادي. ويكفي القول إن الفريق أجبر على لعب مبارياته المقررة على أرضه في مدينة أخرى، وحرم من مواهبه الواعدة وكذلك من الاستاد الخاص به، بل وجرد من كرامته. واليوم، تتعرض الأكاديمية القيمة التابعة للنادي لتهديد من أحد أندية الرجبي المحلية يدعى «واسبس»، والذي ربما يطردنا أيضًا من استاد «ريكو أرينا» عندما تنتهي فترة تأجيرنا له. ومن الممكن أن يتعرض الملعب الذي نتدرب عليه للبيع لإقامة مشروعات سكنية عليه. في الوقت ذاته، تراجع النادي إلى قاع دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، حيث يحتل المركز الثاني من الأسفل، ويبدو أننا في طريقنا نحو الهبوط المؤكد لدوري الدرجة الثانية الموسم القادم.
الشهر الماضي، كتب دانييل تايلور مقالاً رائعًا في «الغارديان» قدم خلاله عرضًا زمنيًا للدمار الذي لحق بالنادي. ويرى تايلور أن النادي سقط ضحية صناديق التحوط.
المعروف أن جماهير كوفنتري سيتي تكن كراهية بالغة على نطاق واسع في صفوفها تجاه صندوق «سيسو-أوتيم»، رغم الاستثمارات التي ضخها الصندوق بادئ الأمر في النادي، وذلك لأن مسؤولي الصندوق لطالما أبدوا اهتمامهم بالقيمة المالية المحتملة للاستاد (رغم أنهم لم يتمكنوا قط من وضع أيديهم عليه) أكثر من اهتمامهم بجماهير النادي. وعليه، جاء اقتحام الجماهير لأرض الملعب خلال مباراة الفريق أمام شيفيلد يونايتد والتي انتهت بالهزيمة السادسة على التوالي في إطار الدوري. كما أبدى المشجعون اعتراضهم مرارًا على أوضاع النادي هذا الموسم. والواضح أن عشاق النادي ما يزال يحدوهم الأمل في أن شخصًا ما ربما يتدخل لإنقاذهم وإنقاذ النادي.
وقد بلغت أوضاع النادي درجة من الخطر دفعت الصحيفة المحلية «كوفنتري تيليغراف»، في مقال افتتاحي لها في سبتمبر (أيلول) إلى إطلاق دعوة لملاك النادي لأن «يبيعوا النادي ويرحلوا». ورغم أن هؤلاء الملاك تمكنوا بالفعل من تقليص خسائر التشغيل السنوية الهائلة، فإن نواياهم تجاه النادي ما تزال مبهمة، في الوقت الذي يثير سلوكهم السابق الذي تعرض للتوبيخ من جانب المحاكم ومجلس المدينة، المخاوف. ورغم تعيين راسل سليد، هذا الأسبوع، مدربًا للفريق ليصبح بذلك المدرب الثامن في غضون تسع سنوات، حتى نهاية الموسم، ما يزال الشعور بالاستقرار غائبًا عن النادي. ومثلما الحال مع مشجعين آخرين، يساورني الخوف على المستقبل طويل الأمد للنادي.
والمؤسف، أن اتحاد كرة القدم من جانبه لا يولي أمرنا أدنى اهتمام. وبما أنني أعيش الآن على الجانب الآخر من العالم، أتيحت لي فرصة معاينة سقوط النادي من منظور المدونات الخاصة بالمشجعين ووسائل التواصل الاجتماعي والتقارير الإخبارية التي تنشر عبر شبكة الإنترنت. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أحرص على البقاء مستيقظًا حتى الخامسة صباحًا لمتابعة الرسائل الحية التي تتناول أخبار النادي، وأستمر في الضغط على زر «تنشيط» حتى أعلم أن هدفًا آخر اخترق شباكنا. بوجه عام، لم تعد كرة القدم تحمل بهجة أو متعة بالنسبة لي، وكل ما أحاول عمله الآن التشبث بالماضي والذكريات، تمامًا مثلما أحتفظ بصور وتوقيعات تذكارية وألبومات وتذاكر من فترة شبابي.
وأثناء رحلتي الأخيرة إلى المملكة المتحدة، ألقيت نظرة على هذه المجموعة وتذكرت كيف اعتدت أنا ووالدي التسلل إلى داخل المنصة الرئيسية بعد المباريات في استاد هايفيلد رود، في انتظار أن يضبطنا أفراد الأمن، ثم ننزل إلى داخل الأماكن المخصصة للمسؤولين التنفيذيين، وأخيرًا إلى المنطقة المحظورة التي يخرج منها اللاعبون المطرودون من المباراة. في الواقع، اكتشفت أن سجل التوقيعات التذكارية الذي حصلت عليه من نجوم زائرين للمدينة مبهر للغاية - على نحو لا يقل عن إبهار هروب سكاي بلوز المتكرر من الهبوط.
جدير بالذكر أن كوفنتري سيتي ظل مشاركًا بالدوري الممتاز حتى عام 2001، وذلك على امتداد مسيرة استمرت 34 عامًا متتالية. وبفضل مزيج من الصلابة (تمكن الفريق من إنزال الهزيمة بتوتنهام هوتسبر بنتيجة 2 - 1 خلال مباراة لم يكن يجدي فيها سوى الفوز وذلك في اليوم الأخير من موسم (1996 – 1997، ولحسن الحظ تمكن الفريق من الفرار بأعجوبة من الهبوط في اليوم الأخير تسع مرات على مر السنوات، وإن كان بعضها جاء أكثر استحقاقًا عن البعض الآخر). خرجت من صفوف النادي في بعض الأحيان مواهب حقيقية. وكان موسم 1997 - 1998 الأبرز على الإطلاق خلال فترة شبابي، عندما انطلق الفريق من الخلف ليهزم مانشستر يونايتد بنتيجة 3 - 2 على استاد هايفيلد رود.
ومع ذلك، ظهر مزيج جديد من سوء التقدير وسوء الحظ وسوء النوايا، بجانب الإهمال ليحطم النادي ويمزقه أشلاءً. وكل يوم تستمر الإدارة الحالية بمنصبها يحمل معه هزيمة جديدة للنادي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».