هل يصبح ليستر أول حامل للقب يهبط إلى الدرجة الثانية؟!

تشيلسي يواصل انتفاضته بقيادة كونتي... وفريق رانييري ينحدر بقوة

شمايكل حارس ليستر فشل في التصدي لكرة ميراليس لاعب إيفرتون ليتلقى فريقه هزيمة جديدة (رويترز) -  خطط كونتي نجحت  مع تشيلسي (أ.ب)
شمايكل حارس ليستر فشل في التصدي لكرة ميراليس لاعب إيفرتون ليتلقى فريقه هزيمة جديدة (رويترز) - خطط كونتي نجحت مع تشيلسي (أ.ب)
TT

هل يصبح ليستر أول حامل للقب يهبط إلى الدرجة الثانية؟!

شمايكل حارس ليستر فشل في التصدي لكرة ميراليس لاعب إيفرتون ليتلقى فريقه هزيمة جديدة (رويترز) -  خطط كونتي نجحت  مع تشيلسي (أ.ب)
شمايكل حارس ليستر فشل في التصدي لكرة ميراليس لاعب إيفرتون ليتلقى فريقه هزيمة جديدة (رويترز) - خطط كونتي نجحت مع تشيلسي (أ.ب)

بعد أن صنع ليستر سيتي انقلابًا حقيقيًا بقيادة المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري، بإحرازه اللقب الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخه، بات الفريق مقبلاً على إنجاز آخر ولكن سلبيًا؛ بأن يكون أول حامل للقب يهبط للدرجة الثانية، وذلك إثر النتائج المتراجعة، حيث باتت تفصله 3 نقاط فقط عن مواقع الخطر.
وفي الوقت الذي ينهار فيه ليستر، حقق تشيلسي بقيادة مدربه الإيطالي أنطونيو كونتي انتفاضة غير مسبوقة، وحقق رقمًا قياسيًا بالانتصار في 12 مباراة على التوالي، ليعزز صدارته لجدول الترتيب بفارق سبع نقاط أمام أقرب منافسيه.
واعترف رانييري مدرب ليستر بأن فريقه أصبح مهددًا بالهبوط بخسارته الأخيرة 2 - صفر أمام إيفرتون، وقال: «الأمور لا تسير بالشكل الصحيح. يتعين أن نواصل العمل بكل جد وأن نعتني بكل التفاصيل الصغيرة. التفاصيل الصغيرة هي التي ستبعدنا أو تقربنا من مراكز الهبوط. يتعين أن نرد في أسرع وقت ممكن». وتابع: «يا له من عام. كل شيء كان يسير بشكل صحيح في أول ستة أشهر وانقلبت بعدها الأشياء في الاتجاه الخاطئ. يتعين أن نقاتل».
وبعد 18 مباراة الموسم الماضي كان ليستر يملك 38 نقطة. والآن سيدخل الفريق العام الجديد برصيد 17 نقطة، ولا يمكن استبعاد هبوطه في آخر الموسم. وقال رانييري: «يتعين أن نعمل ونكافح وهذا هو الحل الوحيد. سنحاول أن نبذل قصارى جهدنا. يتعين أن نتماسك كفريق».
وجلس رياض محرز أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي على مقاعد البدلاء أمام إيفرتون، وفي غياب فاردي الموقوف افتقد ليستر اللمسة الأخيرة.
وردًا على سؤال عن عدم إشراك محرز أساسيًا، قال رانييري بعد المباراة: «لأنه ليس حالة جيدة حاليا وأردت أن أحفزه... لم أشاهده يؤدي بشكل جيد في الحصص التدريبية، ويجب عليه تقديم المزيد للفريق. أريد المزيد».
وتألق محرز، 25 عامًا، بشكل لافت الموسم الماضي، وسجل 17 هدفا واختير أفضل لاعب في الدوري الممتاز، وأسهم مع المهاجم جيمي فاردي في إحراز النادي لقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه.
إلا أن مستوى اللاعبين تراجع هذا الموسم، ما انعكس سلبا على أداء النادي الذي تلقى خسارته التاسعة، وأصبح على بعد ثلاث نقاط فقط عن سندرلاند الذي يحتل أول مراكز الهبوط. وتهبط الفرق الثلاثة الأخيرة إلى دوري الدرجة الأولى.
ويتنافس محرز مع الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني والسنغالي ساديا مانيه نجم ليفربول الإنجليزي على جائزة أفضل لاعب أفريقي لسنة 2016 التي يعلنها الاتحاد الأفريقي في الخامس من يناير (كانون الثاني) في العاصمة النيجيرية أبوجا.
ويلتقي ليستر سيتي السبت مع وستهام يونايتد الذي تقدم تدريجيا في المراحل الأخيرة ليصل إلى المركز الحادي عشر برصيد 22 نقطة.
وأوضح رانييري أنه كان توقع في سبتمبر (أيلول) أن يواجه ليستر صعوبات كبيرة هذا الموسم، مؤكدًا أنه «يريد التركيز على التفاصيل الصغيرة... التفاصيل الصغيرة هي كالهدف الأول والرد مبكرًا».
وأكد رانييري أنه لا يخشى إقالته من منصبه بعد أن أصبح الفريق في المركز 16 بفارق 24 نقطة عن المتصدر تشيلسي، إلا أن تأهل ليستر إلى الدور الثاني لدوري أبطال أوروبا يشفع له.
وقال رانييري: «مالك النادي يدعمنا دائما وهو يسأل باستمرار عن كيفية مساعدتنا ويتحلى بالإيجابية دائما. بطبيعة الحال، لست سعيدًا بالنتائج، والأمر ينطبق على الجميع في النادي».
وأضاف: «عندما نفوز، نفوز سويًا، وعندما نخسر الأمر مماثل أيضا. من المهم جدا أن نحافظ على هدوئنا ونتحلى بالإيجابية، وأن نثق بقدرات اللاعبين، وبذل قصارى جهودنا من أجل مصلحة الفريق».
في المقابل، ورغم أن البرتغالي جوزيه مورينيو هو المدرب الذي خلد اسمه في وجدان مشجعي تشيلسي، إلا أن الإيطالي كونتي بدأ ينتزع هذا الحب في ظل الحنكة الخططية التي يقود بها الفريق نحو الفوز بلقب الدوري.
والفوز 3 / صفر على بورنموث أول من أمس هو الانتصار 12 على التوالي في الدوري، وهو رقم قياسي للفريق عزز به صدارته لجدول الترتيب بفارق سبع نقاط أمام أقرب منافسيه.
وفي 24 سبتمبر الماضي لم يتوقع الكثيرون أن تسود تلك السعادة ملعب ستامفورد بريدج في عطلات عيد الميلاد عندما كان تشيلسي متأخرا 3 - صفر أمام أرسنال بعد الشوط الأول باستاد الإمارات، وربما بدأت الجماهير تشكك في قدرة كونتي على المنافسة على اللقب الذي حققه مورينيو في 2015. لكن المدرب الإيطالي تعلم من تلك المباراة وأجرى تغييرا جذريا باللعب بطريقة 3 - 4 - 3، واعتمد على الوافد الجديد ماركوس ألونسو على الجانب الأيسر. وبتأقلم اللاعبين سريعا على طريقة اللعب الجديدة فاز بكل مباراة منذ ذلك الحين حتى حقق رقما قياسيا بتحقيق الانتصار الـ12 على التوالي.
واعتبر كونتي، أنه يفضل إحراز اللقب على الأرقام القياسية، وقال: «أفضل الفوز باللقب أكثر من الرقم القياسي».
ورأى كونتي الذي تولى سابقًا تدريب المنتخب الإيطالي ونادي يوفنتوس، أن «الأرقام القياسية مهمة، ولكنها ليست كل شيء، فمن المهم كتابة التاريخ عند التتويج فقط».
وأضاف: «أن نكون في تاريخ هذا النادي ونفوز في 12 مباراة تواليا يعد أمرًا رائعًا، ولكننا نريد مواصلة ذلك».
وحقق أرسنال الرقم القياسي في الانتصارات المتتالية (13 فوزًا في 2001 - 2002، وفوز في افتتاح موسم 2002 - 2003)، ويليه تشيلسي ومانشستر يونايتد الذي حقق 12 فوزًا في موسم 1999 - 2000.
وتسعى الفرق التي تواجه تشيلسي، إلى تعديل خططها لتتلاءم مع التغيير الذي أحدثه كونتي. واعتمد بورنموث مثلاً على ثلاثة لاعبين في الدفاع، إلا أن ذلك لم يمنع الفريق اللندني من هز الشباك ثلاث مرات.
ويدرك كونتي أن كل فريق سيواجه تشيلسي سيعمل على تغيير تشكيلته، وقال: «لقد حدث ذلك أيضا عندما كنت مدربا ليوفنتوس، يجب أن نكون مستعدين للتغييرات في تشكيلات أي فريق منافس. أعتقد أن ذلك يعني احترامًا كبيرًا لنا».
وبغياب دييغو كوستا ونغولو كانتي عن مباراة بورنموث للإيقاف كان من المتوقع أن يلعب ميتشي باتشواي - الذي تعاقد معه النادي مقابل 33 مليون جنيه إسترليني (40.54 مليون دولار) - في التشكيلة الأساسية في خط الهجوم. ولكن المدرب فاجأ الجميع باللعب من دون رأس حربة صريح، وكانت النتيجة أداء هجوميًا رائعًا من الإسباني بيدرو الذي سجل هدفين، والبلجيكي إدين هازارد - الذي هز الشباك من ركلة جزاء - والبرازيلي ويليان.
وقال كونتي: «هذه المرة الأولى التي نلعب من دون رأس حربة صريح... حاولنا القيام بهذا الأمر في التدريبات، وأعتقد أنه الحل الأفضل في الوقت الحالي، لا أنسى ميتشي لأنه لاعب شاب موهوب. إنه يتأقلم على هذا الدوري... سندفع به في المستقبل».
وأكد كونتي: «لا يمكننا الركون إلى ترتيبنا في الجدول، وإنما الحفاظ على هذه العقلية».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».