احتفالات المصريين برأس السنة... خيارات بين الفنادق الفخمة والبواخر العائمة

حفلات في القاهرة والإسكندرية واستجمام على البحر الأحمر

أهرامات الجيزة وفي الخلفية الألعاب النارية ليلة رأس السنة - أجواء العيد في مصر
أهرامات الجيزة وفي الخلفية الألعاب النارية ليلة رأس السنة - أجواء العيد في مصر
TT

احتفالات المصريين برأس السنة... خيارات بين الفنادق الفخمة والبواخر العائمة

أهرامات الجيزة وفي الخلفية الألعاب النارية ليلة رأس السنة - أجواء العيد في مصر
أهرامات الجيزة وفي الخلفية الألعاب النارية ليلة رأس السنة - أجواء العيد في مصر

يستقبل المصريون بداية العام الجديد بأجواء احتفالية، وتخطط كل أسرة للاحتفال على طريقتها الخاصة وفقًا لميزانيتها، لكن الكل يتفق على الاستمتاع حتى تدق الساعة الثانية عشرة عند منتصف آخر ليالي العام وإطلاق الألعاب النارية احتفالا بقدوم العام الجديد.
ومع احتفالات الكريسماس، اعتادت الأسر المصرية الخروج للحدائق والمتنزهات والاستمتاع بتناول الوجبات خارج المنزل في المطاعم والمقاهي والفنادق. هناك بالطبع جدول مزدحم لحفلات كبار المطربين بالفنادق الكبرى في مختلف أنحاء مصر، ولكن هناك فنادق أصبحت تشتهر بانفرادها بحفلات مميزة لرأس العام ومنها: «سميراميس»، و«ماريوت الزمالك»، و«نايل ريتز كارلتون»، و«فورسيزونز نايل بلازا»، و«سيتي ستارز»، وفندق «الماسة»، و«كونكورد السلام»، و«كونراد القاهرة»، لكنها لا تناسب جميع الطبقات لأنها عادة ما تكون ذات تكلفة باهظة حيث تصل إلى 3 آلاف جنيه للفرد، وأحيانًا أكثر حسب عدد المطربين المشاركين بالحفل. وكذلك الحال في احتفالات الفنادق الكبرى في الإسكندرية، ومنها: «هيلتون جرين بلازا»، و«شيراتون المنتزه»، و«تيوليب»، «راديسون بلو»، و«هلنان فلسطين»، وعادة ما تتراوح قيمة تذكرة الحفل ما بين 800 إلى 1500 جنيه.
وفي القاهرة خيارات أوسع، فهناك من يفضل الاحتفال على متن أحد البواخر السياحية التي تقدم وجبة العشاء «أوبن بوفيه» مع برنامج من الفقرات الفنية والاستعراضية وعروض العرائس للأطفال، ومنها: «نايل كروز»، و«نايل ماكسيم» التابعة لفندق «الماريوت»، و«نايل فيرو»، و«نايل كريستال»، وهي من البواخر التي تجوب بك النيل لمدة ساعتين تستمتع خلالهما بمذاق ألذ المأكولات الشرقية والغربية على أنغام «دي جي» وأغاني مطربك المفضل. وهناك خيار آخر، وهو البواخر الثابتة التي تنتشر على ضفتي نيل القاهرة الساحر، ومنها: «السرايا»، و«لو باشا 1901»، وغيرها، وتلك البواخر تمتاز بأنها تحتوي على مطاعم متنوعة ترضي مختلف الأذواق وتقام بها أيضًا عروض خاصة تناسب الأجواء الاحتفالية.
وللاحتفال في القاهرة خيارات كثيرة تناسب الجميع، فهناك بعض الأسر التي تختار الاستمتاع بليلة رأس السنة على متن أحد اليخوت التي تديرها شركات السياحة، والتي تُعتَبَر مناسبة لميزانية الأسر المتوسطة. وأثناء الرحلة البحرية تقدم وجبة العشاء مع أنغام «دي جي»، وعادة ما تستغرق هذه الرحلة 5 ساعات وبتكلفة أقل حيث تبلغ تكلفة الفرد تقريبا 125 جنيهًا مصريًا.
وهناك خيار مميز للاستمتاع بالحفلات وقضاء عطلة رائعة في المنتجعات السياحية على شاطئ البحر الأحمر، التي تتميز باعتدال درجة الحرارة وارتفاعها عن باقي أنحاء مصر مما يجعل الاستمتاع بشاطئ البحر في هذا الوقت من العام خيارًا متاحًا. وهو خيار الأسر الميسورة التي عادة ما تجمع ما بين خيار حضور حفل رأس السنة الساهر في أحد الفنادق الكبرى الذي يحييه مطربون مصريون ولبنانون، مع قضاء بضعة أيام للاستجمام في منتجع سياحي بعيدا عن صخب القاهرة، وهو ما ستجده في الفنادق المنتشرة بدءًا من ساحل العين السخنة التي تبعد عن القاهرة نحو 150 كيلومترًا، مرورًا بفنادق الغردقة والجونة ومرسى علم ورأس سدر وحتى فنادق شرم الشيخ التي عادة ما تحظى بحضور كبار النجوم العرب. ومن أشهر الوجهات التي تحظى بإقبال من المصريين في ذلك الوقت من العام منتجع «ستيلا دي ماري»، و«بورتو السخنة»، و«موفنبينك السخنة»، و«دوم مارينا سويس إن ريزورت»، «لاسيرينا بيتش». وفي الجونة والغردقة تقيم الفنادق احتفالات مميزة على الشاطئ وتساعد درجة الحرارة ودفء المناخ على ذلك، ومن أشهر الأماكن التي تنظم حفلات: «موفنبينك»، «سنتيدو مملوك»، و«أوبروي»، و«جنجل أكوا بارك».
وتقول لمياء سعيد، مرشدة سياحية بشركة خاصة، لـ«الشرق الأوسط»: «يمثل موسم احتفالات رأس السنة حالة انتعاشة سياحية حيث يقبل المصريون والأجانب المقيمون على الاحتفال فضلاً عن أنهم يدعون أصدقاءهم من الأجانب لقضاء عطلة رأس العام، في أجواء دافئة وتتسم بروح شرقية، وعادة من ننظم رحلات للغردقة وشرم الشيخ وتشمل برنامج الإقامة والاحتفال حتى ساعات الصباح الأولى من العام الجديد».
وتحتفظ شرم الشيخ بمكانتها كوجهة مميزة لاحتفالات رأس العام رغم حالة الكساد السياحي التي ألمت بها، لكنها ما زالت قادرة على جذب محبيها، حيث تقم الحفلات الكبرى بفندق «ريكسوس شرم الشيخ»، و«موفنبينك»، وتعتبر الاحتفالات الأكبر بساحة سوق «سوهو سكوير» التي يحيها فرقة سيرك عالمية مع أشهر فناني الدي جي العالميين من فرنسا وأميركا وتشعل الألعاب النارية الأجواء حتى صباح الأول من يناير (كانون الثاني).



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».