إعادة توجيه الدعم السعودي لمستحقيه تحقق العدالة الاقتصادية

إعادة توجيه الدعم السعودي لمستحقيه تحقق العدالة الاقتصادية
TT

إعادة توجيه الدعم السعودي لمستحقيه تحقق العدالة الاقتصادية

إعادة توجيه الدعم السعودي لمستحقيه تحقق العدالة الاقتصادية

لم تحدد الحكومة السعودية بعد الفئات التي سيتم استبعادها من «حساب المواطن»، إلا أنه من المؤكد أن طبقة الأثرياء هي المستثناة من دعم البرنامج، الذي يعادل ما نسبته 2.7 في المائة من الميزانية العامة للدولة، والذي ابتكرته الحكومة لتوجيه الدعم إلى الفئات المستحقة من المواطنين.
وقالت وزارة العمل، عبر حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، إنه «‏لا صحة لما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي عن الفئات غير المؤهلة للاستفادة من برنامج (حساب المواطن).. ونأمل أخذ المعلومات من مصادرها».
ويستهدف البرنامج «الأسر السعودية، والأفراد المستقلين، وحاملي بطاقات التنقل، والأم السعودية المتزوجة من أجنبي»، ويتم تحديد مدى الاستفادة من البرنامج بشكل أساسي حسب مقدار الدخل الشهري للأسرة.
وستقدم الحكومة للمواطنين برنامج دعم مالي مباشر، بدءًا من عام 2017، في حين سيتم تحديد مقدار الدعم المقدم للفئات المستهدفة وفقًا لمعدل الاستهلاك الطبيعي للخدمات والموارد.
وتسعى الحكومة السعودية للتخلص من الأعباء المالية والاقتصادية التي تذهب إلى غير مستحقيها، وتشوه البيانات الاقتصادية، حيث تقدر الإحصاءات والتقارير الاقتصادية حجم الدعم المقدم لثلاث خدمات فقط؛ وهي الكهرباء والماء والبنزين، بنحو 36 مليار دولار (135 مليار ريال) سنويًا.
وتعني إعادة توجيه الدعم استدامته، كما تعني المحافظة على الموارد التي تستنزف بشكل متسارع من قبل فئات لا تحتاج إلى الدعم، وتحقق - عبر الاستفادة منه - أرباحا مركبة عبر النشاطات التجارية والصناعية والخدمات. كما يعني توجيه الدعم تحرير الأسعار للخدمات والطاقة، لتكون مثل مثيلاتها في دول العالم، وإيقاف النمو المتسارع للمنتجات النفطية التي ينمو استهلاكها بأسرع من المتوقع، وأعلى من المعدلات العالمية.
وفي الوقت ذاته، تسعى الحكومة السعودية عبر برنامج «حساب المواطن»، إلى تقديم دعم مالي مباشر إلى المواطنين، وتحرير الأسعار في قطاعات الخدمات والطاقة وغيرها، وذلك لحماية ذوي الدخول المنخفضة من الآثار المترتبة على رفع الدعم، وحتى لا يذهب الدعم إلى غير مستحقيه كما كان يحدث، حيث يتم دعم الوقود والخدمات بشكل عام، ويستفيد الجميع من الدعم بالمقدار نفسه، وفي أحيان كثيرة بشكل أكبر من المستهدَفين.
ويتوقع أن ترتفع المبالغ المحددة لبرنامج «حساب المواطن» من 6.6 مليار دولار (25 مليار ريال) في عام 2017، إلى 16 مليار دولار (60 مليار ريال) بحلول عام 2020.
ويشار إلى أن الدراسة لا تزال مستمرة لتحديد كيفية تصنيف الفئات المستحقة للبرنامج، كما تعتبر الحكومة السعودية برنامج «حساب المواطن» إجراءً مهمًا لحماية الأسر ذات الدخل المحدود والمتوسط من تبعات الإصلاحات المقبلة. وأقر مجلس الوزراء يوم الخميس الماضي، في جلسته التي خصصها لإعلان الميزانية العامة للدولة، برنامج الدعم المالي للمواطنين عبر «حساب المواطن»، والذي سيكون مخصصًا للدعم وتوجيهه مباشرة إلى المستحقين فقط دون الأغنياء.



الصين تهرع لدعم اليوان وأسواق الأسهم النازفين

لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
TT

الصين تهرع لدعم اليوان وأسواق الأسهم النازفين

لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

سارعت البورصات الصينية والبنك المركزي إلى الدفاع عن اليوان وأسواق الأسهم المتدهورين يوم الاثنين، في محاولة لتهدئة المستثمرين القلقين بشأن عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وقدرة بكين على إنعاش الاقتصاد.

وقبل أسبوعين فقط من بدء ترمب رئاسته الثانية للولايات المتحدة، هزت تهديداته بفرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات الصينية اليوان، ودفعت عائدات السندات في البر الرئيسي إلى الانخفاض وأدت إلى بداية صعبة للأسهم في عام 2025.

ويوم الاثنين، ضعف اليوان الصيني الخاضع لسيطرة مشددة إلى أدنى مستوياته في 16 شهرًا، بينما لامس مؤشر الأسهم القيادية أضعف مستوياته منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث انخفض بنسبة 0.9 بالمائة خلال اليوم، قبل أن يغلق منخفضًا بنسبة 0.2 بالمائة. وانخفض المؤشر بنسبة 5 بالمائة خلال الأسبوع الماضي ليسجل أكبر خسارة أسبوعية له في أكثر من عامين.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر لرويترز إن البورصات الصينية طلبت من صناديق الاستثمار المشتركة الكبيرة تقييد بيعها للأسهم في بداية العام، مما يؤكد المزاج المتوتر في السوق.

وتلقت أربعة صناديق استثمار مشتركة كبيرة على الأقل مكالمات من بورصتي شنغهاي وشنتشن في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي و2 و3 يناير (كانون الثاني) الجاري، تطلب منهم شراء المزيد من الأسهم مما يبيعونه كل يوم.

وقالت بورصتا شنغهاي وشنتشن يوم الأحد إنهما اجتمعتا مؤخرًا مع مؤسسات أجنبية، وأكدتا للمستثمرين أنهما ستواصلان فتح أسواق رأس المال الصينية. وأفادت وكالة أنباء "ييكاي" المملوكة للدولة يوم الاثنين أن بنك الشعب الصيني قد يصدر المزيد من سندات اليوان في هونغ كونغ في يناير (كانون الثاني) الجاري، في إشارة إلى أن السلطات تريد امتصاص سيولة العملة لتخفيف المضاربة. وقالت فاينانشال نيوز، وهي مطبوعة للبنك المركزي، إن بنك الشعب الصيني لديه الأدوات والخبرة للرد على انخفاض قيمة اليوان.

وقال تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو": "إن منع الانخفاض الحاد في قيمة اليوان سيكون أمرًا بالغ الأهمية لتعافي الصين. أي انتعاش تكتيكي هذا العام سيحتاج إلى أكثر من مجرد تدابير تحفيزية، وخاصة ما إذا كانت الصين قادرة على التفاوض على صفقة مع الرئيس المنتخب ترمب".

وعانى ثاني أكبر اقتصاد في العالم على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث أدى تباطؤ سوق العقارات وتباطؤ الدخل إلى استنزاف الطلب الاستهلاكي وإلحاق الضرر بالشركات. كانت الصادرات واحدة من النقاط المضيئة القليلة، لكنها قد تواجه تعريفات جمركية أميركية باهظة في ظل إدارة ترمب الثانية.

وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4 بالمائة، بينما انخفض مؤشر "سي إس آي 300" الصيني بنسبة 4.3 بالمائة منذ الانتخابات الأميركية في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يسلط الضوء على المخاوف بشأن الرسوم الجمركية، فيما استقرت الأسهم الأوروبية في نفس الفترة.

وقدمت السلطات الصينية تدابير دعم مختلفة منذ سبتمبر (أيلول)، بما في ذلك مخططات المبادلة وإعادة الإقراض بقيمة إجمالية 800 مليار يوان (109 مليارات دولار)، لدعم ثقة المستثمرين ووضع حد أدنى للأسهم.

وكان اليوان يسجل بشكل روتيني أدنى مستوياته في عدة أشهر منذ فوز ترمب بالانتخابات الأميركية حيث أدى التهديد بالرسوم الجمركية إلى جانب المخاوف بشأن التعافي الاقتصادي البطيء للصين إلى تدفقات رأس المال إلى الخارج.

وبلغ سعر اليوان الفوري 7.3301 مقابل الدولار يوم الاثنين، وهو أضعف مستوى له منذ سبتمبر 2023، بعد اختراق العتبة الرئيسية البالغة 7.3 مقابل الدولار لأول مرة منذ عام 2023 يوم الجمعة. وانخفض اليوان بنسبة 2.8 بالمائة مقابل الدولار في عام 2024، وهو الانخفاض السنوي الثالث له، مما يعكس صراع معظم العملات ضد الدولار القوي.

وعلى الرغم من جهود الصين لوقف انخفاض اليوان من خلال المعايير اليومية التي تحددها، فإن انخفاض العائدات المحلية وقوة الدولار الواسعة النطاق قوضت جهودها.

وقال استراتيجيو "بنك أوف أميركا" في مذكرة، إن احتياطيات النقد الأجنبي الصينية البالغة 3.3 تريليون دولار قد يكون لها بعض أثر الحماية لتدفقات رأس المال الخارجة، على الرغم من أن الاستهلاك والتدفق الخارجي سيكونان سلبيين لمعنويات سوق الأسهم الصينية.

وأضافوا: "التوترات الجيوسياسية والسياسات الأميركية المحتملة قد تؤدي إلى ارتفاع تكلفة رأس المال وخفض التصنيف مرة أخرى في عام 2025. ومع ذلك، نعتقد أن أسوأ عمليات بيع في سوق الصين كان يجب أن تنتهي".

وحذر البنك المركزي يوم الجمعة مديري الصناديق من دفع عائدات السندات إلى مستويات أدنى، وسط مخاوف من أن فقاعة السندات قد تعيق جهود بكين لإحياء النمو وإدارة اليوان.

وفي إشارة إلى التباطؤ الاقتصادي والضغوط الانكماشية المتجذرة، تتداول العائدات على السندات قصيرة الأجل، التي تستحق بعد سبع سنوات أو أقل، عند مستويات أقل من سعر الفائدة الرسمي، وهو سعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام. كما وصلت العائدات طويلة الأجل إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

وقال فريد نيومان، كبير الاقتصاديين في آسيا لدى "إتش إس بي سي": "في حين وعد المسؤولون الصينيون بمزيد من التحفيز، مما يشير إلى المزيد من التيسير النقدي والمالي، ينتظر المستثمرون إشارات ملموسة على استجابة الطلب"، مؤكدا أنه "بعد العديد من التقلبات على مدار العام الماضي، هناك حاجة إلى أدلة أكبر على أن اقتصاد الصين يستجيب لإجراءات الاستقرار". وأضاف أن الاختبار الرئيسي لثقة المستهلك سيكون احتفالات رأس السنة القمرية الجديدة الوشيكة، والتي تبدأ في 29 يناير (كانون الثاني) الجاري.