المنتجون المصريون يتنافسون على نجوم الصف الأول تمهيدا لدراما رمضان

عودة بعد غياب طويل لياسمين عبد العزيز وتامر حسني و«المخضرمون» ينافسون بشدة

ياسمين عبد العزيز - تامر حسني
ياسمين عبد العزيز - تامر حسني
TT

المنتجون المصريون يتنافسون على نجوم الصف الأول تمهيدا لدراما رمضان

ياسمين عبد العزيز - تامر حسني
ياسمين عبد العزيز - تامر حسني

الاستعدادات للموسم الدرامي خلال شهر رمضان المقبل تجري على قدم وساق، للانتهاء من الخريطة الدرامية، وشهدت الساحة الفنية مؤخرًا صراعًا بين المنتجين على خطف النجوم من فئة الصف الأول، رغم أن هذه الهرولة وراء النجوم تتم في الغالب دون وجود أفكار درامية أو سيناريوهات جاهزة.
ويمثل هذا العام عوده لكثير من الفنانين للمشاركة في الأعمال الدرامية أبرزهم عوده ياسمين عبد العزيز بعد انقطاع 18 عامًا تقريبًا، ويشاركها العمل تامر حسني الذي يعود أيضًا للأعمال الدرامية، ويعود أيضًا كريم عبد العزيز وأشرف عبد الباقي وسمية الخشاب وغيرهم من النجوم، كما يشارك في الماراثون الفنانون الحريصون على الوجود الرمضاني دائمًا، ويأتي في مقدمتهم النجوم المخضرمون عادل إمام ويحيى الفخراني، إلى جانب غادة عادل وغادة عبد الرزاق ومي عز الدين ويوسف الشريف وطارق لطفي.
عن ملامح الخريطة الدرامية تحدثنا مع بعض المتخصصين.
في البداية يقول المنتج جمال العدل لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الموسم الدرامي مختلف عن الأعوام السابقة حيث تم ضخ أموال جديدة بدخول منتجين جدد مع فتح قنوات جديدة لبث هذه الأعمال، مما سيفتح السوق بشكل أكبر، ووجود هذه التكتلات بين القنوات والمنتجين في صالح الإنتاج الفني»، ويوضح العدل أن هذه الاندماجات الإعلامية والإنتاجية الأخيرة أبرز الأسباب التي دفعت المنتجين لاتخاذ قرار بسرعة التعاقد مع نجوم الصف الأول من الدراما للموسم الرمضاني المقبل، وهذا ما جعل المنتجين أكثر حيوية ونشاطًا، وهذا سيؤدي إلى اتساع المنافسة بين النجوم مع تقديم أفضل ما لديهم من تقينه أفضل في الصورة والصوت.
ولكن بدوره انتقد العدل «أسلوب التعاقدات المبكرة بين شركات الإنتاج وبعض الفنانين، مؤكدًا أن هذا يهدف لضرب السوق وهذه طريقه خاطئة، لكنه أكد أن العمل الجيد سيفرض وجوده أمام الجمهور العربي، وكما يتوقع العدل أن الموسم القادم سيكون موسمًا شرسًا وقويًا وأكثر رواجًا، وأضاف أن شركة «العدل غروب» تحرص دائمًا على تقديم أفضل جودة للعمل وتوفير كل الإمكانيات المتاحة له.
واتفق مع العدل المنتج محمد فوزي، الذي قال إن هذا الموسم سيلقى رواجًا فنيًا كبيرًا لاتساع المجال أمام الكثير، وذلك بوجود قنوات عرض جديدة، وأردف أن كل منتج يستعد بطريقته للبدء في تجهيز الأعمال الذي يقدمها خلال هذا الماراثون، وأوضح فوزي أن الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد ستؤثر على العملية الإنتاجية هذا العام، وقد بدأت بالفعل بوادرها بتأجيل البعض من الأعمال الدرامية للماراثون القادم وبدأ الإيقاف بتأجيل مسلسل محمد هنيدي وأيضًا مسلسل «الشهرة» لعمرو دياب، وهذه أعمال مهمة، وتطرق فوزي إلى فكرة إسراع المنتجين في التعاقدات مع النجوم، موضحًا بأن ليس كل المنتجين يتبعون هذه الطريقة، وتعتبر هذه الخطوة مجرد أسلوب لا يضيف ولا يفيد العمل الفني وليس لها أي أهمية.
ويضيف، يوجد كثير من الأسماء من المنتجين المهمين الموجودين على الساحة الفنية لم يتعاقدوا مع النجوم إلا في حال وجود الأركان الأولية والأساسية للعمل، وهي النص المكتوب ومخرج مناسب للنص ثم التعاقد مع النجم المناسب لذلك الموضوع، مؤكدًا أنه يتبع ذلك الأسلوب منذ دخوله عالم الإنتاج، وكشف أنه يحضر لعملين سينافس بهما في الموسم الرمضاني القادم منهم عمل بعنوان «هجرة الصعايدة» للمؤلف ناصر عبد الرحمن وإخراج عادل أديب، ويشارك في بطولة العمل وفاء عامر والسورية سلاف فواخرجي وعمرو عبد الجليل والأردني منذر رياحنة، مشيرًا إلى أنه يتأنى دائما في كل عمل يقدمه بحيث يقدم دراما تلفزيونية للتاريخ وتعيش مع الجمهور.
أما المؤلف والسيناريست عمرو سمير عاطف الذي يعكف على كتابة عمل درامي لينافس به في الماراثون يقول: «أعمل علي مسلسل بعنوان (كفر دلهاب) وانتهيت من كتابه 12 حلقة ويقوم ببطولته يوسف الشريف وروجينا ومحمد رياض ومن إخراج أحمد نادر جلال، ويدور في إطار أسطوري بشكل غير تقليدي، وينتمي للدراما الرعب ولم يسبق أن قدمت هذه الثيمة في الدراما المصرية من قبل، وأتمنى أن ينال إعجاب المشاهدين.
ويتوقع عاطف أن العام القادم سيحظى باهتمام كبير من القائمين على الصناعة، وهذا يصب في صالح الجمهور بتقديم وجبه متميزة له من الأعمال الدرامية، وأوضح: «إننا نعيش في العصر الذهبي للأعمال التلفزيونية من الجهة الفنية، وذلك بإنتاج أعمال متميزة في العالم أجمع وخاصة في أميركيا وأيضًا في الوطن العربي، ونحن نعيش في تطور مستمر وهذا يجعل الساحة الدرامية ستكون أفضل خلال المواسم المقبلة، والجميع يسعى للمنافسة».
كما أشاد السيناريست بكتاب الدراما الحاليين، مشيرًا إلى «إننا نملك مجموعة كبيرةه متميزة من الكتاب الموهوبين ونحن محظوظون بهم فلدينا زخم من الكفاءات المختلفة المتنوعة في تناول الموضوعات، كل كاتب يتميز شكلا ومضمونا عن الآخر وهذا ما يميز جلينا عن أي جيل آخر».
ومن جهته علق الناقد الفني نادر عدلي على الماراثون القادم قائلا: «يوجد (خناقة) واضحة بين المنتجين على النجوم، رغم أنه لا يوجد تغير في الخريطة الإنتاجية عن الأعوام الخمس السابقة، ويرجع ذلك إلى أن محترفي الإنتاج لا يعملون (بفلوسهم) ولكنهم يعتمدون كليا على التسويق للقنوات بأسماء الفنانين ويؤدي ذلك إلى تصارع المنتجين على خطف النجوم من بعضهم والرابح هنا النجم وما هي إلا تكتلات تلفزيونية مع المنتجين ويعملون علن تسويقهم للقنوات».
ولفت الناقد، إلى أن تقارير نسب المشاهدة لا تلعب دورًا في قرارات المنتجين وإنما حجم الإقبال الإعلاني على القنوات فقط، أما العملية الإنتاجية فتخضع لجاذبية النجم ورغبة الجمهور في مشاهدته بصرف النظر، عما إذا كانت القناة التي ظهر على شاشتها المواسم السابقة حققت مشاهده عالية أم لا؟ لأن نجاح المسلسل على القناة لا يخضع لاسم القناة فقط وإنما لاعتبارات تسويقية أخرى تسأل عنها القناة التي اشترت حق العرض.
ويعتبر عدلي أنها «أرزاق للناس» والعملية ما هي إلا تسلية للجمهور وكلما كان الموضوع لا يخاطب العقل يجعل القنوات تلهث وراءه بدليل أن مسلسل «أفراح القبة» الذي عرض الموسم الماضي رغم نجاحه على المستوى الفني فإنه لم يحقق نسبة مشاهدة، في المقابل نجد أعمالا لا قيمة لها حققت مشاهده عالية، وتابع: «الجديد في هذا العام دخول قنوات فضائية جديدة الساحة أدى ذلك إلى وجود منافسة شرسة بين جهتين على النجوم وسرعة التعاقد معهم، واكتفاء القائمين على الصناعة بنجاحهم في التعاقد مع اسم كبير دون النظر إلى النص والمخرج، كما كان يفعل اتحاد الإذاعة والتلفزيون وجهات أخرى، وهذا يؤدي إلى ارتفاع المستوى الفني واهتم بالنجم وترك باقي العناصر، وهذا لا يزيد من مستوى العمل ولا يضيف رؤية جديدة.
واختتم بتوقعاته للموسم القادم: «أتوقع أنه لا يتعدى عدد الأعمال الدرامية عن الـ25 عملا، وهذا في صالح العملية الإنتاجية، سيؤدي إلى التركيز في جودة العمل، كما نفى أن الارتفاع المستمر في الدولار لا يؤثر على العملية الإنتاجية لأن التصوير سيتم لأغلب الأعمال داخل مصر، ولكن التكلفة الإنتاجية للعمل ستزيد، وذلك لرفع أجور العاملين في الصناعة».



منال ملّاط لـ«الشرق الأوسط»: التجارب لا تكسرنا... بل تزيدنا قوة

ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
TT

منال ملّاط لـ«الشرق الأوسط»: التجارب لا تكسرنا... بل تزيدنا قوة

ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)

تكمل الفنانة منال ملّاط نجاحاتها في المجال الفني. أصدرت أخيراً «ميني ألبوم» غنائياً بعنوان: «حياتي الثالثة»، ويتضمن 5 أغنيات، ترسم من خلاله خريطة امرأة في طريقها إلى الحرّية. فمَنال فنانة تجيد التمثيل والغناء. وتمتلك خلفية موسيقية غربية وعربية أهّلتها لتكون في الصفوف الأمامية، بما تملكه من ثقافة فنية واسعة.

وفي «حياتي الثالثة» تعبر ملّاط نحو أول عمل غنائي لها من هذا النوع. سبق أن أصدرت أغنيات عربية فردية. ولكنها اشتهرت أكثر بأدائها الأغاني الأجنبية. وقد حصدت أخيراً جائزة «الأداء المتميز» في حفل «موركس دور»، وذلك عن عملها الاستعراضي الغنائي «نشيدي إلى بياف». وتقدم فيه لفتة تكريمية للمغنية الفرنسية الرائدة إديث بياف.

تخاطب منال في عملها الجديد النساء عامة، وتنقل مشاعرهن كما تذكر لـ«الشرق الأوسط»، وذلك تحت عناوين: «ما تلمحني» و«انت الأصلي» و«بديل» و«حياتي الثالثة». وتكرر غناء «ما تلمحني» في نفس الألبوم ضمن رؤية مغايرة عن الأولى تميل إلى الحلم بشكل أكبر.

ميني ألبوم {حياتي الثالثة} هو الأول في مشوارها الفني (منال ملاط)

وتعاونت ملّاط مع أنطوني أدونيس الذي كتب ولحّن الأغنيات. في حين تولّى الإنتاج الموسيقي داني بومارون وألكس ميساكيان. واختار المخرج كريستيان أبو عني تقديم الألبوم في «كليب» مصور يؤلف ثلاثية ذات حكاية واحدة. فجاءت في قالب بصري مبتكر يشبه مسلسلاً قصيراً من ثلاث حلقات.

وتقول ملّاط في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الألبوم يعني لها الكثير، مضيفة: «إنه أول ألبوم أصدره في مشواري الفني. وأعدّه جزءاً من فكري وعقلي. وهو يجمع كل القصص التي عشتها في حياتي ضمن حكاية واحدة».

بدأت ملّاط في التحضير لأغاني الألبوم منذ عام 2021. يومها كانت تجلس مع الكاتب والملحن أنطوني أدونيس يتبادلان الأحاديث: «أذكر جيداً تلك اللحظات، عندما كان يتلقف أنطوني قصصي بانتباه شديد. وكنت أرويها له بعفوية وصدق. فحوّلها إلى أغنيات، وقولبها كريستيان أبو عني بكاميرته لتكون بمثابة فيلم قصير».

في أغنية «ما تلمحني» تروي منال قصة امرأة على عتبة الحب. وتختبئ من نظرات الحبيب إلى أن تصبح جاهزة لمواجهتها. وتجتاز بذلك مرحلة من الخوف والتردد.

في حين تتطرّق في «انت الأصلي» إلى الصدق في المشاعر. فتعبّر عن فرحة امرأة بالعثور على شخص يقدّرها. أما في أغنية «بديل» فتحكي عن الانكسار والخيانة، وكيف يمكن لامرأة أن تعيش معاناة الحب في حالة من الإنكار والألم في آن.

وتأتي أغنية «حياتي الثالثة» لتختصر مراحل حياة سابقة. فتستعيد فيها المرأة شريط ذكريات فيه من الأخطاء والدروس والشجاعة ما يكوّن نجاحها اليوم.

وترى منال أن هذه التجارب التي مرت بها على مرّ السنين، أسهمت في نضجها كامرأة وكفنانة. وتتابع في سياق حديثها: «لطالما حلمت بإصدار عمل من هذا النوع وبهذه الصورة والرؤية الفنية التي تغلّفه. وأعتبر أنه يجمع كل مراحل حياتي بأسلوب شاعري ودافئ».

تؤكد بأنها قلبت صفحة من حياتها لتبدأ بأخرى (منال ملاط)

وعما إذا هي تشعر بتأخرها في القيام بهذه الخطوة، تردّ: «سمعت كثيراً هذه العبارة. ففي الماضي القريب كان كثيرون يطالبونني بإصدار ألبوم غنائي. ولكن لا تهمني هذه التعليقات. وأولي كل الاهتمام لحسّ داخلي أتمتع به. ويدلّني بصورة غير مباشرة على ما يجب أن أقوم به، من دون تردد. وأستطيع القول إن هذه الفترة اختبرت فيها إحساسي هذا. ولذلك وُلد الألبوم في الوقت المناسب. وربما لو سبق أن قمت بهذه الخطوة من قبل، لما كان حمل كل هذا النضج الفني».

لا يمثّل «حياتي الثالثة» بالنسبة لمنال ملّاط مجرد عمل فني تحبّه. تذهب إلى أبعد من ذلك لتصفه بعلاج أسهم في شفائها. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لقد نقلت من خلال أغاني هذا الألبوم تجارب مررت بها. وشددت على أن يحاكي المرأة عامة، ويخرج منها قوتها الضائعة، والباحثة عنها بشكل دائم. وأوصلت رسالة بصريح العبارة واضحة كما الشمس، مفادها أن التجارب لا تكسر، بل تزيدنا قوة. وهو ما حصل معي بالفعل، وأعدّه العلاج الشافي».

وعن سبب تسمية ألبومها «حياتي الثالثة»، تجيب: «لأنه يمثّل لي المستقبل والتفاؤل الذي يحمله الغد. وأنا فخورة بحياتي الأولى التي شهدت ولادتي كفنانة وإنسانة. وبحياتي الثانية التي تجاوزت فيها آثار مرض خطير. وجميع هذه الحيوات تمثّلني، وتعنون مراحل مهمة في حياتي اليوم».

يكلل هذا العمل خطوة أساسية أقدمت عليها منال ملّاط من خلال ارتباطها بشريك العمر داني بومارون. وتعلّق: «هذا ما قصدته عندما قلت إني أعيش اليوم حياتي الثالثة. فكل ما أخوضه اليوم عنوانه التجدد. وهناك تغييرات وإنجازات عديدة استطعت تحقيقها في هذه الفترة. وأنا سعيدة؛ كوني وصلت إلى هذه النتيجة بعد مشوار صعب». وكانت منال ملّاط قد أصيبت في فترة سابقة بمرض عضال. وأعلنت شفاءها منه عبر حساباتها الإلكترونية.

ألبومي الغنائي يجمع كل القصص التي عشتها في حياتي ضمن حكاية واحدة

منال ملّاط

تحقق ملّاط عبر الـ«ميني ألبوم» الغنائي «حياتي الثالثة» خطوة رئيسية في مشوارها الفني. فتدخل عالم الأغنية العربية من بابها العريض. وتعلّق: «لقد قلبت صفحة كبيرة من حياتي لأبدأ مرحلة جديدة. وأتمنى أن تصل موضوعات هذا العمل إلى قلوب الناس أجمعين. فتنصهر مع أعماقهم لتنبت بذور شفاءٍ وصلابة».

وعما إذا كانت تعتبر استعراضها الغنائي «نشيدي إلى بياف» حمل لها فأل خير، تقول: «بالفعل أعدّه كذلك، ولا سيما أني حصدت عنه جائزة الـ(موركس دور). وهذا الأمر يذكّرني بأني أسير على الطريق الصحيح».

وهل تتخلين بعد اليوم عن الغناء بالأجنبية؟ ترد: «لا أبداً، فأن أغني بالعربية هو أمر بديهي ويدلّ على هويتي الحقيقية. ولم أقدم على هذه الخطوة من باب الحاجة لإثبات ذلك، ولكن انطلاقاً من لحظة إحساس غمرتني وأشارت لي بذلك. شعرت بأنه آن الأوان لتقديم مجموعة أغنيات تشبهني وتمثّلني بالعربية».

وعن أعمالها المستقبلية تختم لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نشاطات عدة أحضّر لها بمناسبة الأعياد. كما بدأت في التجهيز لأعمال غنائية قد ترى النور في العام المقبل. وإلى أن يحين ذلك الوقت أستمتع اليوم بإصداري الجديد (حياتي الثالثة). وأتمنى أن يلاقي التجاوب من قبل المستمعين».


رامي صبري: أحافظ على هويتي الفنية ولا أنظر إلى الأرقام ونسب الاستماع

برأي صبري أن نجاح الفنان لا يتحقق من مرة واحدة فقط (حسابه على {إنستغرام})
برأي صبري أن نجاح الفنان لا يتحقق من مرة واحدة فقط (حسابه على {إنستغرام})
TT

رامي صبري: أحافظ على هويتي الفنية ولا أنظر إلى الأرقام ونسب الاستماع

برأي صبري أن نجاح الفنان لا يتحقق من مرة واحدة فقط (حسابه على {إنستغرام})
برأي صبري أن نجاح الفنان لا يتحقق من مرة واحدة فقط (حسابه على {إنستغرام})

يرى الفنان رامي صبري أن ألبومه الجديد «أنا بحبك إنت» قد حقق كل ما كان يطمح إليه، مؤكداً أنه قدم من خلاله رؤيته الفنية الكاملة، سواء على مستوى الأفكار الشعرية أو الألحان أو التوزيعات الموسيقية التي حرص على تنويعها وتطويرها.

وفي حواره مع «الشرق الأوسط»، تحدّث صبري عن تقييمه لأغنيات الألبوم وردود الفعل حوله، كما كشف عن استعداداته لخوض تجربة التحكيم في برنامج المواهب الغنائية للأطفال «ذا فويس كيدز»، وتناول أيضاً علاقته بالفنانتين أنغام وشيرين عبد الوهاب، بالإضافة إلى حديثه عن ارتباطه بالجمهور السعودي، وتجربته مع الحفلات والأمسيات الغنائية في السعودية.

يشعر الفنان رامي صبري بالسعادة لنجاح أعمال زملائه من المطربين (حسابه على {إنستغرام})

يقول الفنان رامي صبري إنّه يشعر بامتنان كبير تجاه ردود الفعل حول ألبومه الأخير «أنا بحبك إنت»، مضيفاً: «حرصت على تقديم لون موسيقي مختلف، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الهوية الفنية التي اعتاد الجمهور أن يحبّني من خلالها»، وتابع: «بذلت مجهوداً كبيراً في هذا الألبوم، وحاولت أن أقدّم طرحاً موسيقياً جديداً يضيف إلى مسيرتي، من دون أن أتخلى عن بصمتي الخاصة التي يعتمد عليها نجاحي منذ سنوات. ونال العمل إعجاب عدد كبير من المستمعين».

وأكد رامي صبري أنّ مسألة تصدّر القوائم ليست هي الهدف الرئيسي بالنسبة له، حيث قال: «بصراحة، لا يشغلني كثيراً ترتيبي في قوائم الاستماع، سواء كنت في المركز الأول أو الخامس. ما يهمني حقاً هو أن يُقدّر الجمهور الجهد الذي أبذله، وأن يشعر بأنني أقدم موسيقى جديدة وجميلة تُحترم فنياً. أنا لا أعمل من أجل الأرقام، بل من أجل أن أكون راضياً عمّا أقدمه، وأن يحب الناس ما يسمعونه مني».

يؤكد رامي دائماً على أنّ مسألة تصدّر القوائم ليست الهدف الرئيسي بالنسبة له (حسابه على {إنستغرام})

وتحدّث المطرب المصري عن الروابط القوية التي تجمعه بزملائه من أبناء جيله، قائلاً: «جيلنا الفني مميز للغاية، ونمتلك علاقات صداقة ومحبة حقيقية، سواء مع حسام حبيب الذي تعاونت معه في أغنية (بحكيلك عن الأيام)، أو مع رامي جمال الذي احتفلت معه أخيراً. نحن بوصفنا فنانين يجب أن نضع الأخلاق قبل الفن، وهذا المبدأ أحافظ عليه منذ سنوات طويلة مع كل زملائي؛ مع تامر حسني، وسامو زين، وأحمد سعد، ومحمد حماقي، وغيرهم من النجوم الكبار. جميعهم فنانون ناجحون ومجتهدون، وأشعر بالفخر عند مشاهدة نجاحاتهم، كما يسعدني نجاح حفلاتهم وألبوماتهم. نحن جيل واحد ومن الطبيعي أن ندعم بعضنا».

يخوض صبري تجربة جديدة في {ذا فويس كيدز} وينتظر أن يراها الجمهور مع بداية العام الجديد (حسابه على {إنستغرام})

وأشار صبري إلى أنّ شخصيته شهدت تحولاً واضحاً في السنوات الأخيرة، قائلاً: «بعد جائحة (كورونا) تغيّرت كثيراً، وأصبحت أكثر تركيزاً وهدوءاً. وبعد سن الأربعين يبدأ الإنسان في إعادة تقييم نفسه وترتيب أولوياته».

وأضاف: «النجاح في رأيي لا يتحقق مرة واحدة؛ يجب أن تنجح ثلاث أو أربع مرات كي تثبت نفسك. والغريب أنني أعمل بأقصى طاقتي، عندما أرى زميلاً يحقق نجاحاً كبيراً أشعر بالحماس. فإذا نجح أحمد سعد أو تامر عاشور أو عمرو دياب، تجدني فوراً أتجه إلى الاستوديو لأقدّم عملاً جديداً، وغالباً ما يخرج منه شيء قوي ويحقق صدى كبيراً».

وعن تجربته الجديدة في برنامج «ذا فويس كيدز»، والتي يخوضها إلى جانب الفنان الشامي والفنانة داليا مبارك، قال رامي صبري: «التجربة جميلة ولطيفة جداً، وننتظر أن يراها الجمهور مع بداية العام الجديد. اخترنا مجموعة مميزة من الأطفال ذوي المواهب الاستثنائية، فهم يغنون بطريقة رائعة ولديهم حضور قوي. بالطبع لم نستطع اختيار الجميع، لكن البرنامج راقٍ ومحترم، وتقدمه قناة «إم بي سي» التي نعتبر العمل معها شرفاً كبيراً كونها قناة عربية عريقة تمتلك تاريخاً مُهماً في إنتاج البرامج الفنية».

وأعرب رامي صبري عن محبته الكبيرة للفنانة أنغام، مؤكداً أنه على تواصل دائم معها، وقال: «أنا دائم المتابعة لأنغام، لكنني لا أحب أن أظهر تفاصيل العلاقات الشخصية عبر (السوشيال ميديا)، أنغام فنانة عظيمة أثّرت فينا جميعاً، والحمد لله تجاوزت الأزمة الصحية الأخيرة، وأتمنى لها دوام العافية والسلامة».

كما أشاد بصوت الفنانة شيرين عبد الوهاب قائلاً: «شيرين تعدّ من أقوى الأصوات المصرية، وما زالت تحقق أعلى نسب المشاهدات على منصات موسيقية، رغم غيابها عن الساحة لنحو ست سنوات، ورغم أن آخر ألبوم لها صدر بطريقة غير رسمية، فإن نجاحه مستمر حتى اليوم».

وعن مشاركاته في الحفلات الغنائية بالوطن العربي تحدث صبري عن تجربته في الحفلات بالمملكة العربية السعودية قائلاً: «في السعودية كل شيء مجهز على أعلى مستوى، وكل ما عليك فعله هو أن تقف على المسرح وتغني. من تجهيزات الصوت إلى المسرح نفسه، كل شيء كامل، والجمهور السعودي لديه طاقة لا تُصدّق، يعطي الفنان قوة مضاعفة». كما تحدث عن حفله في دبي قائلاً: «الحفل كان كامل العدد قبل ثلاثة أيام من موعده، وهذا الأمر يسعدني كثيراً. أنا لا أقدم حفلات كثيرة في دبي، لكنني سأركز خلال الفترة المقبلة على الحضور هناك بشكل أكبر، وسعادتي كبيرة بأن جمهوري في الخارج ما زال يدعمني بقوة».


مصطفى الجارحي: أغنياتي مُحمّلة بطاقات شعرية لا تخضع لحسابات السوق

الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)
الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)
TT

مصطفى الجارحي: أغنياتي مُحمّلة بطاقات شعرية لا تخضع لحسابات السوق

الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)
الشاعر المصري مصطفى الجارحي (الشرق الأوسط)

كان لأغنيات الشاعر مصطفى الجارحي التي لحنها وغناها الفنان مصطفى رزق، مطرب الجاز المصري، حضور كبير في النسيج الدرامي لمسلسل «ولاد الشمس»، الذي قام ببطولته الفنان محمود حميدة، حيث كانت من ضمن أدواته لتعميق الشخصية وإثراء الدراما والأحداث.

وقد لحن له الموسيقار نصير شمة خمس أغنيات، واستعان المخرج خالد يوسف بأغنية «بتميل» ليكون لها حضورها في فيلمه «إنت عمري» الذي قامت ببطولته الممثلة نيللي كريم وهاني سلامة، وعن حكايتها يقول الجارحي لـ«الشرق الأوسط»: «البداية كانت بالصدفة حين التقيت المطرب محمد حمام قبل وفاته بفترة قصيرة، وكان استمع لبعض قصائدي، وطلب مني كتابة أغنية له، فكانت (بتميل)، لكن المشروع أُجهض بوفاته».

الجارحي بصحبة المطرب مصطفى رزق والملحن أحمد الصاوي (الشرق الأوسط)

ويضيف الجارحي: «أخذت الأغنية طريقها للمطرب محمد بشير، ولحنها أكرم مراد، لكنها تعطلت أيضاً. ثم بعدها تركت القاهرة للإقامة بالإسكندرية، ولم يكن لي عنوان معروف أو تليفون. في هذه الأثناء بحث عني المنتج صبري السماك (وكان يعمل مدير إنتاج لأفلام يوسف شاهين) بعد ترشيحي لكتابة أغاني فيلم (إسكندرية نيويورك)، هكذا أخبرني حين استطاع أخيراً أن يعرف طريقي، قال لي وقتها إنهم يجهزون لفيلم (إنت عمري)، وإن الشاعرة كوثر مصطفى تعاقدت على الأغاني، وتقاضت أجرها وانتهى الأمر. لكن في استراحة التصوير كان أكرم مراد يدندن مطلع (بتميل)، ورأى المخرج خالد يوسف أنها الأنسب للاستعراض، فأخبره أكرم أنه نسي كلماتها، ولما علم خالد يوسف أنني كاتبُها تذكر موضوع اختفائي، لكن صبري السماك طمأنه بأنه سيفعل المستحيل هذه المرة ليجدني وهو ما حدث».

يطرب الجارحي لصوت الفنان الراحل نجيب الريحاني (الشرق الأوسط)

وعن مشاركته في كتابة أغنيات لأفلام أخرى، يقول الجارحي كتبت أغنية (وومان ومان) في فيلم (مش رايحين في داهية) بطولة بشرى وإخراج أحمد صالح. وكتبت أغنيات لبعض الأفلام الكنسية أهمهما كان فيلم (بداية تاني) بطولة النجم ماجد الكدواني.

وعن علاقته بالفنان النوبي حمزة علاء الدين، قال الجارحي: «إنه كان فناناً جميلاً. يهتم بالشعر أكثر، وهو ما أسعدني، ولما طلب أن أكتب له لم أتردد، فكانت أغنية (الزمان لحظة) وفرح بها كثيراً».

ورداً على شعوره بعدما عرف أن أغنياته مع المغني مصطفى رزق مستخدمة في مسلسل (ولاد الشمس)، وهل كانت موظفة درامياً ومناسبة لشخصية محمود حميدة؟ أشار الجارحي إلى أن فرحته لم تكتمل، موضحاً: «هي بعض من كلمات أغانيَّ يستمع إليها الملايين ولا أحد يعرف أنني صاحبها. كان خطأ من إدارة الإنتاج، تم تعويضي مالياً، لكن غاب التعويض الأدبي. والمدهش أن كاتب السيناريو وظّفها بشكل درامي رائع، فلم تكن مجرد زخارف إنما بدت من نسيج العمل».

يقول الجارحي إن الموسيقار نصير شمة لحّن له ست أغنيات (الشرق الأوسط)

وعن سر ذهاب الكثير من أغنياته للمطرب مصطفى رزق، قال: «رغم علاقتي الوطيدة به منذ سنوات فإنني لم أكتب له منذ البداية. لكنه حين قرر تغيير جلده كنت أنا في الموعد؛ لأنني أرفع شعار (كتابة مختلفة حتى لو لم تكن جيدة)، فمع الوقت والتراكم سيأتي التجويد، المهم أن أبتعد عن تقليد النماذج السائدة المستهلكة. كما أنني أهتم بصناعة (ستايل) للمطرب، ووجدنا ضالتنا في البلوز والجاز، وهو ما جعل إطلالة رزق أكثر اتساقاً مع شخصيته بوصفه فناناً، وكان معنا الموزع الموسيقي المتفرد أحمد الصاوي، فقدمنا ألبوم (باب اللوق)».

وقال إنه رغم أعماله الكثيرة مع مصطفى رزق فإن له الكثير من الأغنيات مع الفنان فايد عبد العزيز، وهو صاحب النصيب الأكبر في تلحين أغنياتي، لكن معظمها لم تعرف طريقها للإنتاج بعد، كما أن الموسيقار نصير شمة لحن لي ست أغنيات؛ خمس منها في برنامج للفضائية المصرية.

جهات الإنتاج الساعية للربح على حساب الذوق العام هي سبب أزمة الأغنية

مصطفى الجارحي

وعن فائدة الشعر في كتابة أغنية مختلفة، قال الجارحي إن الشعر يجبره على كتابة أغنية مختلفة لا تتعاطى مع متطلبات السوق، وأوضح: «كلما فكرت في التنازل يعيدني الشعر إلى صوابي، فمن شروط أغنيتي أن تكون محملة بطاقات شعرية نابعة من أرض القصيدة».

مؤكداً إعجابه بشعراء أغانٍ يتبنّون المنطق نفسه، «ومن بينهم بديع خيري ومرسي جميل عزيز وحسين السيد وعبد الرحيم منصور ومجدي نجيب، وبعض أغنيات عصام عبد الله، فضلاً عن كتابات علي سلامة وإبراهيم عبد الفتاح، وجميعهم يقف على أرضية الشعر أولاً»، وفق قوله.

الشاعر مصطفى الجارحي مع الملحن أحمد فايد (الشرق الأوسط)

وعن رأيه في الأغنية الجماعية، وهل يمكنها أن تحل أزمة الأغنية المصرية، قال: «لن يتوقف الحديث عن أزمة الأغنية. رفع المنتجون لافتة مضللة (الجمهور عايز كده)، في حين أن الجمهور يستقبل الأغاني الجيدة ويحتفي بها. وما زال يستمع إلى أم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز ومحمد قنديل ومحمد فوزي وعبد المطلب، لكن بعض جهات الإنتاج الساعية للربح على حساب الذوق العام داخل وخارج مصر هي سبب الأزمة، فهي تفرض ذائقة هدامة، فيما تخلت جهات الإنتاج الرسمية عن دورها».

وتابع: «ربما يكون بعض الحل في الأغنية الجماعية، أنا شخصياً أعشقها وأعشق الدويتو، وأستمتع حتى الآن بأغنيات (الثلاثي المرح) الخفيفة المبهجة والمدروسة. لكن لي وجهة نظر مختلفة، وأرى أن المطرب مجرد آلة ضمن آلات الأوركسترا فقط يجب توظيفه جيداً.

فماذا يفيد الصوت الجميل حين يغني هراء. يطربني كثيراً صوت نجيب الريحاني. انظر كيف وظفه عبد الوهاب مع ليلى مراد في (عيني بترف) من كلمات حسين السيد، وكيف وظف كمال الطويل صوت عبد المنعم مدبولي في (طيب يا صبر طيب) التي كتبها مرسي جميل عزيز».