ترامب يدعو لاستخدام حق النقض ضد مشروع القرار المصري

يدعو لوقف الاستيطان الإسرائيلي بفلسطين

ترامب يدعو لاستخدام حق النقض ضد مشروع القرار المصري
TT

ترامب يدعو لاستخدام حق النقض ضد مشروع القرار المصري

ترامب يدعو لاستخدام حق النقض ضد مشروع القرار المصري

دعا الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، اليوم (الخميس)، الولايات المتحدة الى استخدام حق النقض ضد مشروع قرار مصري سيعرض على التصويت في مجلس الامن، ويدعو اسرائيل الى وقف انشطة الاستيطان فورا في الاراضي الفلسطينية والقدس الشرقية المحتلة.
وقال ترامب في بيان "بما ان الولايات المتحدة تقول منذ فترة طويلة بأن السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن ان يصنع الا عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين وليس عبر شروط تفرضها الامم المتحدة، يجب استخدام الفيتو ضد مشروع القرار الذي ينظر فيه مجلس الامن".
وقال دبلوماسيون إنّ مجلس الأمن الدولي أجّل اليوم، التصويت على مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقف نشاطاتها الاستيطانية على الاراضي الفلسطينية المحتلة والقدس الشرقية، وأفادوا بأنّ مصر طلبت التأجيل لاتاحة الوقت لاجراء مشاورات بشأن مشروع القرار، من دون تحديد موعد جديد للتصويت عليه.
ووزعت مصر مشروع القرار في وقت متأخر أمس، على أن يتم التصويت عليه في مجلس الأمن اليوم الساعة 15:00 (20:00 ت غ).
وأدّى ذلك إلى دعوات من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض لوقف مشروع القرار. وكانت واشنطن قد صوتت بالنقض على مشروع قرار مشابه في 2011.
ويورد المشروع أنّ المستوطنات الاسرائيلية "تعرقل بشكل خطير تحقيق حل الدولتين" الذي يفترض أن يؤدي إلى إعلان دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل.
ويشدد النص على أنّ وقف المستوطنات "ضروري من أجل انقاذ حل الدولتين ويدعو إلى القيام بخطوات فورية" لتغيير مسار الامور على الارض.
واحتلت اسرائيل الضفة الغربية في 1967 وضمت القدس الشرقية في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وتعتبر اسرائيل القدس بشطريها عاصمتها "الابدية والموحدة" في حين يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.
ويعيش قرابة 400 الف شخص في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، حسب السلطات الاسرائيلية وسط 2.6 مليون فلسطيني.
على صعيد منفصل، تنظم فرنسا في 15 يناير (كانون الثاني) 2017، مؤتمرًا دوليا جديدًا بشأن الشرق الاوسط بمشاركة نحو 70 دولة، لكن في غياب طرفي النزاع، بغرض تجديد دعم المجتمع الدولي لحل الدولتين، وفق ما أعلنت باريس اليوم.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت "إنّ فرنسا متمسكة بتنظيم اجتماع بباريس لاعادة دفع عملية السلام في الشرق الاوسط المعطلة حاليا، وتجديد التأكيد على (حل) الدولتين" الفلسطينية والاسرائيلية. واوضح أنّ المؤتمر سيعقد في 15 يناير.
وقال مقربون من الوزير الذي يزور بيروت، إنّ نحو 70 دولة ستشارك في المؤتمر وتنوي فرنسا دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لإعلامهما بنتائج المؤتمر.
ورفض نتنياهو المعارض لأي مقاربة دولية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، في بداية ديسمبر (كانون الاول)، مقترحا فرنسيا بلقاء مع عباس في باريس.
وأضاف مقربون من ايرولت "لا نزال نأمل في دعوتهما".
وكانت فرنسا دعت في الثالث من يونيو (حزيران)، 30 وزيرًا وممثلا لدول عربية وغربية والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي لاعادة تأكيد استمرار حل الدولتين.
وكان يؤمل في الاساس تنظيم مؤتمر دولي مع طرفي النزاع قبل نهاية 2016، لكن اسرائيل رفضت أي مقاربة متعددة الطرف للنزاع وطالبت بمفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين.
وفشلت آخر مباحثات بين الطرفين برعاية أميركية في ربيع 2014. وظلت عملية السلام متوقفة منذ ذلك التاريخ.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».