محاولات إسرائيلية لإقصاء نائب عربي وليبرمان يريد التخلص من «القائمة المشتركة»

اتهام عضو الكنيست باسل غطاس بتهريب 12 هاتفًا جوالاً لأسرى فلسطينيين

د. باسل غطاس مع نواب عرب أمام مسجد قبة الصخرة (أ.ف.ب)
د. باسل غطاس مع نواب عرب أمام مسجد قبة الصخرة (أ.ف.ب)
TT

محاولات إسرائيلية لإقصاء نائب عربي وليبرمان يريد التخلص من «القائمة المشتركة»

د. باسل غطاس مع نواب عرب أمام مسجد قبة الصخرة (أ.ف.ب)
د. باسل غطاس مع نواب عرب أمام مسجد قبة الصخرة (أ.ف.ب)

جنّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو نفسه، ومعه وزير دفاعه، أفيغدور ليبرمان، ومسؤولين آخرين في حكومته، وفي الشرطة الإسرائيلية، لموجة تحريض جديدة ضد المواطنين العرب (فلسطينيي48). فاستغل جميعهم تهمة قيام النائب الدكتور باسل غطاس (من القائمة المشتركة)، بعملية تهريب هواتف جوالة إلى أسرى فلسطينيين في السجن، ليطالبوا بمعاقبة كل النواب العرب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) والتخلص منهم.
واستصدرت الشرطة قرارا من المحكمة، يقضي بمنع النائب غطاس من مغادرة البلاد، خوفا من أن يسلك طريق ابن خالته، ومؤسس حزبه (التجمع الوطني الديمقراطي)، عزمي بشارة، ويهرب إلى قطر. فيما باشر نواب الائتلاف الحكومي، جمع التوقيعات على طلب لإقصاء غطاس من الكنيست (يحتاجون إلى تأييد 70 من مجموع 120 نائبا).
وكانت الشرطة أعلنت عن اشتباهها بقيام النائب باسل غطاس باستغلال حصانته البرلمانية، التي تتيح له دخول أي سجن في إسرائيل بلا تفتيش، وتهريب هواتف جوالة إلى الأسرى الفلسطينيين. وقالت إن غطاس التقى أول يوم الأحد الماضي، في سجن كتسعوت في النقب، مع الأسيرين من حركة فتح، وليد دقة، المحكوم عليه بالسجن المؤبد منذ سنة 1984 بعد إدانته بقتل جندي، وباسل البزرة، المحكوم عليه بالسجن المؤبد على عمليات عدة. وقبل أن يغادر، وصلت معلومات تفيد بأنه أحضر 15 هاتفا جوالا لهما. ومع خروج غطاس من السجن، صدرت الأوامر لأفراد الشرطة بتأخيره، لكنه لم يستجب لهم وغادر المكان. بعد ذلك، أبلغته الشرطة بأنه مطلوب للتحقيق بشبهة تهريب هواتف. وخلال عملية تفتيش في غرفة الأسيرين، اللذين التقاهما غطاس، عثر على 12 جهازا جوالا.
وأعربت الشرطة عن اعتقادها بأن غطاس سيلحق بقريبه (ابن خالته)، عزمي بشارة، ويهرب إلى قطر، في أعقاب هذه الورطة الجنائية. لذلك أمرت المسؤولين في نقاط العبور الحدودية، مع الأردن ومصر ومطار بن غوريون، بالتيقظ، ومنعه من المغادرة. وفي وقت لاحق، توجهت إلى المحكمة واستصدرت أمرا بمنعه من السفر.
يشار إلى أن قانون حصانة أعضاء الكنيست قد يصعب على الشرطة منع غطاس من مغادرة البلاد إذا طلب ذلك. وقالت مصادر في الكنيست إن القانون غامض في كل ما يتعلق بمغادرة النواب المشبوهين للبلاد، ويتحتم إعادة فحصه بشكل قانوني دقيق. ويحدد القانون، بشكل واضح، أنه لا يمكن اشتراط خروج أي نائب إلا في أيام الحرب. ويسمح القانون للشرطة باعتقال نائب فقط «خلال ارتكابه جريمة يرافقها استخدام القوة أو تهديد سلامة الجمهور أو الخيانة». كما يمنع القانون التفتيش على جسد النائب، ويمكن لقاض فقط أن يأمر بتفتيش منزله أو مكاتبه إذا كان مشبوها بمخالفة تتجاوز عقوبتها السنوات العشر.
وقد سارع رئيس الحكومة، نتنياهو، إلى إصدار بيان رسمي حول الموضوع، قال فيه إنه «في حال ثبوت الشبهات ضد النائب غطاس، فهذا يعني ارتكاب مخالفة خطيرة ضد أمن الدولة ومواطني إسرائيل. من يمس بأمن الدولة يجب أن يعاقب بشدة ويمنع بقاؤه في الكنيست». وقال وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، إن «الشبهات ضد غطاس بالغة الخطورة، ولو لم يكن الحديث عن نائب، لكان سيوجد في السجن بسبب خطورة الشبهات. إن أعضاء الكنيست العرب يقيمون (بصناعة زيارات للأسرى المخربين) منذ سنوات طويلة، وهذه الشبهات ضد غطاس، تعزز موقفي بأنه على الرغم من حصانة النواب، فإنه يجب عدم السماح لهم بزيارة الأسرى الأمنيين. هذه الزيارة تثير التخوف من المس بأمن الدولة، وسأحارب من أجل إلغائها».
أما وزير الدفاع، ليبرمان، فقال، إن «هذا إثبات آخر ضمن سلسلة (إثباتات) على أن القائمة المشتركة هي قائمة الجواسيس والخونة المشتركة، من عزمي بشارة وحتى باسل غطاس، مرورا بممثلة مرمرة في إسرائيل حنين زعبي وبقية رفاقهم. سنواصل العمل ليس فقط من أجل منع بقائهما في الكنيست، وإنما عدم بقائهما مواطنين في دولة إسرائيل». وقال النائب يوآب كاش (ليكود) رئيس لجنة الكنيست، أمس، إن أحد نواب القائمة المشتركة توجه إليه وطلب إجراء نقاش عاجل في اللجنة، في محاولة لمنع القيود التي فرضتها سلطة السجون على زيارات النواب للأسرى. وأضاف: «تأخرت في عقد الجلسة، لأن أمرا غريبا بدا لي. وبعد أيام، طلبت وزارة الأمن الداخلي، أيضا، تأجيل النقاش لكي تفسر حتمية القيود». وأضاف: «إذا أجرينا نقاشا، فإنني لا أنوي السماح بمثل هذه الأمور المهووسة، وسأدعم القيود التي فرضتها سلطة السجون».
أما في حزب التجمع، الذي ينتمي إليه غطاس، فقد فوجئوا بما نشر. وقالوا إن الشرطة تتصرف بشكل مشبوه. فقد طلبت يوم الأربعاء الماضي، من النائب غطاس، ترتيب موعد للوصول إلى وحدة «لاهف 433» للتحقيق. كما قالوا إن غطاس لم يزر أي أسير أمني خلال الأشهر الأخيرة، وقام أمس فقط، بزيارة أسرى في «كتسيعوت» بالتنسيق مع سلطة السجون.
من جانبه، رد غطاس على الاتهامات، مساء أول من أمس، وقال إنها «فصل آخر في الملاحقة السياسية لقادة الجمهور العربي ونشاطهم السياسي. الشرطة تحاول تحطيم معنويات التجمع والمس بنشاطه السياسي. الشرطة دعتني للتحقيق في (لاهف) قبل أيام عدة، لكن لم يتم تنسيق موعد للتحقيق بعد». وأضاف غطاس، أن «زيارة الأسرى من قبل النواب تتم بالتنسيق مع سلطة السجون، وبتصديق من وزارة الأمن الداخلي. ليس لدي ما أخفيه، وسأواصل تمثيل الجمهور العربي من خلال النشاط السياسي المشروع».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.