النيابة العمومية التونسية تفتح تحقيقا في قضية التونسيين المختطفين في ليبيا

رئيس هيئة الانتخابات: 23 نوفمبر المقبل أقصى أجل لإجراء الانتخابات

النيابة العمومية التونسية تفتح تحقيقا في قضية التونسيين المختطفين في ليبيا
TT

النيابة العمومية التونسية تفتح تحقيقا في قضية التونسيين المختطفين في ليبيا

النيابة العمومية التونسية تفتح تحقيقا في قضية التونسيين المختطفين في ليبيا

أعلن سفيان السليطي المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بتونس عن فتح تحقيق في حادثتي اختطاف التونسيين العاملين بسفارة تونس في ليبيا. وقال في تصريح لوسائل الإعلام إن النيابة العمومية قد أذنت بفتح تحقيق ضد كل من تثبت إدانته في هذا العمل الإرهابي. ويمنح القانون الجنائي التونسي تتبع الجناة ومحاكمتهم من قبل المحاكم التونسية وفق الفصل 307 ويعاقب المتهمون بالسجن لمدة عشر سنوات وترتفع العقوبة إلى 20 سنة إذا كان المختطف موظفا عموميا أو عضوا في السلك الدبلوماسي وذلك حسب الفصل 237 من القانون الجنائي ذاته.
وكانت وزارة الخارجية التونسية قد تحدثت عن مطالبة المختطفين بمقايضة مساجين ليبيين في السجون التونسية بالدبلوماسيين المختطفين، ورفضت الحكومة التونسية على لسان المنجي الحامدي وزير الخارجية إمكانية الدخول في «تلك المتاهات» على حد تعبيره. واختطف محمد بالشيخ الموظف بالسفارة التونسية بطرابلس يوم 21 مارس (آذار) الماضي، فيما أعلن يوم الخميس الماضي عن اختطاف العروسي القنطاسي في ثاني عملية اختطاف في أقل من شهر.
على صعيد آخر، قدم شفيق صرصار رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس تاريخ 23 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل كأقصى أجل لإجراء الانتخابات المقبلة وفق معطيات الدستور التونسي الجديد. وقال إن الدستور نص على ضرورة التصديق على القانون الانتخابي في غضون أربعة أشهر منذ دخوله حيز التنفيذ، وهو ما يجعل هذا التاريخ هو الأنسب حسابيا لإجراء الانتخابات والمرور إلى حالة الاستقرار السياسي.
وصادق المجلس التأسيسي (البرلمان) على الدستور التونسي يوم 26 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقال صرصار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن هيئة الانتخابات تسعى لربح الوقت والالتزام بإجراء الانتخابات قبل نهاية السنة الحالية. وربط بين التصديق على القانون الانتخابي وتحديد موعد ثابت للانتخابات وقال إن الفصل بين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية سيكون مكلفا للمجموعة ويثقل كاهل الدولة بمصاريف إضافية على حد تعبيره.
وحذرت أكثر من جهة تونسية من مخاطر تأخير الانتخابات إلى ما بعد سنة 2014 وقالت الدوائر المالية المحلية إن ذلك قد يضر بتمويل نفقات الدولة ويعيد إلى البلاد مخاطر عدم الاستقرار السياسي والأمني.
وشكك حسين العباسي رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية ممثلة للعمال) في إمكانية إجراء الانتخابات في موعدها المقرر قبل نهاية السنة الحالية، وقال في تصريح إعلامي خلال جلسات الحوار الوطني المنعقدة نهاية الأسبوع الجاري «في حال عدم التصديق على القانون الانتخابي قبل نهاية شهر أبريل (نيسان) الجاري، فإن الالتزام بموعد الانتخابات سيكون أمرا مشكوكا فيه». وأشار إلى أن المدة التي تفصل تونس عن إجراء الانتخابات غير كافية لإنجازها في ظروف عادية وبالشكل المطلوب.
وفي نفس السياق، قال صرصار رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن هيئة الانتخابات ستتخذ تدابير جديدة لتسهيل تسجيل الناخبين عن طريق الإنترنت أو عبر تطبيق إلكتروني على الهواتف الجوالة، وقال إن الأعوان الناشطين صلب هيئة الانتخابات سيتنقلون إلى المناطق الريفية للقيام بعملية تسجيل الناخبين.
ولم يخف صرصار في هذا الشأن ومنذ الآن، إمكانية ضعف المشاركة في الانتخابات الثانية بعد نجاح الثورة، وأشار إلى الإعداد المبكر لحملة هدفها تفسير الانتخابات والتأكيد على أهمية المشاركة في إنجاحها، وهو على حد قوله ما سيساهم في إرجاع الثقة في المسار الانتخابي خصوصا أن أغلب الدول التي عرفت تحولات ديمقراطية غالبا ما تشهد تراجعا في نسبة المشاركة في الانتخابات الثانية بعد نجاح تلك الثورات.
على صعيد متصل، يواصل المجلس التأسيسي (البرلمان) التونسي جلساته المخصصة للنظر في مشروع القانون الانتخابي، وبدأ النواب مناقشة فصول هذا القانون منذ يوم الجمعة ولا تزال عدة نقاط خلافية تسيطر على النقاشات التي تنقل مباشرة على القناة الوطنية الثانية (قناة عمومية).
ولغرض تجاوز تلك النقاط الخلافية تشكلت داخل المجلس «لجنة الربط والتنسيق بين الحوار الوطني والمجلس التأسيسي» ومن المتوقع حسب تصريح بوعلي المباركي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل ترحيل تلك النقاط الخلافية إلى جلسات الحوار الوطني التي ستعود إلى الالتئام يوم الثلاثاء المقبل.
وتشمل قائمة النقاط الخلافية الجوهرية في القانون الانتخابي مسألة تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية من عدمه، وموضوع العزل السياسي ومنع أنصار التجمع المنحل من المشاركة في الانتخابات المقبلة، وتنتظر هذه المسائل التوافق حولها بين الأحزاب السياسية المشاركة في الحوار وكتلها النيابية داخل المجلس التأسيسي.
ومن المنتظر أن تطول النقاشات حول القانون الانتخابي وقد أعضاء المجلس التأسيسي بنحو 472 مقترحا تعديليا على نص القانون الانتخابي المكون من 169 فصلا.
وفي مدينة صفاقس (350 كلم جنوب العاصمة) نظم أمس فرع تونس لمنظمة العفو الدولية تظاهرة تحت عنوان «ضعوا حدا لعقوبة الإعدام» مع إطلاق التقرير السنوي حول عقوبة الإعدام في العالم. وينادي الائتلاف التونسي لإلغاء عقوبة الإعدام منذ تشكيله سنة 2007 بإلغاء هذه العقوبة التي يقول عنها إنها غير إنسانية.
وفي هذا المجال قال لطفي عزوز رئيس فرع تونس لمنظمة العفو الدولية لـ«الشرق الأوسط» إن تونس لم تنفذ هذه العقوبة منذ بداية سنة 1991 من القرن الماضي وهي بذلك ملتزمة بإلغاء هذه العقوبة بعد إمضائها على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام منذ نهاية سنة 2012.
وأشار عزوز إلى أن نشطاء المجتمع المدني التونسي ينتظرون إقرار هذا الإلغاء بصفة قانونية ونهائية،على حد تعبيره. وأصدرت المحاكم التونسية خمسة أحكام بالإعدام خلال سنة 2013.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.