قتلى وجرحى في انفجار سيارة مفخخة بالسلمية وحالات اختناق بغاز الكلور في إدلب وحماه

الإفراج عن أربعة صحافيين فرنسيين مختطفين

الصحافيان الفرنسيان ديدييه فرنسوا وإدوار إلياس يغادران مستشفى محليا في تركيا، أمس، غداة الإفراج عنهما (أ.ب)
الصحافيان الفرنسيان ديدييه فرنسوا وإدوار إلياس يغادران مستشفى محليا في تركيا، أمس، غداة الإفراج عنهما (أ.ب)
TT

قتلى وجرحى في انفجار سيارة مفخخة بالسلمية وحالات اختناق بغاز الكلور في إدلب وحماه

الصحافيان الفرنسيان ديدييه فرنسوا وإدوار إلياس يغادران مستشفى محليا في تركيا، أمس، غداة الإفراج عنهما (أ.ب)
الصحافيان الفرنسيان ديدييه فرنسوا وإدوار إلياس يغادران مستشفى محليا في تركيا، أمس، غداة الإفراج عنهما (أ.ب)

اتهم ناشطون معارضون أمس القوات النظامية بقصف منطقتي كفرزيتا بريف حماه والتمانعة بريف إدلب بالغازات السامة، ما أسفر عن مائة حالة اختناق، تزامنا مع مقتل أربعة أشخاص، على الأقل، في تفجير سيارة مفخخة في مدينة السلمية ذات الغالبية الإسماعيلية قرب حماه، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأوضحت «سانا» أن «السيارة الملغومة انفجرت بالقرب من المخبز الآلي والمطحنة بالمدينة على طريق حماه السلمية»، مشيرة إلى «إصابة تسعة أشخاص»، في حين أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «الانفجار وقع قرب حاجز (للدفاع الوطني) على المدخل الغربي لمدينة السلمية، ما أدى لمقتل ستة من العناصر التي كانت توجد هناك»، بحسب المرصد.
في موازاة ذلك، أفاد ناشطون سوريون بأن «الطيران المروحي النظامي ألقى براميل تحوي غاز الكلور السام على بلدة كفرزيتا في ريف حماه الشمالي، ما تسبب بنحو مائة حالة اختناق بصفوف المدنيين في البلدة». ونقلت وسائل الإعلام عن مدير صحة محافظة حماه من مستشفى كفرزيتا قوله إن «هناك عشر حالات بين المسعفين بالعناية المشددة»، مشيرا إلى أن «كفرزيتا تعرضت خلال أسبوع لست عمليات قصف بغاز الكلور».
وذكر ناشطون أن «حالات اختناق أخرى سجلت بقرية التمانعة في ريف إدلب بعد إلقاء المروحيات برميلا يحوي غازات سامة على القرية الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة. وسبق أن استهدفت المنطقتان بغاز الكلور خلال الأسبوع الماضي، وتبادلت كل من القوات النظامية والمعارضة الاتهامات بشأن المسؤولية عن استهدافهما».
وفي حلب، سيطر مقاتلو «الجبهة الإسلامية» المعارضة على قرية «فجدان» على الطريق الواصلة بين بلدتي السفيرة وخناصر في ريف حلب الجنوبي بعد اشتباكات عنيفة ضد القوات النظامية. وأعلنت الجبهة «مقتل 20 عنصرا من القوات النظامية في المعارك وتمكنها من الاستيلاء على عدد من الآليات والذخائر». كما أفادت شبكة «سوريا مباشر» بسيطرة «الجيش الحر على حاجز قرية فجدان في ريف حلب الجنوبي، وعلى طريق الإمداد السفيرة - معامل الدفاع».
وفي حلب أيضا، قصفت القوات النظامية بالبراميل المتفجرة حي قاضي عسكر بحلب، وقرية بيانون بريف حلب. وبث ناشطون صورا تظهر آثار الدمار في قاضي عسكر.
وفي حمص، قال ناشطون سوريون إن اشتباكات عنيفة جرت على جبهة حاجز ملوك، بين مقاتلي المعارضة السورية والقوات النظامية في تلبيسة بريف المدينة، تزامنا مع مواصلة القوات النظامية عمليتها العسكرية في مدينة حمص المحاصرة التي بدأتها قبل أيام. وبث ناشطون تسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الدمار الكبير الذي لحق بالأبنية السكنية في بلدة الحولة في الريف الغربي الشمالي نتيجة للقصف شبه اليومي الذي تتعرض له من قبل القوات النظامية.
وفي درعا، اندلعت معارك عنيفة بين كتائب المعارضة والقوات النظامية على المدخل الرئيس لبلدة النعيمة في ريف درعا الشرقي، حيث استقدمت القوات النظامية عددا من الدبابات والعربات المجنزرة في محاولة منها للتقدم باتجاه البلدة، التي تعد من أكبر معاقل مقاتلي المعارضة وتتميز بموقعها الاستراتيجي المطل على مدينة درعا. وأكد المكتب الإعلامي للواء «فلوجة حوران» المعارض مقتل عدد من عناصر القوات النظام على مدخل البلدة، على وقع استمرار الاشتباكات في المنطقة. وأفاد مركز «صدى» الإعلامي بـ«اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية بالأسلحة الثقيلة في درعا المحطة وحي البقعة بالتزامن مع قصف القوات النظامية للحي من الفوج 175 بدرعا».
من جهة أخرى، أعلن أمس الإفراج عن الصحافيين الفرنسيين الأربعة الذين خطفوا في سوريا في يونيو (حزيران)، وسيعودون إلى فرنسا بعد احتجازهم لعشرة أشهر في أخطر بلاد على الصحافيين والمنظمات غير الحكومية.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إنه «تبلغ بارتياح كبير هذا الصباح (أمس) إطلاق سراح الصحافيين الفرنسيين الأربعة» إدوار إلياس وديدييه فرنسوا ونيكولا إينان وبيار توريس، مؤكدا أنهم «بصحة جيدة رغم ظروف احتجازهم الأليمة» وموضحا أنهم سيعودون إلى فرنسا «مساء السبت (أمس) أو صباح الأحد (اليوم)».
وسيكون الرئيس في استقبالهم مع عائلاتهم لدى نزولهم من الطائرة في مطار فيلاكوبلي العسكري قرب باريس.
وأفادت وكالة «دوغان» التركية للأنباء السبت أن دورية لجنود أتراك عثرت على الصحافيين الفرنسيين الأربعة مكبلي الأيدي ومعصوبي العيون وقد تركهم مجهولون ليل الجمعة / السبت في منطقة عند الحدود بين تركيا وسوريا قرب مدينة أكجاكالي الصغيرة جنوب شرقي تركيا. وظنت الدورية للوهلة الأولى أنهم مهربون لكنها بعد أن أدركت أنهم يتكلمون الفرنسية اقتادتهم إلى مركز شرطة اكجاكالي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.