«داعش» يُجند كبار السن لمواجهة معارك سوريا والعراق وليبيا

نتيجة موجة الانشقاقات داخل التنظيم على مستوى الشباب

«داعش» يُجند كبار السن لمواجهة معارك سوريا والعراق وليبيا
TT

«داعش» يُجند كبار السن لمواجهة معارك سوريا والعراق وليبيا

«داعش» يُجند كبار السن لمواجهة معارك سوريا والعراق وليبيا

قال تقرير مصري إن تنظيم داعش الإرهابي لجأ مؤخرا إلى تجنيد «كبار السن» واستخدامهم في المعارك المسلحة التي يخوضها في مناطق سوريا والعراق وليبيا، نتيجة موجة الانشقاقات التي يشهدها «داعش» على مستوى القادة والأفراد، خاصة بين شباب الصفين الثاني والثالث داخل التنظيم.
في حين أكد مراقبون أن «داعش» اتجه لكبار السن لتعويض خسائره الهائلة جراء تقدم التحالف الدولي وقوات الدول في الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا وليبيا، وأنه بعد أن كان ينادي بتجنيد الأطفال الصغار والشباب والمراهقات اتجه للعجائز. وسبق أن أظهر مقطع فيديو مصور بثه التنظيم مؤخرا، مقاتلين كبار السن ذوي لحى بيضاء ومسلحين ببنادق، وهم ينفذون إعداما بحق رجل اتهم التنظيم بالكفر - على حد مزاعمه - .
وأوضح التقرير المصري أن الانشقاقات التي يعيشها التنظيم تمثل ذات المصير الذي واجهته الجماعات التكفيرية والإرهابية السابقة على «داعش»، واستفاد منها «داعش» عندما أقدم رموزه الإرهابية في الانشقاق عن تنظيم القاعدة وتكوين أذرعه الإرهابية، وظن لفترة من الوقت قدرته على الاستمرار وتجنب سلبيات التنظيمات السابقة عليه، متجاهلا أن الأطماع النفسية ستكون الصخرة التي تتحطم عليها أطماعه. ويواجه التنظيم الأكثر دموية انشقاقات داخل صفوفه من الشباب، نتيجة اكتشافهم خداع التنظيم، وفشله في الحفاظ على أراضي - الخلافة المزعومة - وهروب عناصره من العراق وسوريا نتيجة المواجهات العسكرية.
وأكد التقرير أن الانشقاقات المعاصرة التي تسرع من وتيرة زوال «داعش» تكشف أن الاقتصار على المواجهة العسكرية مع جماعات العنف والتكفير تؤدي إلى هزيمته على الأرض، إلا أنها لا تنهي وجوده كسرطان متشعب لا يلبث أن يظهر في رداء جديد وتحت تسميات جديدة، مما يفرض حتمية المواجهة الفكرية.
وأوضح التقرير الذي أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن موجة الانشقاقات التي يشهدها التنظيم جاءت إثر خلاف حول أحقية تعيين متحدث جديد باسم التنظيم، ضمن سلسلة الصراع داخل التنظيم حول تولي المناصب وتوزيع الأدوار والمهام الموكلة لكافة الأفراد والقيادات الميدانية. والمتحدث الرسمي الجديد باسم «داعش» يُدعى أبو حسن المهاجر، وكان أبو محمد العدناني المتحدث الرسمي السابق باسم التنظيم، قد قتل في ضربة جوية أميركية أغسطس (آب) الماضي في سوريا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.