وزراء الخارجية العرب وأوروبا يبحثون تطوير مجالات التعاون

انطلاق أعمال الحوار الاستراتيجي العربي ـ الأوروبي على مستوى المندوبين

وزراء الخارجية العرب وأوروبا يبحثون تطوير مجالات التعاون
TT

وزراء الخارجية العرب وأوروبا يبحثون تطوير مجالات التعاون

وزراء الخارجية العرب وأوروبا يبحثون تطوير مجالات التعاون

عدّ أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن التعاون الأوروبي مع الدول العربية «لا يزال دون المستوى المطلوب»، داعيا، خلال كلمته أمس أمام الاجتماع الخامس للمندوبين الدائمين للجامعة العربية واللجنة السياسية بالاتحاد الأوروبي، إلى تقييم ما تم إنجازه حتى الآن.
ولفت أبو الغيط، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام، إلى انطلاق الحوار الاستراتيجي بين المنظمتين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لتعزيز التعاون في مجمل القضايا، وفي مجال الإنذار المبكر، وتبني برنامج مشترك للعمل، يشمل كثيرا من برامج التدريب وبناء القدرات، مشيرا إلى أنها مؤشرات واعدة لهذا التعاون.
وفي تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» قال إبراهيم محيي الدين، مدير إدارة أوروبا والتعاون العربي في الجامعة العربية، إن الشهرين؛ الحالي والمقبل، سيشهدان نشاطا عربيا - أوروبيا مكثفا للتعاون الشامل، من خلال اجتماعات يعقدها الجانب العربي مع الأوروبي، وذلك وفق رؤية استراتيجية تخدم مصالح الطرفين.
وأضاف محيي الدين أن هناك لجانا سياسية وأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى المندوبين ونظرائهم العرب لمناقشة قضايا المنطقة، خصوصا عملية السلام في الشرق الأوسط، وأزمات؛ سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، موضحا أن الاجتماع المشترك بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ستصدر عنه مجموعة من المفاهيم تمثل خريطة طريق للتعاون في هذه المجالات، وأشار إلى أن مشاركة الأمين العام في الجلسة الافتتاحية للجنة لأول مرة، تعطي زخما كبيرا، «عبر كلمة شاملة تعبر عن رؤيته للحوار العربي - الأوروبي».
وفي ما يتعلق بجدول الأعمال، قال محيي الدين إنه ستعقد على هامش اجتماع اللجنة السياسية والأمنية، اجتماعات لمجموعات العمل الخاصة بالتعاون والاستراتجيات، وتشمل 6 مجموعات حول مكافحة الإرهاب، والمساعدات الإنسانية، وأسلحة الدمار الشامل، وإدارة الأزمات، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، بالإضافة إلى موضوع الهجرة.
وأشار إلى أن تلك المجموعات انطلقت في نوفمبر الماضي بالاتحاد الأوروبي خلال الاجتماع الرابع للجنة السياسية والأمنية، ومع إطلاق الحوار الاستراتيجي بين الجانبين.
وكشف محيي الدين عن الاجتماع المشترك الأوروبي - العربي على المستوى الوزاري في 20 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الذي يسبقه اجتماع يومي 18 و19 لكبار المسؤولين، وهو الاجتماع الرابع من نوعه، والذي يصدر عنه ما يسمى «إعلان التعاون المشترك»، الذي يشمل كل مجالات التعاون، إضافة إلى التدريب وبناء القدرات والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف محيي الدين موضحا بهذا الخصوص: «لقد أعدت الأمانة العامة للجامعة العربية مشروع إعلان، وأرسلته إلى الدول العربية لتلقي الملاحظات، ثم وضع التعديلات الجديدة، وإرساله للجانب الأوروبي».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.