أعلنت الحكومة العراقية أنه لم يطرأ تغيير بشأن الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل برعاية الولايات المتحدة الأميركية حول المناطق التي يتم تحريرها من قبل قوات البيشمركة، وأنه ما زال ثابتا، نافية بذلك التصريحات التي أدلى بها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بشأن عدم الانسحاب من المناطق التي جرى تحريرها من قبل قوات البيشمركة.
وكان بارزاني قال أول من أمس إن هناك اتفاقا بشأن وجود قوات البيشمركة في الخط الدفاعي الموجود قبل بدء عمليات تحرير الموصل، مؤكدا في الوقت نفسه عدم تنازل الإقليم عن حق الاستقلال وتحت أي ضغط، مشيرًا إلى أنه اتفق مع الأميركان بشأن ذلك.
من جهته، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي في بيان له أمس الخميس أن «الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان حول تحرير محافظة نينوى، ما زال ثابتًا ولا يوجد أي تغيير فيه، حيث تقاتل قوات البيشمركة جنبا إلى جنب مع القوات العسكرية الاتحادية لتحرير نينوى من إرهاب داعش».
وأضاف المكتب أن «الاتفاق يتضمن بندا صريحا بانسحاب قوات البيشمركة من المناطق المحررة بعد تحرير الموصل إلى أماكنها السابقة التي كانت تمسكها قبل انطلاق عمليات التحرير»، مشيرا إلى أن «هذا الأمر تم تطبيقه في عدد من المناطق».
وتابع المكتب بأن «المناطق التي كانت توجد فيها قوات البيشمركة في فترة الحكومات السابقة والتي تم تحرير بعضها قبل بدء عمليات قادمون يا نينوى، لم يتم أي اتفاق جديد بشأنها، وهي خاضعة للنصوص الدستورية في تحديد عائديتها».
في هذا السياق، ذكر القيادي في ائتلاف دولة القانون سامي العسكري لـ«الشرق الأوسط» أن «مسعود البارزاني صريح وصادق مع نفسه، حيث إنه منذ الأيام الأولى لدخول داعش إلى الموصل هناك سيناريوهات معروفة لم يكن هو بعيدا عنها وقال إن المادة 140 تم تطبيقها وإن الأراضي المتنازع عليها والتي تحررها القوات البيشمركة لن تنسحب منها».
وأضاف العسكري أن «البارزاني يفعل ذلك على ما يبدو ضمن اتفاق سياسي أو غض نظر على الأقل من آل النجيفي، الذين لا يهمهم مقدار ما يستقطع من نينوى إذا كان ذلك يضمن لهم أنهم سيكونون زعماء لإقليم نينوى الذي يدعون إليه»، مبينا: «إننا لم نسمع من البارزاني يوما أنه تخلى عن مشروع الدولة الكردية ولا أنه غير رأيه في موضوع المناطق المتنازع عليها». وأوضح العسكري أنه يستغرب «من الحكومة حين تتفاجأ مع هكذا تصريحات إلا اللهم أنهم منزعجون من الحديث العلني من قبل البارزاني الذي قد يوقعها في حرج في وقت تريد التركيز فيه على تحرير نينوى».
وفي ردود الفعل عبر ائتلاف «العربية» بزعامة صالح المطلك عن استغرابه من تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بشأن عدم انسحاب قوات البيشمركة من الأراضي التي يتم تحريرها من «داعش». وقال الائتلاف في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «إننا في الوقت الذي نقدر فيه تضحيات البيشمركة لكن في نفس الوقت نرفض أي تصريحات أو مواقف من قبل قادة الإقليم تدفع باتجاه الصراع الداخلي»، مبينا أن «الإصرار على مسك الأرض من قبل البيشمركة التي يتم تحريرها من داعش خارج الإقليم هو تجاوز على كل الاتفاقات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم».
تصريحات بارزاني تثير جدلاً سياسيًا في بغداد
العبادي: الاتفاق مع أربيل يتضمن الانسحاب بعد تحرير الموصل
تصريحات بارزاني تثير جدلاً سياسيًا في بغداد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة