المعلمي يقدم مشروع قرار أممي بوقف إطلاق النار في سوريا

يسهل التوصل إلى حل سياسي للنزاع ويحمي المدنيين

المعلمي يقدم مشروع قرار أممي بوقف إطلاق النار في سوريا
TT

المعلمي يقدم مشروع قرار أممي بوقف إطلاق النار في سوريا

المعلمي يقدم مشروع قرار أممي بوقف إطلاق النار في سوريا

قدمت السعودية الثلاثاء مشروع قرار أمام اللجنة الثالثة يدين الهجمات المتزايدة على المدنيين في حلب واستخدام أسلحة كيماوية، واعتمد القرار بأغلبية 116 صوتا مقابل 15 عضوا ضد و49 عضوا صوتوا بالامتناع.
ويطالب القرار بوقف إطلاق النار في سوريا لتسهيل التوصل إلى حل سياسي للنزاع، ويدعو «النظام السوري وتنظيم داعش إلى التوقف عن استخدام الأسلحة الكيماوية، ويطلب من جميع الأطراف، وأبرزها النظام السوري، وقف الهجمات على المدنيين».
ومن المقرر أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار في ديسمبر (كانون الأول)، علما بأنها ومنذ بدأ النزاع في سوريا في مطلع 2011، تصدر كل سنة قرارا يدين انتهاكات حقوق الإنسان في هذا البلد.
ويندد القرار أيضا «بأشد عبارات التنديد العنف المسلح الذي تمارسه السلطات السورية ضد شعبها». كما يدين «التصعيد الأخير في الهجمات التي تستهدف المدنيين في حلب وفي مناطق أخرى محاصرة»، مطالبا بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين بكل حرية وأمان. كما يدين القرار أيضا الهجوم على قافلة للمساعدات في ريف حلب في 19 سبتمبر (أيلول)، ويدعو إلى محاسبة مرتكبيه.
من جانبه، قال ممثل دولة سلوفاكيا، متحدثا باسم الاتحاد الأوروبي، إن الغرض الأساسي من مشروع القرار هو الحث على احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين. كما أشار المندوب السعودي، عبد الله المعلمي إلى المعاناة التي يعيشها سكان حلب.
ويدين القرار أيضا الهجوم على قافلة للمساعدات في ريف حلب في 19 سبتمبر ويدعو إلى محاسبة مرتكبيه.
وانضمت سوريا رسميا إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية في أكتوبر (تشرين الأول) 2013.
وكانت السعودية قد نجحت قبل التصويت بإقناع الدول بالاستمرار في التصويت على مشاريع قرارات تتعلق، بالإضافة لسوريا، بإيران وجزيرة القرم وكوريا الشمالية بعدما تقدمت بعض الدول باقتراح مفاده العدول عن التصويت وعدم اتخاذ أي إجراء.
وشدد مندوب السعودية على خطورة عدم مناقشة البنود المطروحة على جدول الأعمال باعتبار عدم اتخاذ أي إجراء يعتبر «خطوة لم يسبق لها مثيل، وسوف تحد من النقاش في حالات تثير قلق المجتمع الدولي».
وقال المندوب السعودي إن أي اقتراح بعدم اتخاذ أي إجراء بشأن أي بند على جدول الأعمال، يحرم الدول الأعضاء من القدرة على التداول، مشددا على أن بلاده (السعودية) تعارض اقتراح «عدم اتخاذ أي إجراء» مؤكدا أن اللجنة الثالثة تتحمل مسؤولية النظر في قضايا حقوق الإنسان، كما أن إزالة عنصر من جدول أعمالها يضر بتماسك عملها.
ويدين القرار أيضا الهجوم على قافلة للمساعدات في ريف حلب في 19 سبتمبر ويدعو إلى محاسبة مرتكبيه.
وكان المكتب التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية اتهم الأسبوع الماضي «الجهاديين» والسلطات السورية بانتهاك معاهدة هذه المنظمة من خلال اللجوء إلى استخدام أسلحة محظورة. وانضمت سوريا رسميا إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية في أكتوبر 2013.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.