القوات الروسية تبدأ عملية عسكرية واسعة ضد «داعش» بريفي حمص وإدلب

بمشاركة حاملة الطائرات «أدميرال كوزنتسوف» التي تدشن أعمالها القتالية لأول مرة في تاريخها

القوات الروسية تبدأ عملية عسكرية واسعة ضد «داعش» بريفي حمص وإدلب
TT

القوات الروسية تبدأ عملية عسكرية واسعة ضد «داعش» بريفي حمص وإدلب

القوات الروسية تبدأ عملية عسكرية واسعة ضد «داعش» بريفي حمص وإدلب

نفذت طائرات مقاتلة انطلقت من على حاملة الطائرات الروسية "ادميرال كوزنتسوف" في البحر المتوسط لأول مرة، غارات على مواقع تنظيمات متطرفة في سوريا، وفق ما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم (الثلاثاء). قائلًا خلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين وقيادة الاركان في سوتشي "لاول مرة في تاريخ الاسطول الروسي، شاركت حاملة الطائرات ادميرال كوزنتسوف في عمليات مسلحة".
كما أعلن شويغو أن القوات الروسية بدأت عملية واسعة ضدّ تنظيم "داعش" المتطرف، في ريفي حمص وإدلب بمشاركة حاملة الطائرات "الأدميرال كوزنيتسوف". مضيفًا "اليوم في الساعة 10:30 والساعة 11:00 صباحًا، بدأنا عملية واسعة بشن ضربات مكثفة على مواقع "داعش" و"جبهة النصرة" في ريفي إدلب وحمص". وتابع "أقلعت مقاتلات "سو-33" من على متنها وضربت مواقع تابعة للإرهابيين". كما تشارك في العملية الفرقاطة "الأميرال غريغوروفيتش".
وأوضح شويغو أن الفرقاطة أطلقت صباح اليوم، صواريخ "كاليبر" المجنحة على أهداف حدّدت مسبقًا. مشدّدًا على أنّ الضربات الروسية تستهدف بالدرجة الأولى "الإنتاج الصناعي" للمواد السامة الذي أطلقه التنظيم، متعهدًا بمواصلة الغارات. موضحًا أنّ "الحديث يدور عن مصانع وليس عن ورش.. قائلا "إنّها مصانع فعلًا مخصصة لإنتاج أنواع مختلفة من أسلحة خطيرة للدمار الشامل". وتابع أنّ "الأهداف الرئيسة التي تُضرب عبارة عن مخازن ذخيرة وأماكن تمركز ومعسكرات تدريب للإرهابيين، ومصانع لإنتاج أنواع مختلفة من أسلحة الدمار الشامل".
وقبل الشروع في توجيه الغارات، قام العسكريون الروس بعمل استطلاعي واسع النطاق ودقيق من أجل تحديد إحداثيات الأهداف، حسب قوله. مستطردًا: "إنّكم تعرفون انّنا أرسلنا إلى سوريا مجموعة كبيرة من قوات الوقاية من الأسلحة الإشعاعية والكيماوية والبيولوجية من أجل تحديد أنواع المواد السامة المستخدمة من قبل الإرهابيين".
كما كشف شويغو، أنّ طائرات استطلاع روسية وطائرات بلا طيار تراقب سير العملية التي انطلقت اليوم، مؤكدًا أنّ الرئيس سيُبلّغ بكافة نتائج الغارات فورًا، من أجل تحديد الخطوات اللاحقة لمحاربة الإرهاب في سوريا.
من جانبه، قال الرئيس بوتين إنّه طلب من وزير الدفاع تغطية القواعد الروسية في سوريا،
على الساحة العسكرية في مدينة حلب، قال ابراهيم أبو الليث مسؤول في الدفاع المدني إنّ الجزء الشرقي من المدينة الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة تعرض صباح اليوم، لأعنف قصف منذ أكثر من أسبوعين في الوقت الذي شوهدت طائرات حربية تحلق في السماء. وتابع، أنّها كلها غارات جوية وقنابل مظلية. مضيفًا أنّ القصف اليوم عنيف ولم يُشاهد مثل هذا النوع من الهجمات منذ أكثر من 15 يوما.
ونفذت قوات النظام السوري اليوم غارات على الاحياء السكنية في شرق مدينة حلب، هي الاولى منذ نحو شهر، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية "نفذت قوات النظام غارات وقصفا بالبراميل المتفجرة على عدد من الاحياء الشرقية في مدينة حلب، للمرة الاولى منذ 18 اكتوبر (تشرين الاول)"، تاريخ تعليق موسكو ضرباتها الجوية على شرق حلب.
قالت وكالتان تابعتان للامم المتحدة اليوم ان انتاج الغذاء في سوريا تراجع الى أدنى مستوياته على الاطلاق مع حلول شتاء سادس عام على الحرب.
وأفادت دراسة لمنظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (فاو) وبرنامج الاغذية العالمي بأن الكثير من المزارعين اضطروا لاهمال محاصيلهم بسبب ارتفاع أسعار البذور والاسمدة.
وأضافت الوكالتان في بيان مشترك أن انتاج القمح انخفض من 4. 3 مليون طن متري في المتوسط قبل نشوب الحرب المستمرة منذ خمس سنوات الى 5. 1 مليون هذا العام.
وقالت بتينا لوشر المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي خلال ايجاز صحفي في جنيف "انخفض انتاج الغذاء في سوريا الى مستوى قياسي بسبب الاقتتال وانعدام الامن وكذلك أحوال الطقس".



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.