عباس يرحب بلقاء ثلاثي مع نتنياهو في موسكو ويريد قدسًا مفتوحة

المجلس الوطني الفلسطيني يلمح إلى سحب الاعتراف بإسرائيل

الرئيس الفلسطيني محمود عباس مصافحا الرئيس التركمانستاني قربان علي بردي محمدوف الذي استقبله في عشق آباد أمس (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس مصافحا الرئيس التركمانستاني قربان علي بردي محمدوف الذي استقبله في عشق آباد أمس (أ.ب)
TT

عباس يرحب بلقاء ثلاثي مع نتنياهو في موسكو ويريد قدسًا مفتوحة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس مصافحا الرئيس التركمانستاني قربان علي بردي محمدوف الذي استقبله في عشق آباد أمس (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس مصافحا الرئيس التركمانستاني قربان علي بردي محمدوف الذي استقبله في عشق آباد أمس (أ.ب)

رحب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بدعوة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للقاء ثلاثي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في موسكو. وقال أبو مازن، إنه متمسك بصنع السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في عشق آباد، مع رئيس تركمانستان، قربان علي بردي محمدوف: «نريد القدس أن تبقى مفتوحة للعبادة لجميع أتباع الديانات السماوية الثلاثة». وأضاف عباس: «ليس من حق إسرائيل الدولة المحتلة للقدس الشرقية أن تغير طابعها وهويتها، والاعتداء على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية فيها».
وتحدث عباس عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وسياسات «تضييق الخناق على شعبنا ومقدراته من خلال عمليات الاستيطان البشعة في الضفة الغربية وبما فيها القدس الشرقية عاصمة دولتنا الفلسطينية». وأكد عباس بالمقابل أنه على «استعداد لصنع السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، لتعيش دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، إلى جانب دولة إسرائيل في أمن وسلام وحسن جوار».
وجدد عباس تأييده لإقامة المؤتمر الدولي الذي تدعو إليه فرنسا، وخلق آلية جديدة تعمل وفق سقف زمني للمفاوضات ولتنفيذ ما يتفق عليه.
وفي موضوع آخر، أكد عباس أهمية وحدة أي أرض وشعب، واعتماد الحوار لحل جميع الأزمات في المنطقة العربية.
وجاء حديث عباس عن صنع السلام مع إسرائيل، في وقت أعلن فيه المجلس الوطني الفلسطيني، أن الاعتراف بإسرائيل لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. وجاء في بيان أصدره المجلس الوطني الذي يمثل برلمان دولة فلسطين في حال انعقاده، ويمثل جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج، أن «الاعتراف بإسرائيل لا يمكن أن يستمر مجانيا من دون إنهاء الاحتلال واعترافها بدولة فلسطين، فالشعوب مستعدة دائما للتضحية من أجل استعادة حقوقها المشروعة والعيش بكرامة».
ويعزز هذا التلميح بسحب الاعتراف بإسرائيل، تصريحات عباس نفسه، قبل يومين، بأن هذا الاعتراف لا يمكن أن يكون مجانيا. ويعد سحب الاعتراف، أحد أسلحة الفلسطينيين في مواجهة رفض إسرائيل إقامة الدولة الفلسطينية، ولوح به أكثر من مرة خلال السنوات القليلة الماضية.
وطالب المجلس الوطني الفلسطيني في بيان له، بمناسبة حلول الذكرى الـ28 لإعلان وثيقة الاستقلال، الأمم المتحدة بالعمل على تطبيق قراراتها بشأن فلسطين، داعيًا «الدولة التي أنشأت الاحتلال والاستيطان في فلسطين، قبل نحو مائة عام، وتلك التي ما تزال ترعى آخر احتلال في العالم، أن تكف عن دعمه وحمايته، وأن تعترف بأخطائها الجسيمة بحق شعبنا، وتخلصه من الاحتلال الإسرائيلي الذي تنكر لكل الاتفاقيات الموقعة معه».
وتابع عباس: «إن حق شعبنا في تقرير مصيره، وعودته، ونيل استقلاله الوطني الناجز على أرضه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، هو الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة».
وشدد المجلس الوطني الفلسطيني على «أن نضال شعبنا مستمر، لا يرهبه بطش وإرهاب الاحتلال الإسرائيلي، الذي تمادى حتى في منع رفع الآذان من مساجد القدس ومدن عام 1948، عبر قوانين عنصرية. ورغم ذلك، سيبقى الشعب صامدًا ومنغرسًا في أرضه، ومتطلعًا إلى شعوب الأمتين العربية والإسلامية وقادتها وحكوماتها، لتحمل مسؤولياتها القومية والإسلامية في تقديم الدعم الفعّلي لتثبيت صموده، وصولا لإنهاء الاحتلال وتجسيد الاستقلال».
وأكد البيان أنه «وفي هذه الذكرى الوطنية، لا بد من استحضار مواقف وعزائم الرجال وتضحيات القادة الشهداء، وعلى رأسهم أبو عمار، والآلاف من الشهداء الذين أناروا الدرب لنا، وحافظوا على هوية شعبنا ووحدته الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والتي قادت النضال الوطني في كافة مراحله وأشكاله العسكرية والسياسية والدبلوماسية. فعلى الجميع قادة وفصائل تفعيل المنظمة وحمايتها، لمواجهة القادم من التحديات، فهي التي صانت البندقية وحافظت على القرار الوطني المستقل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.