التحالف: ندعم الحل السياسي.. ومستمرون في حماية الشرعية والشعب

«مركز الملك سلمان» لـ «الشرق الأوسط»: ضغوط المدنيين على الحوثي وصالح دليل على حيادنا

اللواء أحمد عسيري وماهر حضراوي أثناء تحدثهما في المؤتمر الصحافي الذي عقد بمقر السفارة السعودية في لندن أمس («الشرق الأوسط»)
اللواء أحمد عسيري وماهر حضراوي أثناء تحدثهما في المؤتمر الصحافي الذي عقد بمقر السفارة السعودية في لندن أمس («الشرق الأوسط»)
TT

التحالف: ندعم الحل السياسي.. ومستمرون في حماية الشرعية والشعب

اللواء أحمد عسيري وماهر حضراوي أثناء تحدثهما في المؤتمر الصحافي الذي عقد بمقر السفارة السعودية في لندن أمس («الشرق الأوسط»)
اللواء أحمد عسيري وماهر حضراوي أثناء تحدثهما في المؤتمر الصحافي الذي عقد بمقر السفارة السعودية في لندن أمس («الشرق الأوسط»)

قال اللواء أحمد عسيري المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم تحالف إعادة الشرعية في اليمن أن التحالف يدعم الحل السياسي في اليمن، بالتوازي مع إكماله حماية الشرعية والشعب اليمني. ولا مكان لصالح في اليمن بعدما طرده اليمنيون.
وشدد عسيري في مؤتمر صحافي عقد بمقر السفارة السعودية في لندن أمس، على أن التحالف يعمل على خطين، الأول «والأهم، الذي نركز عليه هو الحل السياسي، باحترام قرار مجلس الأمن 2216. وقرارات أخرى تشدد على انسحاب الميليشيات من المدن، وتسليم الأسلحة التي سرقوها من الجيش، حتى يصلوا لتشكيل حكومة في اليمن، لكن يجب عليهم أن يتوقفوا عن الظهور كميليشيات بل يدخلون كحزب سياسي ويستطيعون خوض غمار منافسة سياسية».
الخط الآخر، والحديث للواء عسيري، فإن التحالف «مستمر في حماية الشرعية والجيش والشعب اليمني، بدعمهم على الأرض عبر الحملات الجوية وتقديم التدريب والاستشارات وإعداد للجيش اليمني الذي اضطررنا إلى إنشائه من الصفر بعد تحطيمه من قبل الميليشيات».
وفي رده على سؤال «الشرق الأوسط» عن تجنيد الأطفال والنساء قال المتحدث باسم التحالف العربي «لقد أبلغت الحكومة الشرعية اليمنية منظمات دولية باستخدام الانقلابيين أطفالا في العمليات القتالية على الأرض، كما نددت الأمم المتحدة في تقاريرها بتجنيد القاصرين في الأعمال القتالية في انتهاكات للقانون الدولي».
ومنذ نحو ثلاثة أشهر، يقول عسيري: «أوقفت المملكة أطفالا مقاتلين عند الحدود، وبمساعدة من الصليب الأحمر أعدنا 52 منهم إلى أهاليهم في اليمن بعد أن وفرنا لهم علاجا نفسيا وجسديا لتجنيبهم العودة إلى القتال على الأرض. ولا شك أن الميليشيات في اليمن تفرض على الأهالي إرسال أطفالهم للقتال»، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أوضح اللواء عسيري أن «تقارير عدة نشرتها الأمم المتحدة واليونيسيف ذكرت أن الميليشيات تجند كذلك فتيات للمشاركة في القتال، رغم ما قد يترتب عن ذلك من مشاكل أسرية».
وفي سياق المساعدات الإنسانية، كشف ماهر حضراوي المدير التنفيذي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في حديث مع «الشرق الأوسط» عن رصد المركز ضغوطا مارسها اليمنيون في مناطق تقع تحت سيطرة الحوثي وصالح عندما يجري إيقاف المساعدات أو إعاقة وصولها إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلاب، وهي أحد التحديات التي واجهتنا خلال 18 شهرا في اليمن، ولم نكن نتوقعها، وهو دليل أيضا على حيادية المركز في تقديم المساعدات.
وأضاف: إن المركز حرص في أحيان كثيرة على عدم إيراد اسمه في بعض المشاريع حتى لا تجري إعاقة المشروع من قبل الحوثي وصالح.
وردا على سؤال عن أبرز التحديات، قال مدير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إن هناك تحديين رئيسيين واجها فريق العمل الميداني في اليمن: «الأول يتمثل في قيود من قوات الحوثي وصالح على تحرك المساعدات الإغاثية سواء كان بين المحافظات بمعنى من محافظة إلى أخرى، أو داخل المحافظات نفسها».
التحدي الثاني يقول حضراوي إنه يتمثل في الطبيعة الجغرافية، سواء بوعورة الطريق أو صعوبة الطرق الجبلية، أو تضرر بعض الطرق. هذان أبرز تحديين واجها المركز.
لكننا أوجدنا حلولا لذلك، من خلال المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وهناك تنسيق من خلال فريق المنظمة الموجود في اليمن.
إلى ذلك، استعرض عسيري أمام وسائل إعلام أجنبية قصة التحالف وتشكيله، والمشهد السياسي الذي شهدته البلاد منذ بداية العام 2011 حين انتفض اليمنيون ضد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ورفض الشعب اليمني له رئيسا، وما تلاها من مبادرة دول الخليج التي كانت لا تريد أن يتأثر اليمن بالربيع العربي الذي ضرب دول المنطقة. وبين عسيري أن دول الخليج كانت تعي تماما ماذا سيجري إن استمرت الفوضى في اليمن، فبادرت إلى إيجاد الحل بما سمي بعد ذلك بـ«المبادرة الخليجية»، واستمر الإصلاح السياسي إلى 2014، حتى اقترب اليمنيون من إعادة صياغة الدستور والتحضير لانتخاب حكومة جديدة، وتحركت قوات موالية للحوثي وصالح، وهاجموا الوزراء واعتقلوا الرئيس، وعندما حاول الرئيس أن ينتقل إلى عدن، وهذا كله مخالف للأعراف الدولية، وهم غير معترف بهم دوليا، إذ يؤكد القرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن، أن الرئيس هادي وحكومته هي الشرعية في البلاد.. وتدخل التحالف بناء على طلب من الرئيس اليمني إثر الانقلاب الذي حصل، من دولة جارة وهي السعودية، لتدعم الشرعية والشعب اليمني، فاستجابت 11 دولة لطلب الرئيس هادي وأنشئ تحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وله ثلاثة أهداف، الأول الإبقاء على بنية الدولة بحماية الشرعية، والثاني حماية المدنيين من عنف الحوثي وصالح الذين كانوا يقتلون المدنيين في شوارع صنعاء، والثالث هو تنظيم دخول وخروج اليمنيين إلى بلادهم وإيصال المساعدات الإنسانية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.