تشالوبا.. ناشئ أثبت خطأ سياسة تشيلسي مع الصغار

اللاعب قضى حياته مع النادي مغتربًا على سبيل الإعارة في 6 فرق

ناثانيال تشالوبا قدم مباراة رائعة مع تشيلسي أمام وستهام رغم هزيمة فريقه (رويترز)
ناثانيال تشالوبا قدم مباراة رائعة مع تشيلسي أمام وستهام رغم هزيمة فريقه (رويترز)
TT

تشالوبا.. ناشئ أثبت خطأ سياسة تشيلسي مع الصغار

ناثانيال تشالوبا قدم مباراة رائعة مع تشيلسي أمام وستهام رغم هزيمة فريقه (رويترز)
ناثانيال تشالوبا قدم مباراة رائعة مع تشيلسي أمام وستهام رغم هزيمة فريقه (رويترز)

قدم ناثانيال تشالوبا مباراة رائعة مع تشيلسي أمام وستهام يونايتد، ليلة الأربعاء الماضي. خلال المباراة، صال اللاعب وجال ببراعة حول وسط الملعب وعكست تمريراته شعورًا قويًا بالثقة بالنفس، وبدا كنجم جديد يشق طريقه نحو سماء الشهرة. ومن المؤكد أن المدرب أنطونيو كونتي وجد صعوبة في استبعاده عن رحلة لقاء ساوثهامبتون، الأحد الماضي. وبصراحة شديدة، ينبغي التفكير كثيرا في الأسباب غير المنطقية على إقدام المدرب الإيطالي على ترك هذا اللاعب المتألق على مقعد البدلاء. لقد رأيت بعيني المستقبل يتحرك داخل «استاد لندن»، وبدا هذا المستقبل شبيهًا تمامًا بناثانيال تشالوبا.
في الواقع، ما سبق ليس سوى كذبة، أما الحقيقة فهي أن تشالوبا قدم أداءً متميزًا مع تشيلسي خلال مباراة الفريق في كأس رابطة الأندية المحترفة والتي انتهت بهزيمته. وقد أوشك تشالوبا على تسجيل أهداف بركلاته الصاروخية من على مسافات بعيدة خلال الشوط الأول. ومع ذلك، فإنه واجه صعوبة في التأقلم مع حدة الضغوط الذهنية والبدنية للمباراة والمستوى الرفيع للاعبي وسط وستهام مارك نوبل وبيدرو أوبيانغ، ما اضطر المدرب للدفع بإيدن هازارد بدلا عنه في الدقيقة 63 من المباراة. ورغم ذلك، تبقى الحقيقة أن أول مشاركة من جانب تشالوبا بالقميص الأزرق جاءت متميزة، خاصة لما تحمله من رسالة ضمنية تفيد بأن تشيلسي ربما يقف أخيرًا على وشك إحراز بعض التقدم على صعيد سياسة التعامل مع الناشئين التي ظلت معيبة لفترة طويلة.
لقد مرت ست سنوات منذ ظهور تشالوبا للمرة الأولى على مقعد بدلاء تشيلسي، خلال مباراة في إطار بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام نيوكاسل يونايتد. ومنذ ذلك الحين، شارك في إجمالي خمس مباريات مع تشيلسي، وانتقل إلى أندية أخرى على سبيل الإعارة ست مرات وأجبر على مواجهة فكرة أن مستقبله ربما يوجد بمكان آخر بعيدًا عن غرب لندن. عندما انتقل تشالوبا على سبيل الإعارة، بدا أكثر نضجًا عن سنه خلال مشاركته في وسط ملعب واتفورد، ولعب دورًا واضحًا في فوز الفريق بقيادة المدرب جيانفرانكو زولا بالتأهل إلى الدوري الممتاز عام 2013. ووصل الفريق إلى التصفيات النهائية، والتي تحولت إلى معركة محتدمة بين تشالوبا ولاعب كريستال سيتي ويلفريد زاها. وخرج جناح كريستال بالاس منتصرًا، وانتقل إلى مانشستر يونايتد ليقضي هناك فترة تعيسة، ثم عاد إلى كريستال بالاس.
أما تشالوبا، فقد عاد إلى تشيلسي الذي عاود التعاون مع جوزيه مورينهو. وانتقل إلى نوتنغهام فورست على سبيل الإعارة لمدة ستة شهور، ومن بعده ميلدزبره، ثم بيرنلي، وبعده ريدينغ. ولم يحدث الكثير خلال تلك الفترة. وقضى الموسم الأخير في نابولي، وشارك في التشكيل الأساسي مرتين في إطار بطولة الدوري الأوروبي، بجانب مشاركته كبديل في خمس مباريات في الدوري الإيطالي الممتاز. ولم يشارك تشالوبا مع تشيلسي حتى الشهر الماضي خلال لقاء الفوز بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، الشهر الماضي، أمام ليستر سيتي الذي سعى لضمه إلى صفوفه خلال الصيف.
جدير بالذكر أنه ما يزال أمام تشالوبا 18 شهرًا متبقية في عقده مع تشيلسي، وربما يختار الرحيل عن النادي. ولم يتضح بعد ما إذا كان النادي ينوي عرض عقد جديد عليه. وكانت هناك بالفعل فرصة لأن يرحل في الصيف قبل أن يقرر كونتي ضرورة بقائه. وبالفعل، قدم المدرب لتشالوبا فرصًا متكررة لإبهار الجماهير والمسؤولين، وذلك بالاستعانة به خلال المباريات الثلاث الماضية في إطار الدوري الممتاز. وبالفعل، جاء الدور الذي لعبه تشالوبا في الهدف الذي سجله فيكتور موسيس في الفوز أمام ليستر سيتي بثلاثة أهداف دون مقابل ليسلط الضوء على إمكانات اللاعب الواعدة.
وبالمثل، شارك أولا أينا، الذي لا يتجاوز عمره 20 عامًا، والذي مثل إنجلترا على مستوى الناشئين، في التشكيل الأساسي أمام وستهام، على الجانب الأيسر من وسط الملعب في إطار خطة كونتي القائمة على 3-4-3. إلا أن أداءه لم يكن مقنعًا. وسجل الظهير الأيمن لوستهام، إديميلسون فيرنانديز، هدف الفوز. ومع ذلك، أصر كونتي لاحقًا على رفضه المبالغة في رد الفعل إزاء الهزيمة.
ولا بد أن المدرب الإيطالي يعلم تمامًا أن لدى تشيلسي 38 لاعبًا يشاركون بأندية أخرى على سبيل الإعارة. ويبلي بعضهم، مثل تامي أبراهام، بلاءً حسنًا. كان المهاجم البالغ 19 عامًا قد قدم أداءً رائعًا أمام وستهام، وعاد بعد عام مثمر مع فيتيس آرنهم. بيد أنه في الوقت الذي قد تسهم اتفاقات الإعارة في اكتساب اللاعبين الناشئين للخبرة، فإنها تنطوي أيضا على خطر إمكانية أن تشكل صفقات الإعارة المتكررة عائقًا بمسيرة اللاعب تقوض شعوره بالانتماء. من جهته، قال كونتي: «لدينا لاعبون ناشئون جيدون، وهم بحاجة إلى المشاركة. وعندما تخسر، من الطبيعي أن ترى السلبيات، لكن في هذه المباراة عاينت الكثير من الإيجابيات». وبطبيعة الحال، شارك أمام وستهام خريج آخر من أكاديمية تشيلسي. لا بد وأنكم سمعتم بجون تيري، اللاعب المخضرم صاحب الـ35 عامًا الذي ما يزال يمثل آخر اللاعبين الناشئين الذين تمكنوا من ترسيخ أقدامهم داخل الفريق الأول.
وعند الحديث عن كونتي، لا يملك المرء سوى الانتقال بذهنه إلى مورينهو وحديثه عن التحدي المتمثل في اختيار لاعبين ناشئين في مارس (آذار) 2015. وقد تركزت النقاشات حول روبين لوفتوس تشيك، الذي يعد بمثابة إحدى الجواهر الثمينة التي قدمتها أكاديمية تشيلسي. وقال مورينهو: «هذا أمر مهم، لكن هذا النادي له معايير رفيعة للغاية ولا يرضى بأي شيء. ولكي يشارك لاعب ما في الفريق الأول لتشيلسي، فإنه يجب أن يكون مستعدًا لذلك».
وكانت الرسالة الضمنية التي حملها هذا التصريح أن الاعتماد على الناشئين ربما يفيد ناديا بحجم ساوثهامبتون، على سبيل المثال، لكن ليس بحجم تشيلسي. ومع هذا، بدا تشيلسي متخمًا باللاعبين خلال السنوات الأخيرة، مع العلم أنه فاز بثلاث بطولات متتالية من بطولة كأس الناشئين. وربما يحتاج النادي بالفعل إلى الاستعانة ببعض المواهب الجديدة.
ورغم الحجة التي طرحها مورينهو، فإن بعض الأندية الكبرى البارزة لم تخش من الاعتماد على خريجي أكاديمياتها الرياضية. ودائمًا ما توفر الأدوار الأولى من بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة فرصة إلقاء نظرة على المواهب المستقبلية. ولم يشعر أي من يورغين كلوب أو ماوريسيو بوكيتينو بخيبة أمل حيال اختياراتهم للاعبين على استاد أنفيلد، الأسبوع الماضي. بالنسبة لليفربول، قدم كيفين ستيوارت أداءً مبهرًا في صلابته في وسط الملعب، في الوقت الذي فاز ترينت ألكسندر أرنولد بحضن من مدربه تشجيعًا له. في المقابل، شارك كل من كاميرون كارتر فيكرز وهاري وينكس وجوش أونوما وتوم كارول في التشكيل الأساسي لتوتنهام هوتسبر.
وبذلك نجد أنفسنا أمام اثنين من المدربين الأجانب الشجعان اللذين لم يهابا التفكير على المدى البعيد والإقدام على اتخاذ الخطوات الضرورية اللازمة لبناء مواهب إنجليزية ناشئة، وذلك انطلاقًا من إدراكهم لأهمية مثل هذه الخطوات في بناء روابط تبقى أبد الدهر وتعزز علاقة النادي بمشجعيه. ربما لا يصادف تشالوبا النجاح داخل تشيلسي، وربما يجد كونتي صعوبة أكبر الآن في الاستعانة به بعد خروج الفريق من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. ومع ذلك، تبقى مشاركته مع الفريق لحظة فاصلة في تاريخ النادي، وينبغي أن يقابل اختيار كونتي له بالترحيب والإشادة على نطاق واسع.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».