ألان باردو: وجودي في كريستال بالاس لا يجعلني أهتم بمنتخب إنجلترا

المدرب الذي أشاد الجميع بقدراته قام بثورة تغيير في ناديه من أجل الوصول للبطولات الأوروبية

الان باردو في غرفته بمركز تدريب كريستال بالاس
الان باردو في غرفته بمركز تدريب كريستال بالاس
TT

ألان باردو: وجودي في كريستال بالاس لا يجعلني أهتم بمنتخب إنجلترا

الان باردو في غرفته بمركز تدريب كريستال بالاس
الان باردو في غرفته بمركز تدريب كريستال بالاس

في الوقت الذي انهمك فيه لاعبو الفريق الأول بنادي كريستال بالاس في الاستعداد للمباريات بجلسات تدريبية منتظمة في فترة ما بعد الظهيرة، كان المدرب ألان باردو قد قطع شوطًا كبيرًا في اتجاه آخر، فقد كلف مساعديه بالعمل على تصميم برنامج كومبيوتر جديد تمامًا، يهدف إلى مساعدته في تحليل أداء فريقه في المباريات السابقة على شاشة تلفزيونية عملاقة تعمل باللمس، وتحتل هذه الشاشة الحائط الخلفي لغرفة الاجتماعات الرئيسية في المجمع الذي خضع للتجديد.
في الخلف، وإلى جوار مطعم النادي، يجلس الجهاز التدريبي المعاون لباردو في مساحة مفتوحة لمراجعة التقارير المقدمة من الكشافة (مكتشفو المواهب الجديدة)، وكذلك لإعداد التقارير عن خصمه المقبل. ويضم الجهاز المعاون محللين نفسيين، وكذلك اللاعب السابق لمنتخب الكريكيت الإنجليزي جريمي سناب الذي ينصب عمله بالجهاز المعاون على تنمية التواصل بين اللاعبين. وسيحمل سناب شهادة الدكتوراه في علم النفس الرياضي. وفي وصفه لطبيعة عمله، قال باردو: «هو لم يأتِ إلى هنا كي يجلس مع اللاعبين ليتحدث معهم عن طفولتهم، فطبيعة عمله هي مساعدتي في توصيل أفكاري إليهم».
وهناك أوقات محددة لعمل الجهاز الطبي المعاون، وكذلك جهاز اللياقة البدنية الذي يتركز عملهم على ملاحظة بيانات التدريب لضمان عدم تجاوز أي لاعب عدد أميال الركض أو الأحمال المستهدفة، مع وضع الإصابات والتعافي في الاعتبار. وهناك أيضًا تطبيقات منزلية يجب على اللاعبين الرجوع إليها عبر هواتفهم الذكية (سمارت فون)، وتشمل لقطات مصورة من مباريات الفرق المفترض مواجهتها قريبًا. واللافت هو كم التفاصيل المهولة التي ستظهر عند مراجعة منافسات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وقد أضاف باردو: «إنه عالم جديد ومختلف لمدينة متيشام»، فقد كان هناك الكثير الذي جعله يفكر في الأيام الخوالي، عندما كان لاعبا وكانت القوة والتكيف تتمحور في السابق في جولات الفريق بعرض البلاد، ومنها منطقة «فارذنغ داونز»، وكان التركيز منصبًا على تمارين الأحمال بصالة ألعاب غير مدفئة. غير أنه «عليك أن تكون في الطليعة ما دام أن هناك المزيد من المعرفة، فإما أن تستغلها، وإما أن تتخلف وتعود إلى الوراء. هذا ما أفعله هنا، سواء داخل أو خارج المعلب، فقد منحت الفرصة أن أفعل شيئًا متميزًا».
ويواصل باردو: «عندما يسألني الناس عن المنتخب الإنجليزي، سوف أقول إنه لو أنني ما زلت مدربًا لفريق نيوكاسل، فربما سوف يسعدني تولي تدريب المنتخب الإنجليزي، لكن في ضوء الإمكانات التي توفرت لي هنا في كريستال بالاس، فسوف أقول في داخلي: لماذا أترك هذا الفريق الآن؟ بالتأكيد أحب أن أفوز بالألقاب، وإن كنت لا أنكر صعوبة تحقيق ذلك، رغم اقترابنا من تحقيق هذا الهدف الموسم الماضي، بالوصول لنهائي كأس إنجلترا. لكن هذا ليس المقياس الوحيد للنجاح، فقد يكون النجاح إرثًا بمقدوري تحقيقه، وتركه خلفي هنا كي أجعل الناس تنظر وتقول: كانت فترة عظيمة للنادي تلك التي قضاها باردو هنا.. ما زلت أتذكر المدير التنفيذي لنادي ساوثهامبتون، نيكولا كورتسيس، عندما شكرني على خطة العمل التي أعددتها وتركتها لهم. فقد كان هذا التقدير رائعًا؛ أحسست وكأنني قد فزت بميدالية».
وقد مر 22 شهرًا على رحيل باردو عن نادي نيوكاسل الذي حل في عهده تاسعًا في ترتيب فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، وارتفع معدل الحضور الجماهيري لمبارياته إلى 52 ألف متفرج، ليغادر إلى فريق كريستال بالاس اللندني الذي كان أبرز إنجازه قبل وصول باردو هو الوصول لقبل نهائي بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1976، مع المدرب مالكولم أليسون. وقبل وصول باردو، كان كريستال بالاس يقترب من حافة الهبوط، مما جعل رئيس النادي ستيف باريش يقرر الاستغناء عن توني بوليس، ويبدأ تفاوضه مع باردو، ومما شجع الأخير على قبول المهمة اتصال تليفوني من بوليس إلى باردو قال فيه: «هناك أمل متزايد في أن النادي بمقدوره أن يفعل الكثير، وأنك تستطيع أن تأخذ بيد كريستال بالاس إلى الأمام».
ويوضح باردو: «لقد عزز ذلك من شكوكي بعد تجربتي في نيوكاسل، عندما تحول غضب الجمهور من مالك النادي مايك أشلي إلى مضايقة لي أيضا، ولذلك كان التوقيت في قبول عرض بالاس صحيحا، لم تكن تلك الخطوة مقامرة كما يعتقد الناس. كنت أرى أنه إذا استطعت الارتقاء بأداء الفريق وتفادي الهبوط، سيكون كريستال بالاس هو النادي الوحيد من جنوب لندن الموجود في الدوري الممتاز. وقد حدث هذا بالفعل، وجاء احتلالنا للمركز العاشر مع نهاية المسابقة ليمهد الطريق أمامنا، ويجعلنا نضع خطة للمستقبل».
قضى باردو الصيف الأول له بنادي كريستال بالاس في الإشراف على تطوير مجمع التدريب، وكذلك التوقيع مع اللاعب يوهان كاباي في ظل مرحلة التبديل والتغيير، لكن التغييرات هذه المرة كانت واسعة. فالفريق الذي اعتاد الاعتماد على الهجمات المرتدة، بات في حاجة لإثبات جدارته، بعدما وصل لهذا المستوى. فالمستوى الهزيل الذي أسفر عن فوزين في 21 مباراة، جعل باردو في النصف الثاني من الموسم الماضي على قناعة بأن التغيير بات حتميًا. ووصل المدرب لقرار التغيير قبل خسارة نهائي الكأس أمام مانشستر يونايتد بفترة طويلة.
يقول باردو: «الجميع أشار إلى التناقض في الأداء بين الشوطين الأول والثاني، بالإضافة إلى أن ذلك بات واضحا في النتائج، فقد تجلى ذلك أيضًا في قدرتنا على السيطرة على مجريات المباريات»، مضيفا: «ما أظهره هذا السباق لي هو أننا لم نعد قادرين على السيطرة على سير المباراة، ولم يعد بمقدورنا تعويض الإصابات في صفوفنا».
واستطرد: «لذلك كان التغيير في الفريق الأول كبيرا، ولن ننسى أيضًا فرق الناشئين. تستطيع الإشارة إلى سياسة الانتقالات التي تطورت كثيرا، وبات بمقدورنا التعاقد مع لاعبين جيدين، مثل كاباي الذي وقعنا معه الصيف الماضي، والآن أحضرنا كريستيان بنتيكي، لكن من الصعب ضمان التوفيق في كل مرة تسعى فيها لإبرام صفقة. فعندما أنهينا موسم 2012 في المركز الخامس مع نيوكاسل، شعرنا أن تغيير اللاعب داني سيمبسون، والتعاقد مع مدافع أيسر آخر، سوف يمهد طريقنا للأمام. ولكن ما حدث هو أن اللاعب ترك الفريق، وبعد بضع سنوات قليلة، أصبح بطلا للدوري مع فريق ليستر سيتي. وقد أصبحنا نتندر بذلك عندما نتقابل، إذن الحل لا يكمن في جميع الأحوال في إحضار لاعبين جدد، الحل يكمن فيما نفعله في أرض الملعب، حتى في تغيير طريقة احتفاظنا بالكرة. نحن نركز على التكنيك أكثر، وعلى التعاقدات وعلى التدريب في المراحل العمرية المختلفة. نحن مقبلون على توقيع اتفاق تعاون مع نادي إسباني قادر على إفراز لاعبين جيدين، وبتنا على وشك توقيع اتفاق لتبادل الثقافة التدريبية معهم، لنرى الشيء المختلف الذي يفعلونه من خلال أكاديمية الناشئين وأيضًا في الفريق الأول، وبعد ذلك يأتي التغيير في طريقة اللعب في أرض الملعب».
وأضاف مدرب كريستال بالاس: «سوف نستمر كأحد الفرق الجيدة في الهجمات المرتدة، وسوف نحافظ على مكاننا عندما نكون في الصدارة. لكن محاولة تغيير طريقة اللعب من دون التأثير على ميزة إتقان الهجمات المرتدة يمثل تحديا كبيرا. فقد لعبت هنا تحت قيادة ستيف كوبل، وأعترف أن فرقه كانت صلبة جدا. كنا نهاجم على الأجناب، وكنا عنيدين جدا ومندفعين للأمام، وضغطنا بتمريرات عرضية داخل منطقة الجزاء. نعم تدربنا قليلا على ذلك لأننا ما زلنا الأفضل في التمريرات العرضية في الدوري الممتاز. لكن ما الخطأ في أن نطلب من اللاعبين استخدام خيالهم وذكائهم في الملعب وحيويتهم وروحهم؟».
لم تكن صفقة المهاجم بنتيكي التي أبرمت في موسم التعاقدات الصيفي هي ما حدد المسار في نيوكاسل، بل كانت صفقة الحارس ستيف مانداندا، فاللاعب الفرنسي القادم من نادي مرسيليا مقابل 1.4 مليون جنيه إسترليني يتمتع بقدرة كبيرة على التحكم في الكرة، للدرجة التي جعلت باردو يقول إنه سيكون سببا لإلهاب الحماس، فهو من حراس المرمي المتقدمين الذين يجيدون أيضًا نقل الكرة والتقدم كمدافع (في الطريقه التي يحبذها مدرب مانشستر سيتي جوزيب غوارديولا في الكرة الإنجليزية).
ويوصل باردو: «لا أكاد أصدق أننا فزنا بهذا الحارس، فهو لاعب دولي في المنتخب الفرنسي، يلعب بالدرجة الأولى، واختير في الفريق المثالي للعام الخامس على التوالي، وكان قائدا لفريق مرسيليا، ويعتبر أسطورة في أعين جماهير ناديه. وليس هناك أدنى شك في إمكانيات هذا اللاعب. لقد قلت لرئيس النادي: سوف يجبرنا هذا اللاعب على إشراكه حتى لو أن هناك لاعبا أو اثنين في فريقنا ممن أحضرناهم في قمة مستواهم، إنه من الذين يستحوذن على الاهتمام كثيرا، وسوف يساعد وجوده على أبراز قدرات زملائه، فقد ساهم أسلوب توزيعه للكره من الخلف في تغيير طريقة لعبنا».
وأضاف باردو: «إن محاولة عمل تغييرات جوهرية في طريقة أداء الفريق أمر لا يخلو من مخاطرة كبيرة، لكن لا توجد مخاطرة من دون مكافأة: فالبقاء في نصف الجدول العلوي لخمس سنوات هو أفضل ما حققه كريستال بالاس في تاريخه، ولا تزال هناك مكافآت مالية في حال واصل الفريق التقدم. فاللعب بطريقتنا الحالية سوف يأخذنا للمركز الرابع عشر أو الخامس عشر، وليس لدينا مشكلة في ذلك. الآن، يمكننا أن ننهى الموسم في المركز الرابع عشر، لكن يمكننا تطوير طريقة لعب الفريق، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق الاحتفاظ بمجموعة اللاعبين. إن استطعت أن أفعل ذلك لعامين، وأضيف لتلك المجموعة من اللاعبين بعض التعاقدات الجديدة في يناير (كانون الثاني) وفي الصيف، فسوف تكون لدينا فرصة عظيمة للمشاركة في بطولات أوروبا مستقبلا. الأمر يتعلق بقدرتي على الاحتفاظ بجاهزيتهم ولياقتهم، في حال تألق بنتيكي وسجل 20 هدفا هذا الموسم ربما نسمع فريق باريس سان جيرمان يطرق بابنا طلبا لضمه، ولو حدث هذا فسيرحل عنا، ووقتها سأبحث عن بديل له في حدود ميزانية نادينا. كل تلك الأشياء واردة الحدوث، لكن في الوقت الحالي، نستطيع القول إننا بنينا سفينة جيدة، وإنها تبحر في المسار الصحيح».
قوة العلاقة بين باردو وباريش، رئيس النادي، تعتبر أمرا جوهريا «إذ إن هناك تواصلا منتظما مع المستثمرين الأميركيين غويش هريس وديفيد بليتزر اللذين يجرى الرجوع إليهما في القرارات الهامة، وهم بالفعل يدركون الحاجة لتطوير ملعب سيلهارست بارك، وسيتم هذا قريبا. وكان المستثمران قد تحمسا في السابق لفكرة شراء اللاعب بنتيكي بمبلغ قياسي بلغ 27 مليون جنيه إسترليني، كما أنهم قرروا شراء مانداندا بلا تردد. الملاك الأميركيون محللون جيدون في الرياضة، وهذا هو السبب في أنهم بارعين في تقييم الصفقات في لعبة البيسبول، لكنهم ليسوا بهذه البراعة في كرة القدم لأنها لعبة لا تخلو من المفاجآت».
ويقول باردو: «لهذا، فإن الإحصائيات لا تعكس الصورة الكاملة. هذا ما تعلمته. تعلمت أنه إذا اعتمدنا فقط على الأرقام، فلن نضمن النجاح، وهذا سبب في الكثير من المشكلات بين المدربين وملاك الأندية، لكن ستيف دائما ما يساعدني على توصيل رسالتي بالشكل الصحيح. وديفيد وغوش حريصان على تطوير النادي، فإعادة تطويره يمثل أهمية كبيرة لهما، وهما بالفعل يمثلان أهمية كبيرة للناس هنا. لكن مشكلتنا هي، شأن أي نادي آخر في الدوري الممتاز، أن لاعبينا الناشئين في حاجة لأن يتخطوا مستوى اللاعبين الدوليين كي يتمكنوا من الجلوس على مقعد البدلاء. لكنني أستطيع أن أمنح فرصا فريدة للاعبين الناشئين للوصول إلى الفريق الأول، فمثلا اللاعب لوك دريهر، 17 عاما، يتدرب بصفة يومية تقريبا. بالتأكيد الناشئين هنا لديهم فرصة كبيرة، لكن في الوقت نفسه عليهم إثبات جدارتهم».
وقد ينطبق الشيء نفسه على المدربين الإنجليز، إن أرادوا صنع لاعبين كبار، ويعد باردو الأكثر خبرة في النصف العلوي من الجدول حاليا، وفي سن الخامسة والخمسين لا يزال يمثل المستقبل للكثير من المدربين الإنجليز بالخارج.
وأضاف باردو: «مدير أعمالي دائما ما يطلب منى تعلم اللغة الإسبانية، لكن الكرة تتطور في الولايات المتحدة، وفي الصين»، ولهذا فسوف يصبح باردو مدربا لمنتخب بلاده يوما ما. والآن، يدعم صديقه ورفيقه السابق في النادي غاريث ساوثغيت باعتباره «الرجل الأنسب» لتحقيق طموحات فريق بلاده.
على فريق كريستال بالاس أن يتأمل حال ليستر سيتي، فلا يزال يكافح لتعويض رحيل نغولو كونتي في الصيف، ورغم ذلك يتباهي بانتصاره في دوري الأبطال الأوروبي.
ويقول باردو: «لننسى دوري الأبطال الأوروبي، فسوف نحقق هذا الهدف على المستوى البعيد، لكن دعونا نفكر في مباراتنا المقبلة، فقد عدنا للتو من هزيمة، وأصبحت المباراة التالية هي الأهم، فهي بالنسبة لنا قمة مباريات الدروي الممتاز»، مضيفا: «يتحتم علي الآن المحافظة على التوازن بين حماية فريقي من رد فعل منافسينا، والمحافظة على سير الأمور والدفع به للأمام. ما يعنيني هو أن أتأكد من أن فريقي يعرف ما هو مقبل عليه، وكيف يتعامل معه، وكيف يستغله. كل هذا بالإضافة إلى المراجعة والتحليل وتقارير الكشافة وتكليفات اللاعبين بالمنزل (مراجعة المقاطع على أجهزة آي فون)، وعمل التمارين وحضور الاجتماعات، كل ذلك يهدف إلى ضمان تنفيذ خطط الفريق بالشكل الصحيح، سنعيد ذلك في كل مرة استعدادا للمباراة التالية. هذا ما قاله الرجل بمنتهى الحماس وهو في بيته ووسط بيئته.



لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.