مع بدء إحياء الذكرى السنوية الستين لمجزرة كفر قاسم، التي تصادف يوم غد، خرجت القيادات السياسية والاجتماعية من مختلف الأحزاب والتيارات في المدينة، مطالبة الحكومة الإسرائيلية بالاعتراف بمسؤوليتها ومعاقبة المسؤولين عن تنفيذها الذين ما زالوا طلقاء، وتعويض الضحايا عما أصابهم من خسائر مادية ومعنوية وصحية.
وفي اجتماع عام للجنة الشعبية لإحياء الذكرى الستين لمجزرة كفر قاسم، أكد الحاضرون أنهم لا يحتاجون إلى الاعتذار الأدبي عن المجزرة، إنما يطالبون بشيء عملي يبين أن إسرائيل حقا آسفة عن هذه المجزرة وتريد فعلا تصحيح ما تسببت به من أضرار وتتعهد بألا يتم تكرار فعلة كهذه في المستقبل.
ومجزرة كفر قاسم وقعت كما هو معروف في 29 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1956، عندما كانت القوات الإسرائيلية تشارك الجيشين البريطاني والفرنسي في العدوان الثلاثي على مصر. فقد استغلت أحداث هذه الحرب، يومها، لكي تتخلص من أكبر كمية من المواطنين العرب (فلسطينيو 48) بترحيلهم نحو الضفتين الغربية والشرقية لنهر الأردن. ففرضت منع تجول على البلدة، وأطلقت النار على عشرات المواطنين العائدين من العمل في حقولهم ولم يكونوا قد أبلغوا عن منع التجول. وقتلت بذلك 49 شخصا بادعاء أنهم لم يلتزموا بالأمر العسكري.
وكان القتلى من الرجال والنساء والشباب والشيوخ والأطفال العائدين من الحقول والمزارع والمصانع. ومنذ ذلك الحين، يُحيي فلسطينيو 48 ذكرى المجزرة، ببالغ الغضب، خصوصا أن القتلة قدموا إلى المحكمة وحكم على قائدهم بدفع غرامة قرش واحد.
وعشية إحياء الذكرى اليوبيلية هذه السنة، ارتفعت أصوات يهودية تنادي بالاعتذار عن المجزرة بصورة علنية. لكن اللجنة رفضت اعتبار المسألة معنوية فحسب، وطالبت بالاعتراف بالمسؤولية عن المجزرة.
من جانبه، قال الشيخ إبراهيم صرصور، رئيس اللجنة التحضيرية لهذه المناسبة: «مجزرة كفر قاسم استهدفت تنفيذ عملية تطهير عرقي للفلسطينيين من إسرائيل». وأضاف صرصور: «لن نرضى بأقل من أن تعترف إسرائيل بمسؤوليتها القانونية والسياسية والأخلاقية الكاملة عن مجزرة كفر قاسم، بما يحمله هذا الاعتراف من استحقاقات مادية ومعنوية لن تعوض كلها قطرة دم واحدة من دماء الشهداء، لكنه أقل المطلوب تجاه هذه الجريمة المنكرة، استجابة إسرائيل لمطلبنا المشروع هذا لا تنازل عنه. ولكن مع الأسف، ترفض إسرائيل رغم مرور 60 عامًا على المجزرة الاعتراف بمسؤوليتها».
في الذكرى الـ60 لمجزرة كفر قاسم.. مطالبات فلسطينية بمعاقبة المسؤولين
تل أبيب ترفض الاعتراف بها إلى اليوم
في الذكرى الـ60 لمجزرة كفر قاسم.. مطالبات فلسطينية بمعاقبة المسؤولين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة