وتيرة المشاريع في جزيرة ياس تدفع سوق أبوظبي العقارية للنمو

رئيس التطوير في شركة «الدار»: الطلب متواصل في ظل توفر فرص العمل

أحد المشاريع العقارية في جزيرة ياس الإماراتية («الشرق الأوسط»)
أحد المشاريع العقارية في جزيرة ياس الإماراتية («الشرق الأوسط»)
TT

وتيرة المشاريع في جزيرة ياس تدفع سوق أبوظبي العقارية للنمو

أحد المشاريع العقارية في جزيرة ياس الإماراتية («الشرق الأوسط»)
أحد المشاريع العقارية في جزيرة ياس الإماراتية («الشرق الأوسط»)

تسير وتيرة الأعمال في المشاريع العقارية بجزيرة ياس في العاصمة الإماراتية أبوظبي بشكل متتابع، وفقًا للخطة الاستراتيجية التي تعمل عليها شركة الدار العقارية المطور الرئيسي للجزيرة، وذلك بهدف أن تجعل من الجزيرة وجهة عقارية وسياحية جاذبة في المنطقة.
وقال طلال الذيابي الرئيس التنفيذي للتطوير في «الدار العقارية» إن خطة تطوير منظومة جزيرة ياس تأتي ضمن خطة التطوير في العاصمة «أبوظبي 2030»، التي وُضعت من قبل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني لتحديد توجهات الاستثمار في العاصمة، مشيرًا إلى أن «استراتيجية جزيرة ياس تكمن بأن تكون الوجهة السياحية والترفيهية في المنطقة، حيث كانت أولى خطوات الاستثمار في عام 2009، من خلال انطلاق أول سباق للـ(فورمولا 1)، إضافة إلى استكمال الفنادق».
وأضاف: «كنا نسعى للانتهاء من البنية التحتية، وهي الخدمات والجسور التي تربط الجزيرة مع الطرق والكهرباء وغيرها، بالإضافة إلى تكوين المكونات الرئيسية للجزيرة كحلبة السباق، التي يتجاوز مفهومها سباق (الفورمولا 1)، حيث يتم استخدامها أكثر من 300 يوم، لرياضات سيارات وغيرها»، كما عملت الشركة على تطوير الحدائق الترفيهية في الجزيرة، كحديقة «عالم فيراري» و«ياس واتر وولد»، في الوقت الذي يسير العمل في المشروع الذي أعلن قبل عدة أشهر من خلال شركة ميرال بتطوير الحديقة الترفيهية «وارنر براذرز»، الذي يعتبر إضافة مختلفة للحدائق الموجودة.
وكانت شركة الدار العقارية قد بدأت عمليات التطوير في جزيرة «ياس 2006»، وذلك لتحويل الجزيرة إلى وجهة للسائحين والمسافرين بغرض الأعمال من حول العالم، حيث تم ضخ استثمارات بلغت أكثر من 40 مليار دولار لتطويرها، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من مرحلة تشييد إضافية في عام 2018 بحسب المعلومات الصادرة من الشركة.
وبالعودة إلى الذيابي، قال إن جزيرة ياس اكتملت فيها المراحل الرئيسية مع افتتاح مجمع «ياس مول»، الذي سجل 20 مليون زائر في العام الأول، وأضاف: «نتوقع زيادة خلال الأعوام المقبلة».
وأشار إلى أنه في عام 2014 بدأت الشركة في طرح المشاريع السكنية، من خلال الإعلان عن مشروع أنسام والذي يحتوي 540 وحدة سكنية تم بيع أكثر من 90 في المائة من تلك الوحدات، وفي عام 2015 تم الإعلان عن مشروع «ميان»، وهو ما يقارب 800 شقة سكنية، وبلغ البيع فيه نحو 80 في المائة في أقل من عام منذ إطلاق المشروع، وزاد: «كذلك أطلقنا في 2015 (ويست ياس)، تم طرح ألف وحدة سكنية، وفي أبريل (نيسان) الماضي تم الإعلان عن مشروع «ياس ليكرز»، وهو مشروع مختلف عن المشاريع السابقة من خلال توفير فلل وتاون هاوس للأجانب، والأجانب العرب على الاستثمار في الوحدات السكنية بهذا المشروع».
وأكد وجود مشاريع متعددة أطلقت في أبوظبي لمشاريع الفلل السكنية، إلا أن مشروع «ياس ليكرز» يستهدف شريحة كبيرة من العاملين في حقل التعليم والطب والشركات الكبرى، الذي يوفر منتجات لهم، خصوصًا في ظل وجود المشروع بالقرب من مشاريع الخدمات والمرافق، وقال: «تم إطلاق أول مرحلتين في مشروع (ياس ليكرز)، الذي تم تقسيمه إلى 6 مراحل، عبارة عن 392 وحدة سكنية وتم البيع خلال 4 شهور بنسبة وصلت إلى 90 في المائة من الوحدات، وسيتم فتح المرحلة الثالثة، التي تستهدف المستثمرين الخليجيين بشكل أكثر».
وتابع الذيابي أن «المشروع يوفر سكنًا ملائمًا للشخص وعائلته، في حين نتوقع أن يوفر للاستثمار عائدًا سنويًا عاليًا قد يصل ما بين 7.5 إلى 8 في المائة، في الوقت الذي تتوفر التسهيلات لمواكبة الوضع الحالي في السوق وخطط الدفع الميسرة للمستثمرين من خلال الدفعة الأولى بنسبة 5 في المائة فقط والدفعة الثانية بعد عشرة أشهر، و70 في المائة عند التسليم، وخلال ثلاث سنوات لن يتم دفع إلا 30 في المائة، في حين وضعت نسبة 70 في المائة في النهاية لكونها صعبة في البداية».
وحول وضع السوق العقارية في العاصمة أبوظبي، قال الرئيس التنفيذي للتطوير في «الدار العقارية» إنه منذ بداية 2016 كان هناك تحول في القطاع العقاري بأبوظبي، متمثل بالقوانين العقارية الجديدة، والتي تم اعتمدها من الحكومة وتشرف عليها دائرة الشؤون البلدية، ووضعت هذه القوانين للشفافية ولزيادة ثقة المستثمرين سواء المحليين من مواطنين أو أجانب أو المستثمرين من الخارج.
وتابع أن «الأموال المستثمرة في المشاريع العقاري ستوضع في حسابات ائتمان ولا تستخدم إلا على هذا العقار أو المشروع الذي تم الدفع من أجله، وبالتالي يحفظ حقوق المستثمرين، سواء استمر المستثمر أو لا، خصوصًا في ظل التخوفات السابقة من تعطل عدد من الاستثمارات العقارية بسبب دفع مبالغ من دون تسليم وحدات عقارية».
وزاد الذيابي أن «هذه القوانين العقارية على الرغم من أنها تضع شروطًا صعبة وقوية على المطورين، فنحن نرحب بها، لأن السوق العقارية كلما كانت شفافة كانت جذابة أكثر للمستثمرين، يجب علينا أن نعمل ونواكب من هذا المنظور، ونحن لا بد أن نلتزم بجميع الشروط بالتراخيص والاعتمادات، حيث كان في السابق من الممكن إطلاق المشروع منذ بداية التصميم وبدء البيع مبكرًا، وقد يتعرض المشروع للتغيير في المساحة أو الارتفاعات أو غيرها من الأمور الهندسية والفنية، لكن اليوم يجب الالتزام بما تم عرضه في البداية من كل التصاميم».
وشدد على أن الشروط التي تم وضعها تعمل على ضبط عمليات التطوير في السوق العقارية بأبوظبي، وبالتالي ينعكس على سمعة الاستثمار في العاصمة، خصوصا أن من المستثمر لن يفرق بين المطور الضعيف والمطور الملتزم، وفي النهاية يشير إلى انه استثمر في أبوظبي.. وهو ما يجعل القوانين في الوقت الحالي صارمة أكثر بهدف الحفاظ على السمعة التي اكتسبتها السوق العقارية في العاصمة الإماراتية (على حد قوله).
وعن عمليات الطلب، قال الذيابي: «اليوم تحكمنا عدة جوانب في انخفاض سعر البترول، وانخفاض الاستثمار الحكومي في بعض المجالات، ولكن في الوقت ذاته، الاستثمار في بعض القطاعات مستمر، كالطيران، الذي يشهد توسعًا، كالتوسع في شركة طيران الاتحاد، وسوق أبوظبي المالي في جزيرة المارية، التي ستكون منطقة حرة جديدة، والتي ستكون مقر لشركات عالمية جديدة، وبالتالي ستكون هناك فرص عمل، كذلك لدينا الاستثمار في مصدر من ناحية الطاقة المتجددة، والاستثمار في (إينك) بالطاقة النووية، والاستثمار في قطاعات الصحة والتعليم في مشاريع مثل (جامعة خليفة) و(كلايفنك كلينيك) والمشاريع الصناعية، وهذه الاستثمارات والشركات تؤدي إلى زيادة في فرص العمل، سواء من الداخل أو الخارج، وبالتالي هؤلاء يبحثون عن السكن الملائم أو المدارس المراكز التجارية للترفيه وهو ما يجعل عملية تحريك القطاع العقاري مستمرة».
ولفت إلى أن معظم المشاريع التي تم إطلاقها كانت نسب البيع بها عالية جدًا، ولكن السوق اليوم ليست هي السوق الذي كان في 2007 أو 2008، الذي شهد طفرة وهمية نوعًا ما، حيث كان هناك شراء سريع لأي عقار يتم طرحه، وكانت البنوك تمول أي شخص، وعند شراء الفرد الوحدة السكنية يطرحها في اليوم الثاني للبيع، مما أحدث فوضى في السوق، وقال: «اليوم المستثمر أصبح أذكى من خلال أخذه لوقت حتى يقرر».
وأكد أنه خلال الأربع أو خمس سنوات الماضية كان هناك استقرار في العقار، مع وجود زيادة في الطلب بنسب متفاوتة ما بين 3 إلى 5 في المائة، ولا توجد زيادة في الأسعار 20 إلى 30 في المائة عامًا بعد عام كما كان في السابق، مما يعطي استقرارية للسوق العقارية خلال الفترة المقبلة.
يُذكر أن شركة الدار العقارية التي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها، تعد من أكبر المطورين العقاريين على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتبلغ قيمة أصولها نحو 10 مليارات دولار.
وعملت الشركة على تطوير مجموعة من المشاريع العقارية وأكبرها في إمارة أبوظبي، مثل حلبة سباق «فورمولا 1» على جزيرة ياس، ومنطقة شمس أبوظبي على جزيرة الريم، وتمتلك محفظة عقارية تتضمّن عقارات السكنية، وعقارات التجزئة، والعقارات التجارية، كما تمتلك الشركة تسعة فنادق تضم أكثر من 2500 غرفة للنزلاء، ومخزونًا ضخمًا من الأراضي تزيد مساحتها عن 75 مليون متر مربع، ويقع نحو 90 في المائة منها في مناطق استثمارية.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».