البنوك العربية لديها القدرة على حل المشكلات الاقتصادية في العالم العربي

العناني يدعو إلى تسهيل التمويل وإعادة النظر في الكفالات المالية

على المصارف العربية أن تضع سياسات على مستوى العالم العربي تمكن من تعزيز الاشتمال المالي وتحسين مستوى الرفاه الاجتماعي والاستقرار المالي ({غيتي})
على المصارف العربية أن تضع سياسات على مستوى العالم العربي تمكن من تعزيز الاشتمال المالي وتحسين مستوى الرفاه الاجتماعي والاستقرار المالي ({غيتي})
TT

البنوك العربية لديها القدرة على حل المشكلات الاقتصادية في العالم العربي

على المصارف العربية أن تضع سياسات على مستوى العالم العربي تمكن من تعزيز الاشتمال المالي وتحسين مستوى الرفاه الاجتماعي والاستقرار المالي ({غيتي})
على المصارف العربية أن تضع سياسات على مستوى العالم العربي تمكن من تعزيز الاشتمال المالي وتحسين مستوى الرفاه الاجتماعي والاستقرار المالي ({غيتي})

دعا نائب رئيس الوزراء الأردني للشؤون الاقتصادية، جواد العناني، البنوك العربية إلى تمكين المواطنين من الوصول إلى التمويل وإعادة النظر في الكفالات المالية على مستوى الوطن العربي.
وأكد العناني، خلال افتتاح أعمال «منتدى الشمول المالي.. التوجه الاستراتيجي للاستقرار المالي والاجتماعي»، أمس الثلاثاء، الذي نظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، والبنك المركزي الأردني وجمعية البنوك في الأردن، أن البنوك العربية لديها القدرة على توجيه وحل المشكلات الاقتصادية في الوطن العربي بما لديها من موجودات مالية كبيرة.
وقال إن موضوع «الشمول المالي يكتسب أهمية كبيرة لتمكين المؤسسات والمواطنين من الوصول إلى مصادر التمويل وبحثه من قبل البنوك، وفي هذا الوقت، يعبر عن الشعور العميق من قبل البنوك بالمسؤولية تجاه التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، مشددًا على حقيقة أن البنوك «وجدت لتعميم الفائدة وليس لاحتكارها»، في ضوء أهمية دور اتحاد المصارف العربية وصندوق النقد العربي لتعزيز الشمول المالي.
ودعا العناني إلى «توفير الوسائل المالية معقولة التكلفة للشباب والنساء لتمكين هذه الفئة من المجتمع، ومكافحة الفقر والبطالة، وتحفيز القطاع الخاص، ليتحول الشباب والنساء إلى خالقين لفرص العمل لا باحثين عنها، وتعزيز مبدأ التشغيل وليس التوظيف».
بدوره، قال محافظ البنك المركزي الأردني، زياد فريز، إن الأزمة المالية العالمية الأخيرة كشفت الستار عن خلل هيكلي في النظامين المالي والمصرفي العالميين؛ فبعد ما يزيد على 700 عام منذ ظهور أول بنك في العالم، نجد أن أكثر من نصف البالغين في العالم مستبعدون ماليا ويعملون خارج نطاق النظام المالي الرسمي.
وأضاف أن هناك تفاوتا كبيرا بين البلدان المتقدمة والنامية فيما يتعلق باستخدام الخدمات المالية الرسمية وبما يزيد على النصف، في حين يختلف مستوى الاشتمال المالي بشكل كبير بين البلدان النامية نفسها، وتعد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا عموما وجنوب الصحراء الكبرى من أعلى نسب العالم في الاستبعاد المالي، وتتفاقم المشكلة بين الجنسين، والفئات العمرية والمناطق الجغرافية في البلد الواحد.
وبين فريز أن الدراسات والتجارب تشير إلى العلاقة القوية بين الاشتمال المالي وتحقيق التنمية المستدامة؛ حيث يسهم الاشتمال المالي في الحد من الفقر ومكافحته، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستقرار المالي.
وأشار إلى معاناة الشركات الصغيرة والمتوسطة والمشروعات الصغرى في الدول العربية، خصوصا التي تستقبل اللاجئين بكثافة، في الحصول على التمويل المناسب وبتكاليف معقولة، «فغياب تماثل المعلومات يشكل عائقا كبيرا أمام مجموعة من السكان والشركات الصغيرة في الحصول على الائتمان».
وأكد محافظ البنك المركزي الأردني أنه تقع على «عاتق المصارف العربية مسؤوليات جمة، حيث يجب عليها أن تضع سياسات على مستوى العالم العربي تمكن من تعزيز الاشتمال المالي وتحسين مستوى الرفاه الاجتماعي والاستقرار المالي».
وأوضح أن البنك المركزي يعمل على تنفيذ برامج مساندة لربط كل أنظمة الدفع والتحويل معا ومع الخدمات عبر الهاتف النقال، في الوقت الذي بدأ فيه تعزيز التثقيف المالي بإطلاق برنامج الثقافة المالية بالتعاون مع مؤسسة إنجاز ووزارة التربية والتعليم، ابتداء من الصف السابع مع توسيع نطاق هذا البرنامج ضمن المنهاج المدرسي، حتى الصف الثاني عشر مع حلول عام 2021.
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة جمعية البنوك في الأردن، موسى شحادة، إن موضوع الشمول المالي أصبح أحد المواضيع الرئيسية المطروحة على طاولة الاجتماعات المالية والاقتصادية المحلية والدولية، لكونه مدخلا رئيسيا في بناء استراتيجيات التنمية الشاملة والمستدامة في مختلف دول العالم، ولدوره في محاربة الفقر والبطالة، وفي زيادة الإنتاجية، وتحسين آفاق التنمية وتحسين الاستقرار المالي والاجتماعي.
وأضاف أن مفهوم الشمول المالي يشير إلى إتاحة واستخدام الخدمات المالية كافة لمختلف فئات المجتمع، وبخاصة تلك المهمشة والمحرومة من ذوي الدخل المحدود والفقراء، وذلك من خلال القنوات الرسمية وابتكار خدمات مالية أكثر ملاءمة وبتكاليف منافسة وعادلة، لتفادي لجوء تلك الفئات إلى القنوات والوسائل غير الرسمية مرتفعة التكاليف، التي لا تخضع لحد أدنى من الرقابة والإشراف.
وأكد أمين عام اتحاد المصارف العربية، أسامة فتوح، أن أحد أسباب انتشار الفقر في العالم هو غياب الخدمات المالية، حيث إن 38 في المائة من سكان العالم، ويشكلون نحو ملياري نسمة، لا يوجد لديهم حسابات مصرفية ولا تقدم لهم خدمات مالية.
ولفت إلى تضارب الإجراءات التي تقوم عليها المؤسسات المالية في العالم، التي تحث في جانب منها على تحقيق الاشتمال المالي في الوقت الذي تتشدد فيه بتطبيق معايير (دي رسكنج) أي تقليل المخاطر نتيجة انتقال الأموال وفتح الحسابات.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».