مطعم «وايت آند بلو».. سحر اليونان بالإسكندرية

أطباق شهية وبانوراما 360 درجة لأشهر موانئ العالم القديم

جلسة جميلة في الهواء الطلق - أسماك طازجة - «وايت آند بلو» وأجمل إطلالة على البحر («الشرق الأوسط»)
جلسة جميلة في الهواء الطلق - أسماك طازجة - «وايت آند بلو» وأجمل إطلالة على البحر («الشرق الأوسط»)
TT

مطعم «وايت آند بلو».. سحر اليونان بالإسكندرية

جلسة جميلة في الهواء الطلق - أسماك طازجة - «وايت آند بلو» وأجمل إطلالة على البحر («الشرق الأوسط»)
جلسة جميلة في الهواء الطلق - أسماك طازجة - «وايت آند بلو» وأجمل إطلالة على البحر («الشرق الأوسط»)

دوما ما ترتبط زيارة الإسكندرية لدى عشاقها بـ«أكلة سمك» وهناك بالفعل الكثير من مطاعم المأكولات البحرية التي تتنافس في تقديم ما لذ وطاب من الأسماك الطازجة، إلا أن لهذا المطعم سحرا خاصا، ربما لأنه يقع بداخل النادي اليوناني أحد الشواهد الباقية على وجود الجالية اليونانية، ناهيك عن موقعه الساحر على بعد خطوات معدودة من قلعة قايتباي التاريخية وإطلالته على أروع منظر بانورامي لمدينة الإسكندرية من حي بحري، حيث الميناء الشرقي أحد أهم موانئ العالم القديم.
يقع المطعم بالطابق الثاني ولست في حاجة لأن تكون عضوا بالنادي فهو يستقبل الجميع من مختلف الجنسيات دون استثناء. وبمجرد دخولك ستشعر بأنك انتقلت لجزيرة يونانية، وليست الموسيقى والأغاني اليونانية هي السبب؛ بل تصميم المطعم وديكوراته التي تزدان باللونين الأبيض والأزرق، فكل تفاصيل الديكور عبارة عن هذين اللونين فقط، وبالطبع لا أروع من روعة وبهاء سماء بحري بالأبيض والأزرق السماوي مع زرقة البحر، فهذا المطعم ينفرد دونا عن أي مطعم آخر بالإسكندرية بموقع ساحر يضمن لك بانوراما 360 درجة للإسكندرية، ناهيك عن وجود الكثير من رواد المكان من اليونانيين، حيث تسمع اللهجة اليونانية الساحرة في كل مكان حولك. يمتلك المطعم حاليا رئيس الجالية اليونانية بالإسكندرية جون سيوكس أحد أفراد الجيل الثالث من اليونانيين السكندريين وله عدد من المطاعم ذات الطابع اليوناني المنتشرة في الإسكندرية، التي تعكس روح الإسكندرية اليونانية بكل تفاصيلها ومنها مطعم سانتا لوتشيا الأنيق بمحطة الرمل، إلا أن هذا المطعم بموقعه الساحر يتميز عنها جميعا.
وكي تضمن الاستمتاع بأكلة السمك على طاولة مطلة على البحر فعليك أن تؤكد حجزك مسبقا، لأنك ستجد دوما طاولات تراس المطعم محجوزة. في مدخل المطعم توجد طاولة الأسماك الطازجة حيث يمكنك انتقاء ما تود التهامه بالكيلو، كما يوجد لوح خشبي مدون عليه الأسعار وفقا لأنواع الأسماك وفواكه البحر، وكل ما عليك هو اختيار طريقة الطهي سواء سنجاري في الفرن أو الشي بالزيت والليمون على الطريقة اليونانية أو الشي على الفحم أو صينية لكن أنصحك إذا كانت تلك زيارتك الأولى للإسكندرية فيمكنك تجربة السمك بالبطاطس في الفرن لكن يجب أن تناقش الأمر مع الشيف فيما يتعلق بنوعية الأسماك لأن هذه الطريقة مخصصة لأنواع معينة من الأسماك كالبوري والوقار والبوري مثلا ولا تتماشى مع أنواع أخرى مثل الدينيس والبربون. وما إن تختار طاولتك وتستنشق نسيم البحر العليل ستقع بين يديك قائمة الطعام وكن على يقين بأن فضولك سيجعلك تود أن تتذوق كافة الأصناف. لكن عن تجربة ننصح بتجربة سمك «البيساريا» الصغير كمقبلات فاتحة للشهية، وهو طبق «آثيرينا» باليونانية وهو صنف لذيذ من الأسماك المتناهية الصغر المتبلة تقدم مقلية ويتم تناولها كلها كمقرمشات، إلى جانب السلطة اليونانية والتي ستغير من قناعتك بأن ما تناولته سابقا في مطاعم أخرى هو صنف «السلطة اليونانية»؛ فكل مكون من مكوناتها له مذاقه الواضح والطازج بداية من الطماطم والجبن الفيتا والزعتر والزيتون الأسود والخيار وزيت الزيتون اليوناني. وهناك اختيارات واسعة ومنها سلطة الحمص أو الطحينة أو البابا غنوج.
وكان من المقبلات الرائعة بالنسبة لي اكتشاف فاهيتا السبيط التي تقدم باحترافية شديدة وسوف تتذوقها عيناك قبل أن تأكلها، هناك أيضا بيض السمك بزيت الزيتون وكروكيت الجبنة والكوسة المقلية. ويمكنك تجربة الرنجة اليونانية المطهوة على الفحم أو الكفتة اليونانية الشهية.
بالنسبة للحساء فيمكنك تناول حساء السي فوود الشهي «بساروسوبا» أو شوربة العدس التي تشبه كثيرا الطريقة السكندرية. يقدم المطعم الأطباق الكلاسيكية اليونانية الشهيرة مثل الموساكا، وهي عبارة عن شرائح الباذنجان والبطاطس والجبن مغطاة باللحم المفروم والصوص الأبيض، وأيضا «بيف سوفلاكي» وهو صنف يطهى فيه اللحم بطريقة «شيش طاووق».
وهناك أصناف من الباستا والأسباغيتي مع السي فوود ويقدم المطعم منها تشكيلة واسعة تناسب كل الأذواق، وفي الحقيقة صوص الكريمة الأبيض مع الثوم لا يقاوم. ولكي تتذوق وجبة أسماك على الطريقة المتوسطية يمكنك تجربة أرز صيادية بقطع الأسماك والجمبري والمكسرات، فهو يأخذ الحواس. ويمكنك أن تنهي وجبنتك على الطريقة المصرية بكوب من الشاي بالنعناع، خاصة أن هناك قناعة لدينا كمصريين بأن الأسماك من المأكولات التي تؤدي للنعاس.
ومقارنة بمطاعم الأسماك في مصر، فالأسعار معقولة جدا مقارنة بالجودة والحرفية التي تقدم بها فغالبا ما تتراوح الفاتورة ما بين 200 إلى 400 جنيه مصري. يقوم بالإشراف على المطعم شيف يوناني مخضرم ويساعده نخبة من الطهاة المصريين الذي تلقوا تدريبا عاليا في اليونان، لذا فإنك لن تجد فارقا بين ما تتناول في الإسكندرية وأي جزيرة يونانية. ويعتبر المطعم أحد أهم معالم الإسكندرية لذا ستجد كبار الزوار من الشخصيات الدبلوماسية وجميع المشاهير في كافة المجالات من زواره ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: سفراء الدول الأجنبية والعربية، والفنانون ومنهم: أحمد حلمي والمطربة شيرين عبد الوهاب ويسرا وإلهام شاهين وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز، وملكات جمال العالم، والقائمة طويلة جدا.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.