الجيش اليمني على مشارف طريق لحج ـ تعز

الإمارات تقدم زوارق بحرية لتأمين المياه الإقليمية بعدن وباب المندب

عنصران من المقاومة يتجهزان لعملية اقتحام جديدة في إحدى جبهات محافظة لحج («الشرق الأوسط»)
عنصران من المقاومة يتجهزان لعملية اقتحام جديدة في إحدى جبهات محافظة لحج («الشرق الأوسط»)
TT

الجيش اليمني على مشارف طريق لحج ـ تعز

عنصران من المقاومة يتجهزان لعملية اقتحام جديدة في إحدى جبهات محافظة لحج («الشرق الأوسط»)
عنصران من المقاومة يتجهزان لعملية اقتحام جديدة في إحدى جبهات محافظة لحج («الشرق الأوسط»)

أرجع قائد عسكري في الجيش اليمني استمرار ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في حشد تعزيزاتها العسكرية والوصول إلى كرش رغم الخسائر الكبيرة في العتاد والأرواح التي تتلقاها على أيدي قوات الجيش الوطني والمقاومة إلى أهمية كرش الاستراتيجية التي تربط لحج وتعز وتخوفها من توغل قوات الجيش الوطني والمقاومة في مناطق تعز بعد سيطرتها الكاملة على كامل مناطق وأراضي محافظة لحج.
وعزا اللواء فضل حسن العمري قائد محور العند سبب استماتة الميليشيات في الوصول إلى مناطق مديرية كرش الحدودية التي تربط بين محافظتي تعز ولحج، إلى أن كرش تعد البوابة الرئيسية لقاعدة العند الجوية وسط لحج وأيضًا هي بوابة الدخول إلى عدن وخط الدفاع الأول للعاصمة المؤقتة.
ولفت القائد العسكري في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» وأكد قائد محور العند قائد جبهات كرش أن المواجهات تستعر مع الميليشيات الانقلابية في منطقة التبة الحمراء ومناطق شمال غربي مديرية كرش وكذا في المناطق القريبة من الشريجة والتباب والجبال والمرتفعات المطلة على مدينة القبيطة على مشارف محافظة تعز، مشيرا إلى أن الميليشيات تتكبد خسائر فادحة جراء محاولاتها المستمرة في العودة إلى مناطق كرش التي تم دحرهم منها وأن مدفعية الجيش وطيران التحالف مستمرة في استهداف أي تعزيزات للانقلابيين على حد قوله.
وكان طيران التحالف العربي قد شن في وقت متأخر من مساء أول من أمس غارتين جويتين على مواقع وتجمعات ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح بمناطق كرش الحدودية غرب محافظة لحج بجنوب البلاد والتي تشهد معارك مستمرة مع الانقلابيين عقب أقل من أسبوعين من إعلان قوات الجيش الوطني والمقاومة تحريرها كامل مناطق مديرية كرش.
وقال المتحدث باسم المقاومة وقوات الجيش الوطني في كرش قائد نصر الردفاني إن غارتين للتحالف استهدفتا أول من أمس مواقع للميليشيات الانقلابية منطقة مفرق زيد شمال غربي بلدة كرش، لافتًا بأن الغارة الجوية للتحالف دمرت آليات عسكرية للانقلابيين بينها دبابة وطقم عسكري مسلح على حد قوله.
وبالعودة إلى تطورات الأوضاع في جبهات الغربية والمحاولة التابعة لمديرية المضاربة المحاذية لمديرية الوازعية وهي مناطق ترتص على امتداد سلسلة جبلية تربط بين محافظتي لحج وتعز، تتواصل المعارك بشراسة بين ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة وبين المقاومة ورجال قبائل الصبيحة من جهة ثانية، وذلك عقب أقل من 36 ساعة من سيطرة المقاومة ورجال القبائل على مواقع مهمة كانت تحت سيطرة الميليشيات.
وعمدت الميليشيات الانقلابية إلى شن قصف عشوائي على مناطق المحاولة غرب مديرية المضاربة القريبة من كهبوب المطلة على باب المندب، وسط أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين وتدمير بعض منازل الأهالي، في محاولة للميليشيات للضغط على القوات الموالية للرئيس هادي واستعادة المواقع التي خسرتها أمام المقاومة أول من أمس.
وتشهد المناطق والجبال الرابطة بين مديرية المضاربة ورأس العارة التابعة لمحافظة ومديرية الوازعية التابعة لمحافظة تعز مواجهات ومعارك متقطعة وذلك بعد أن غيرت الميليشيات الانقلابية استراتيجيتها بهدف السيطرة على السلسلة الجبلية الغربية المطلة على كهبوب الاستراتيجية وممر الملاحة الدولي «باب المندب» وهو ما لم يتحقق للانقلابيين أمام صمود واستماتة قوات المقاومة الجنوبية ورجال القبائل من أبناء الصبيحة.
وعلى صعيد آخر قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرا عددًا من الزوارق البحرية لقوات الحزام الأمني بالعاصمة المؤقتة عدن، ولفتت مصادر أمنية في قيادة الحزام الأمني بأن الزوارق البحرية المقدمة من الإمارات تأتي بهدف تأمين المنطقة البحرية المحيطة بعدن وصولا إلى باب المندب.
وذكر مركز الإعلام الأمني التابع للحزام أن عملية نشر الزوارق تأتي كمرحلة ثانية بعد استكمال قوات الحزام الأمني تأمين المناطق البرية بمحافظات عدن ولحج وأبين، مشيرًا في الوقت نفسه بأن قوة متخصصة من الحزام الأمني ستتولى مستقبلا عمليات التأمين للمنطقة البحرية بخليج عدن وصولا إلى باب المندب.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».