الانقلابيون ينتحرون على أسوار كرش وبيحان وكهبوب

التحالف يستهدف تعزيزات للميليشيات بين شبوة ومأرب والبيضاء

الانقلابيون ينتحرون على أسوار كرش وبيحان وكهبوب
TT

الانقلابيون ينتحرون على أسوار كرش وبيحان وكهبوب

الانقلابيون ينتحرون على أسوار كرش وبيحان وكهبوب

تلاحق غارات التحالف تعزيزات ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في أكثر من جبهة يمنية، حيث استهدفت أكثر من 6 غارات جوية مواقع وتعزيزات الميليشيات الانقلابية أمس الأربعاء بمناطق وجبهات «مفرق الدهولي، جبل القويبل، الخيالة ومحيط بلبوم» بمديريات بيحان محافظة شبوة شرق البلاد والتي تربط شبوة بمحافظتي مأرب والبيضاء.
وقال الناطق باسم قوات اللواء 19 مشاه في بيحان عبد الكريم البرحي إن غارات التحالف العربي استهدفت عددا من مواقع الميليشيات الانقلابية؛ منها مناطق تموضع قوات الحوثيين العسكرية «مفرق الدهولي، جبل القويبل والخيالة ومحيط بلبوم» وألحقت بصفوف ميليشيات الحوثي وصالح خسائر كبيرة في الأرواح، مشيرًا إلى مشاهدتهم سيارات تنقل جثثا متفحمة للميليشيات جراء تلك الضربات، ونقل البعض منهم باتجاه محافظة البيضاء التي ما زالت تقبع تحت سيطرة الميليشيات.
وتأتي هذه الضربات بحسب الناطق البرحي في ظل استمرار الاشتباكات على الأرض بين الميليشيات الحوثية وميليشيات صالح من جهة والجيش ممثل في اللواء 19 مشاه والمقاومة من جهة أخرى، لافتًا في سياق تصريحاته الخاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاشتباكات تمركزت في مناطق وجبهات الساق ولخيضر وبلبوم واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة والخفيفة على حد قوله.
وخلال الأيام الماضية كثف طيران التحالف العربي غاراته على مواقع الحوثيين في مديريات بيحان الـ3 «عسيلان، عين، العليا» بشكل كبير، ووفقًا لمصادر ميدانية ومراقبين سياسيين فقد كانت الضربات موجعة للميليشيات الموجودة في بيحان سواء في العدة والعتاد العسكري أو في الأرواح، الأمر الذي انعكس من تلك الضربات إيجابا على معنويات الجيش الوطني والمقاومة وكذا السكان المحليين كحاضنة شعبية، وهو ما يعد مؤشرا لقرب بدء انطلاق معركة الحسم لتحرير ما تبقى من مناطق بيحان بمحافظة شبوة.
إلى ذلك، أفاد شهود عيان من جنود الجيش المرابطين في الخطوط الأمامية للتصدي للميليشيات وسكان محليون لـ«الشرق الأوسط» احتراق بعض من المعدات العسكرية للميليشيات الانقلابية جراء الضربات المكثفة لمدفعية اللواء 19 بمناطق خط تماس النار بين مديرتي عسيلان والعليا، وسط حالة من التخبط والارتباك التي تنتاب عناصر الميليشيات التي فر عدد كبير من مقاتليها ناحية محافظة البيضاء الكائنة جنوب شرقي محافظة صنعاء.
وأكد ناطق اللواء 19 مشاه بمديريات بيحان عبد الكريم البرحي استمرار المعارك وشن قوات الجيش والمقاومة هجمات مكثفة وكاسحة على مواقع تتمركز فيها عناصر الميليشيات؛ منها بيت آل الشكل الشريف وبيت منقوش غرب جبل بن عقيل وهي بيوت دخلها الحوثيون وجعلوا منها متاريس لهم بعد أن خرج أهلها جراء تعمد الحوثيين جعل المواطنين دروعا بشرية لحمايتهم من طيران التحالف ونيران الجيش والمقاومة، وقد تم تطهيرها بالكامل وكل المواقع المحيطة بها وغنم ما كان بها من أسلحة.
وتشهد جبهات مديريات بيحان «العين، العليا، عسيلان» مواجهات مستمرة بين ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة وقوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية من جهة ثانية، في ظل تعثر وفشل الميليشيات الانقلابية في إحراز تقدم لها، رغم استمرار توافد التعزيزات العسكرية لها من المحافظات الشمالية مأرب، صنعاء، البيضاء والدور الكبير في تقطيع أوصال الميليشيات لغارات التحالف العربي، أضف إلى ذلك وجود مقاتلين من المرتزقة الأفارقة في صفوفهم من القوات الإثيوبية والإريترية.
وكان العميد مسفر الحارثي قائد اللواء 19 مشاه أكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أول من أمس انتقال قيادات حوثية رفيعة من جبهات صراوح والبيضاء إلى جبهات بيحان لقيادة المعارك المشتعلة هناك ميدانيًا، مشيرًا إلى وجود قيادات لبنانية وإيرانية في صفوف الميليشيات الانقلابية لإدارة معارك بيحان الاستراتيجية المهمة، لافتًا إلا وجود مقاتلين أفارقة مرتزقة في صفوف الميليشيات الانقلابية.
وعلى صعيد التطورات الميدانية بجبهات كرش الرابطة بين محافظتي تعز ولحج تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة تحقيق انتصاراتها المتتالية بدحر ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح وتحرير كامل مدن كرش وتقدم كبير ناحية مناطق وجبال مطلة على الشريجة والقبيطة، حيث تشتد المعارك هناك من يومين.
وتتركز المواجهات شمال غربي مديرية كرش، حيث تواصل قوات الجيش والمقاومة دك مواقع الميليشيات بمناطق على أطراف محافظة تعز والتي باتت تحت مرمى نيران قوات الشرعية والتحالف العربي، في ظل وجود كميات كبيرة من الألغام العشوائية التي زرعتها الميليشيات الانقلابية في المنطقة بعد دحرها منها الأسبوع الفائت، وتشكل الألغام حجر عثرة أمام تقدم قوات الشرعية ناحية تعز.
فيما أرجع قائد محور العند اللواء فضل حسن سر استماتة الميليشيات في الوصول إلى مناطق كرش التي تربط بين محافظتي تعز ولحج، لكون منطقة كرش منطقة استراتيجية مهمة وهي البوابة الرئيسية لقاعدة العند الجوية وسط لحج وأيضًا هي بوابة الدخول إلى عدن، ونظرًا للأهمية الاستراتيجية لمنطقة كرش التي تربط لحج وتعز وتخوفها من توغل قوات الجيش الوطني والمقاومة في مناطق تعز بعد سيطرتها الكاملة على كامل مناطق وأراضي محافظة لحج.
فيما تشهد جبهات كهبوب المطلة على ممر الملاحة الدولية «باب المندب» غرب لحج هدوءا حذرا بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها الميليشيات عقب كل محاولة تقدم بتعزيزات عسكرية لها ناحية المنطقة الاستراتيجية التي تبعد 15 كيلومترا عن باب المندب جراء استمرار غارات التحالف المكثفة ومدفعية قوات الشرعية في دك تحركاتها في السلسلة الجبلية الصحراوية الرابطة بين مديرية ذباب التابعة لمحافظة تعز وباب المندب الذي يتبع محافظة لحج شمال عدن.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.