العشائر العربية تعود إلى قراها في أطراف الموصل بعد تأمينها من قبل قوات البيشمركة

أحد شيوخ قبيلة الشمر: عودة السكان إلى كل القرى العربية التابعة لناحية الربيعة غرب الموصل

عودة الحياة إلى القرى العربية جنوب شرقي الموصل («الشرق الأوسط»)
عودة الحياة إلى القرى العربية جنوب شرقي الموصل («الشرق الأوسط»)
TT

العشائر العربية تعود إلى قراها في أطراف الموصل بعد تأمينها من قبل قوات البيشمركة

عودة الحياة إلى القرى العربية جنوب شرقي الموصل («الشرق الأوسط»)
عودة الحياة إلى القرى العربية جنوب شرقي الموصل («الشرق الأوسط»)

على ضفة نهر الزاب الكبير (جنوب شرقي مدينة الموصل) تقع قرية أبو شيتة التابعة لناحية الكوير في قضاء مخمور.. سكان القرية العربية بدأوا في العودة إليها تدريجيا خلال اليومين الماضيين بعد أن أمنتها قوات البيشمركة، وذلك بعد أن اضطر سكان أبو شيتة في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي إلى إخلائها والنزوح إلى قرية أبو جردة التي كانت بمأمن من نيران «داعش».
عادل الزبيدي، الذي كان منشغلا مع أطفاله في تنظيف وترتيب منزله المتروك منذ نحو عامين، قال لـ«الشرق الأوسط» التي واكبت عملية عودة السكان إلى قراهم: «عدنا إلى بيوتنا بعد أن أمنت قوات البيشمركة قريتنا من خطر مسلحي تنظيم داعش».
قصف التنظيم المتواصل للقرية ترك آثار الدمار على غالبية أبنيتها ظاهرة للعيان. وأضاف الزبيدي أن التنظيم ألحق الدمار بالبيوت، «فالقرية كانت في مرمى نيرانه، وما زالت آثار سقوط قذائف ومدفعية وصواريخ التنظيم ظاهرة وبوضوح على منازل القرية وشوارعها، لذا نحن أخليناها قبل نحو عامين بمساعدة البيشمركة حفاظا على أرواحنا».
ويشتكي الزبيدي وأقرانه من سكان القرى العربية السنية الواقعة في حدود محافظة نينوى من تهميشهم من قبل الحكومة العراقية وعدم تقديم المساعدة لهم، ويوضح أن «الحكومة العراقية في بغداد لم تقدم لنا شيئا، ولولا إقليم كردستان، لأُبيد سكان هذه المناطق على يد (داعش) وتشردوا، لكن الإقليم مد لنا يد العون منذ اللحظة الأولى ووفر لنا الحماية».
من جهة أخرى، قال خالد مجول، مواطن آخر من سكان قرية أبو شيتة، إن منزله تعرض للقصف من قبل «داعش»، فلحقت به أضرار كبيرة، كما بين لـ«الشرق الأوسط» أن قذائف «داعش» أصابت المنزل وبيوت القرية الأخرى.
وكانت قوات البيشمركة تمكنت خلال عملية موسعة بإسناد من طائرات التحالف الدولي في منتصف أغسطس (آب) الماضي من تحرير 11 قرية في محوري الكوير والخازر شرق وجنوب شرقي الموصل، وتمكنت من تأمين القرى الواقعة على ضفتي نهر الزاب، فعادت الحياة إلى قرية أبو شيتة بعد تلك العملية لأنها أصبحت بمأمن من نيران التنظيم. وعادت نحو 150 عائلة إلى القرية التي تتألف من 600 دار يقطنها نحو 450 عائلة، حيث من المقرر أن تستمر عودة سكانها إليها تدريجيا.
بدوره، قال قائمقام قضاء مخمور، رزكار محمد إسماعيل، لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية عودة السكان إلى القرية مستمرة مع تواصل عمل الفرق الفنية في تأمين الخدمات الرئيسية لها من مياه الشرب والكهرباء، وتأمين البيوت، وهذا جزء من العملية التي ستستمر حتى بالنسبة لمركز ناحية الكوير والقرى الباقية التي ليست مؤمنة حاليا بالشكل الكامل».
وأردف إسماعيل أن حكومة إقليم كردستان هي التي تقدم الخدمات لقضاء مخمور وناحية الكوير والقرى والبلدات التابعة لها. وأشار إلى أنه يأمل في أن تلعب الحكومة الاتحادية في بغداد دورها بدعم هذه المناطق، من خلال برنامجها لإعادة الاستقرار إلى القرى التي نزح منها أهلها وإعادة إيوائهم فيها.
وكان النائب في مجلس النواب العراقي من محافظة نينوى، عبد الرحمن اللويزي المقرب من رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي ومن إيران وميليشياتها، اتهم قوات البيشمركة والحزب الديمقراطي الكردستاني بمنع العرب من العودة إلى قراهم المحررة في الموصل، لكن القبائل العربية في الموصل فندت تصريحاته.
وفي هذا السياق، شدد الشيخ ثائر عبد الكريم وطبان الجربا، أحد شيوخ قبيلة الشمر العربية، لـ«الشرق الأوسط» على أن «عبد الرحمن اللويزي لا يمثل العراق، ولا يمثل العرب، بل هو تابع لإيران وميليشياتها، وكلامه عن البيشمركة والحزب الديمقراطي الكردستاني بعيد كل البعد عن الصحة، وقبيلة الشمر ترفض كلامه رفضا قاطعا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.