أثارت الوثيقة التي طرحها وفد الهيئة العليا للمفاوضات في نيويورك، أمام ممثلي الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية عدد من الدول العربية والإسلامية، اهتمام المتابعين للقاءات الوفد على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وإن كانت التوقعات حول النتائج التي ستحصدها متواضعة، أمام التصلب الروسي الداعم للنظام السوري، وفي ظلّ عدم بروز تبدّل حقيقي في الموقف الأميركي مما يجري على الساحة السورية، إلا أن فاعلية طرح هذه الوثيقة في هذا التوقيت، ربما يحقق هدفين الأول إظهار الصورة الحقيقية للوضع السوري، وشرح جرائم الأسد للكثير من الدول، والثاني عدم ترك الساحة الدولية ملعبًا للنظام السوري وداعميه الإقليميين والدوليين.
وإذا كان من المبكر الحكم على نتائج لقاءات وفد المعارضة السورية في نيويورك، رأى سمير نشار عضو الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة سمير، أنه «من واجب الهيئة العليا للمفاوضات أن تذهب إلى نيويورك وتحمل همّ الشعب السوري ومطالبه بغض النظر عن حجم الحصاد». واعتبر في لـ«الشرق الأوسط»، أنه «من المهم في هذا الموسم السنوي، أن تذهب الهيئة العليا وترفع قضية الشعب السوري أمام أكبر عدد من دول العالم التي تتوافد إلى هناك، لأن الكثير من الدول لا تعرف ما يرتكبه النظام السوري، وسط الإعلام المضلل الذي يقول إن القوى المتطرفة هي المسيطرة في سوريا».
وقال نشار «عندما انطلقت الثورة السورية لم يكن هناك أي تنظيم متشدد لا داعش ولا أي تنظيم إسلامي، ولم يكن هناك رغبة في حمل السلاح لأكثر من تسعة أشهر، لكن استخدام الأسد للقوة المفرطة واستقدامه الميليشيات الشيعية مثل حزب الله والميليشيات العراقية وغيرها، اضطر الشعب السوري إلى حمل السلاح، ونشأ التطرف في المعسكر السني». وشدد على «واجب الهيئة العليا للمفاوضات أن تضع مطالب الشعب السوري عن الحرية والعدالة والدولة المدنية ودولة القانون أمام العالم، لا أن تترك الساحة الدولية للنظام السوري وللقوى المؤيدة له، التي تدعمه في جرائمه، كما فعلت روسيا أمس (الأول) في قصف قافلة الإغاثة». وكشف نشار عن إمكانية «تحقيق شيء ما، في ظل الحديث عن انعقاد اجتماع عالي المستوى مع ممثلين للبيت الأبيض وأعضاء الهيئة العليا للمفاوضات».
أما عضو الهيئة العليا للمفاوضات العميد أسعد الزعبي، فبدا أقل تفاؤلاً، إذ رأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «نسبة نجاح الوثيقة التي طرحها رئيس الهيئة في نيويورك تكاد تكون صفرًا، لأن الوثيقة نفسها عرضت أمام سفراء ما يسمّى أصدقاء الشعب السوري في لندن، ولم تلق أي ترجمة». وقال: «نحن عدنا إلى المربع الأول الذي يقول إذا كانت لدى المجتمع الدولي جدية، يمكن الوصول إلى بارقة أمل، لكن في غياب هذه الجدية يبدوا أننا نراوح مكاننا»، مشيرًا إلى أن «الروس والأميركيين هم من يتحكّم بمصير الشعوب، ومعلوم أن تدخل موسكو في أوكرانيا وتدخلها بقتل الشعب السوري يحصل بموافقة أميركية».
ولفت الزعبي إلى أن «أكثر من 10 آلاف شهيد سوري قضوا جراء القصف الروسي في سوريا، عدا عن تدمير مناطق سكنية ومشاف، ورغم ذلك هناك من يتحدث عن سوريا المفيدة، في غياب التأثير العربي أو الدولي». وأضاف: «منذ دخول الروس إلى سوريا، تبين أن هناك اتفاقات سرية من الأميركيين، ولم يكن هناك أي تأثير عربي وإسلامي على هذه السياسة وبالأمس سمعنا احتجاجا أوروبيًا على التفرد الأميركي الروسي باتفاق خفي في سوريا».
ولم يجد عضو الهيئة العليا للمفاوضات في الوثيقة إلا «محاولة إذا أصابها الحظ بالوصول إلى نتيجة، يكون ذلك جيدًا، وإذا لم يحالفها الحظ نكون سجلنا موقفًا أمام العالم عما يريده الشعب السوري والدول الشقيقة والصديقة مثل السعودية وتركيا». وأبدى الزعبي اعتقاده بأنه «لا قرار أميركيا روسيا، لتغيير موقفهما مما يجري في سوريا، لكن ربما نكون هناك آمال على الإدارة الأميركية الجديدة».
وثيقة الهيئة العليا للمفاوضات في الأمم المتحدة تتفاعل.. من دون إفراط بالتفاؤل
معلومات عن لقاء مرتقب بين وفد المعارضة وممثلين للبيت الأبيض
وثيقة الهيئة العليا للمفاوضات في الأمم المتحدة تتفاعل.. من دون إفراط بالتفاؤل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة