100 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعلنون الإضراب عن الطعام

تضامنا مع مالك القاضي والشقيقين محمد ومحمود البلبول

100 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعلنون الإضراب عن الطعام
TT

100 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعلنون الإضراب عن الطعام

100 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعلنون الإضراب عن الطعام

أعلن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية، عيسى قراقع، أن 100 أسير شرعوا في إضراب مفتوح تضامنا مع الأسرى المضربين، الشقيقين محمد ومحمود البلبول والأسير مالك القاضي. وأضاف قراقع، أمس، أن الأسرى امتنعوا عن تناول الطعام تضامنا مع رفاقهم المضربين.
وكان نادي الأسير الفلسطيني، قد أعلن أن 50 أسيرًا من حركتي فتح والجهاد الإسلامي، باشروا، أول من أمس، إضرابا مفتوحا عن الطعام، تضامنًا مع الأخوين البلبول ومالك القاضي، وأوضح أن «الإضراب سيكون على دفعات، في سجون النقب ونفحة وعوفر وريمون». وقد ارتفع عددهم إلى 100 بعد يوم واحد، ويتوقع أن يرتفع العدد، إذا لم تسارع السلطات الإسرائيلية إلى إلغاء الاعتقال الإداري بحق الأسرى الثلاثة.
ويواصل الأسرى البلبول والقاضي، إضرابهم المفتوح عن الطعام منذ شهر يوليو (تموز) الماضي ضد اعتقالهم الإداري. ويصارع الأسير مالك القاضي، المضرب عن الطعام منذ 72 يوما، الموت في مستشفى «وولفسون» في يافا، وهو في حالة غيبوبة منذ 8 أيام، وقد أصيب بالتهاب رئوي حاد، وانخفاض في دقات القلب، ومشاكل في المسالك البولية، وانتفاخ في العينيين، وفقدان السمع، وتلوث في الجسم، وما يزال في غرفة معقمة في قسم العناية المركزة، ولا يتجاوب جسمه مع العلاج المقدم له، وهو في حالة انهيار صحي خطير جدا. وتشهد الحالة الصحية للأسير محمد البلبول، الذي يقبع في المستشفى نفسه، ومحمود البلبول الذي يقبع في مستشفى «أساف هروفيه»، تدهورًا حادًا، حيث أصيبا بفقدان الرؤية وضعف النطق وآلام شديدة في المعدة وحالات غيبوبة متقطعة وتشنجات في أطراف الجسم، ويزداد وضعهما الصحي سوءا.
وقال مدير عام الوحدة القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إياد مسك، الذي زار الأسير المضرب محمد البلبول في المستشفى، إن «حكومة الاحتلال وأجهزتها العسكرية والقضائية والطبية تتحمل مسؤولية حياة محمد وشقيقه محمود ومالك القاضي، وإن اللجوء إلى قرار تجميد قرارات الاعتقال الإداري لهؤلاء الأسرى، لن يبرئ الاحتلال من أي مكروه يحدث لهم أو لأحدهم، لأنه هو الذي دفعهم إلى هذه الوضعية من خلال رسم طريق الموت لهم». وطالب مسك حكومة إسرائيل والجهاز القضائي التابع لها، بالإسراع في استبدال قرار تجميد الاعتقال الإداري للأسرى الثلاثة، بإنهائه بشكل واضح، وبالإفراج عنهم، وبالسماح بنقلهم للعلاج في المستشفيات الفلسطينية، وإلا فالسجون اليوم، وكذلك الشارع الفلسطيني، سيكون لهما موقف مغاير في حالة استشهاد أي من هؤلاء الأسرى.
المعروف أن الاعتقال الإداري في إسرائيل، يفرض وفقا لأنظمة الانتداب البريطاني، على نحو 750 أسيرا فلسطينيا، من دون توجيه تهمة ومن دون أساس لتقديمهم إلى المحاكمات. ويحارب الأسرى الفلسطينيون هذه الأنظمة عن طريق «نضال الأمعاء الخاوية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.