ألونسو: تركت ليفربول مُكرهًا.. وأريد الفوز بدوري الأبطال مع البايرن

النجم الإسباني الذي لعب تحت قيادة مورينهو وغوارديولا وأنشيلوتي وبينيتيز يرى أن خطوته القادمة ستكون في التدريب

ألونسو مازال في قمة تألقه مع بايرن ميونيخ  ومتعطش لمزيد من الألقاب (إ.ب.أ)- بينيتيز كان السبب في رحيل ألونسو عن ليفربول - ألونسو بقميص ريال مدريد - ألونسو يحتفل مع جيرارد بفوز ليفربول بدوري الأبطال
ألونسو مازال في قمة تألقه مع بايرن ميونيخ ومتعطش لمزيد من الألقاب (إ.ب.أ)- بينيتيز كان السبب في رحيل ألونسو عن ليفربول - ألونسو بقميص ريال مدريد - ألونسو يحتفل مع جيرارد بفوز ليفربول بدوري الأبطال
TT

ألونسو: تركت ليفربول مُكرهًا.. وأريد الفوز بدوري الأبطال مع البايرن

ألونسو مازال في قمة تألقه مع بايرن ميونيخ  ومتعطش لمزيد من الألقاب (إ.ب.أ)- بينيتيز كان السبب في رحيل ألونسو عن ليفربول - ألونسو بقميص ريال مدريد - ألونسو يحتفل مع جيرارد بفوز ليفربول بدوري الأبطال
ألونسو مازال في قمة تألقه مع بايرن ميونيخ ومتعطش لمزيد من الألقاب (إ.ب.أ)- بينيتيز كان السبب في رحيل ألونسو عن ليفربول - ألونسو بقميص ريال مدريد - ألونسو يحتفل مع جيرارد بفوز ليفربول بدوري الأبطال

إنها أجواء الشتاء، وقد بدأت الثلوج تتساقط برقة على جادة سابينر ستراس كثيفة الشجر التي تمتد من وسط ميونيخ باتجاه الجنوب. على أحد جانبي الطريق، وفي هدوء تقف البيوت المنخفضة للعائلات المنتمية للطبقة المتوسطة، بينما يمر الرجال المتأنقون خلال ممارستهم عادة المشي الصباحية برفقة شريكاتهم الأنيقات. يطل على الطريق مجمع تدريب أشهر أندية كرة القدم بالمدينة الألمانية الشهيرة. على واجهة زجاجية ذات تصميم ألماني عملي، تعلن لافتة بثقة مدهشة: «إف سي بايرن».
ينادي النجم الإسباني تشابي ألونسو، وقد أطل برأسه من خلف جدار أحد المداخل: «أنا هنا يا رفاق»، وهو يستخدم إنجليزية تذكر بأن العيش لمدة 5 سنوات في مدينة ليفربول يمكن أن يكون له تأثير ممتد على لغة لاعب أجنبي.
رحل ألونسو عن ليفربول في 2009، عندما عجزت إدارة النادي عن تقديم عرض يجعل اللاعب في وضع أفضل مما يجده الآن في البايرن. وكان احتلال المركز الثاني في الدوري في 2008، أفضل أداء لليفربول منذ عام 1990، ومع هذا فقد كان النادي مشوشا - حيث كان يديره مالكان متناحران، يفصلهما عن ملعب النادي المحيط الأطلسي وفارق زمني كبير - وعلى مسافة 18 شهرا من السقوط الإداري والمالي وربما لولا المشجعين، لتعرضا لانهيار كامل.
إن مشاهدة ألونسو وهو يتدرب تجعلك تتساءل لماذا ارتأى المدرب رفائيل بينيتيز من الملائم أن يقوم النادي بمحاولة بيعه في المقام الأول. كما كان ألونسو قريبا من الرحيل في 2008، عندما أوضح المدرب أنه يريد بيعه لتوفير الأموال للتعاقد مع غاريث باري من أستون فيلا، ورغم أن ألونسو بقي 12 شهرا أخرى، فقد خلص إلى أن «شيئا تغير» في علاقتهما في تلك اللحظة.
كان ألونسو يبلغ 26 عاما في ذلك الوقت، والآن عمره 34 عاما. ما زال هو نفس اللاعب الذي يبحث عنه زملاؤه في الفريق، واللاعب الذي لا يختفي أبدا، وبالنسبة للمدرب هو القائد الذي يوجه اللاعبين داخل الملعب: وهو وصف سبق أن استخدمه بينيتيز في حقيقة الأمر.
يلعب ألونسو أساسيا في كل مباراة تقريبا في واحد من أعظم أندية أوروبا، معتقدا أن ذلك إنما يحدث بسبب المستويات التي يصل إليها في الحصص التدريبية، حيث «تستمر محاولة إثبات نفسي يوما بعد يوم». يشدد على هذه الفكرة بضرب قبضته اليمنى براحة يده اليسرى، وهو ما يتكرر عدة مرات على مدار المقابلة حيث يتحدث بطلاقة وحكمة وبكثير من الحماس.
وألونسو يعد اللاعب الوحيد في تاريخ كرة القدم الذي لعب بقيادة أولئك الذين يعتبرون أعظم 4 مدربين أوروبيين معاصرين: بينيتيز، وجوزيه مورينهو، وكارلو أنشيلوتي وجوسيب غوارديولا. ولقد اعترف كل واحد منهم بأن النجاح يتبعهم لأنهم يجدون سبيلا إلى إحكام سيطرتهم على وسط الملعب، وهي المنطقة التي يلعب فيها غوارديولا. وهو يتحدث بتواضع عندما يعترف بأن وجوده وعقليته كان لهما تأثير فارق في كل الأندية الأربعة التي لعب في صفوفها.
يعترف قائلا: «إذا امتلكت وسط الملعب، فمن المحتمل أن تفوز بالمباراة. لكن هذا لا يعني أن اللاعبين في وسط الملعب هم وحدهم من يحسم هذا، لأن لدينا الآن مهاجمين يمكنهم التراجع لوسط الملعب ومدافعين يتقدمون لوسط الملعب. إنها المنطقة التي لا بد من السيطرة عليها. إذا سيطرت على وسط الملعب، فستسيطر على المباراة، وسيكون لديك مزيد من الفرص للفوز».
ورغم أن ألونسو لاعب يعتمد عليه بشدة عند تكليفه بالعمل في أكثر أماكن وسط الملعب عمقا، فإنه يوضح أن التعليمات التي كان يتلقاها في كل من الأندية التي لعب لها، تختلف بشكل طفيف. في ليفربول كان بينيتيز يريد منه أن يقدم الإمداد لستيفن جيرارد، بينما في ريال مدريد كان اللاعب الذي يتعين عليه إمداده بالكرات في مركز أبعد قليلا، كريستيانو رونالدو، وهو ما يعني أن عليه إرسال تمريرات أطول. أما في البايرن حيث التمريرات أقصر، كان غوارديولا يطلق على ألونسو لقب «المضخة».
ومع هذا، فلم يكن ألونسو يتصرف كمجرد متنفس للآخرين على مدار مسيرته. لقد أحرز بعضًا من الأهداف الغريبة. في ليفربول أحرز اثنان من أهدافه من خط المنتصف: في لوتن تاون على ملعب كينلورث رود، ثم ضد نيوكاسل على ملعب إنفيلد. ولم تكن هذه هي محاولاته الوحيدة على المرمى.
يسأل سريعا: «نعم نعم نعم، لكن أين المغامرة في هذا؟»، ويرد: «ليس هناك أي مخاطرة. إذا لم تسفر التسديدة عن هدف، فلن يكون هذا مهما، لأن أحدا لا يتوقع مني أن أحرز الأهداف. في هذه الحالات فقط يبدو حارس المرمى غبيا. لا أحاول أن أفعل الأشياء التي يمكن أن تجعلني أبدو غبيا، لأن هنا تكمن المخاطرة. كم مرة رأيتني أنطلق داخل منطقة الجزاء بالكرة، وأراوغ اللاعبين؟ هذا شيء لا تراه كثيرا لأنه ليس أسلوبي، ليس شخصيتي. ولكي يكون أدائي أفضل، أحتاج لأن أكون محاطا بلاعبين أفضل مني. ليس المطلوب مني أن أقدم أداء عظيما في مباراة واحدة، وإنما أن أؤدي بثبات في الأداء: أنا أقدم الكرة بأفضل وأسرع طريقة ممكنة لأفضل اللاعبين للقيام بالعمل الأخير. أعرف نقاط قوتي وضعفي داخل الملعب. ومهمتي هي أن أمنع الخطورة».
شهدت الكرة الإنجليزية فترة كان فيها وسط الملعب، والقتال، يعني التدخلات العنيفة لاستخلاص الكرة بالزحلقة، وترهيب المنافسين في أغلب الأحيان. وصل ألونسو إلى ليفربول شابا ذا شعر ناعم، عمره 23 عاما، ولديه فكرة مختلفة عما تعنيه الشراسة في كرة القدم. يوضح: «كنت أقول دائما إن هناك أنواعًا مختلفة من الشراسة. يمكنك أن تلتحم بعنف لكن يمكنك أيضًا أن تمرر بشراسة، رغم أنني أفضل استخدام كلمة (السيطرة) هنا».
يرى ألونسو التمرير فنا إبداعيا - استباقيا - مقارنة بالالتحامات والتزحلق باعتبارها عملا تخريبيا، ومن ثم فهو رجعي. لا يرى التزحلق لاستخلاص الكرة عملا فنيا على الإطلاق وعندما تحدث عن هذا في الماضي، قوبلت وجهة نظره بانتقادات، خاصة من المدافعين الإنجليز. يقول: «أتمسك بفكرتي. أعرف أنه يتم النظر إليها بطريقة مختلفة في بريطانيا. الأمر لا يتعلق بفعل الزحلقة. بل الفكرة: السبب والعواقب».
أحيانًا أقوم بالزحلقة. لكن إذا كان بإمكاني تفادي ذلك، فأعتقد بأنني أكون أديت مهمتي بشكل أفضل. إذا تزحلقت لاستخلاص الكرة، فإن هذا يعني أنني - أو شخص آخر - تركت مكاني في بداية الحركة وهذا يثير جنوني لأن شكل الفريق والتوازن شيء حاسم. في البايرن هذا هو ما نمارسه طوال الوقت: «الشكل الشكل الشكل». إذا قضيت الكثير من الوقت راقدا على أرضية الملعب، فإن هذا يعني أن مكانك ليس على ما يرام.
«تسأل عن زحلقات ستيفن جيرارد؟ حسنا، بالطبع أحبها، فهي رائعة وتثير إعجاب المشجعين. لكن بالنسبة لي، أشعر بالإثارة عندما يستقبل الكرة، ويلعب التمريرة الطويلة قبل أن يتم إحراز هدف. هذا يجعلني أبتسم معظم الوقت. هذه نقطة قوته الأكبر. أن ترى التمريرة وأن ترى ما لا يراه اللاعبون الآخرون».
لعب أفضل اللاعبين بالنسبة إلى ألونسو في نفس المركز الذي سيصبح مركزه المفضل فيما بعد. كان هناك فيرناندو ريدوندو لاعب ريال مدريد، وجوزيب غوارديولا من برشلونة، وكذلك الثنائي البرتغالي في وسط ملعب ريال سوسيداد، كارلوس خافيير وأوسيانو. بدأت أحلامه في نادي مدينته، ريال سوسيداد، رغم أنه لم ينضم لهذا النادي قبل أن يصبح عمره 17 عاما.
يقول: «لم أكن أعتقد بأنني سأصير لاعب كرة قدم. كنت أعيش الحياة العادية حتى أصبح عمري 16 عاما. الدراسة العادية، والتربية العادية. كنت محظوظا لأنه لم يكن هناك ما يشتت اهتمامي عن كوني شخصًا صغير السن، لأن كرة القدم يمكن أن تلتهم كل شيء. على المدى الطويل، أعتقد بأن هذا ساهم في نظرتي للحياة.. في غضون عام، كنت قد لعبت أول مباراة لي مع الفريق الأول في سوسيداد. حدث كل شيء سريعًا جدًا. في العام التالي، ذهبت على سبيل الإعارة إلى إيبار، ثم عدت. ساهم المدرب جون توشاك في أن يجعل مني لاعبا مهما. لم يكن لدي وقت لأن أفكر، ماذا لو حصل هذا؟ ماذا لو حصل ذاك؟ كانت مسيرتي الكروية قد بدأت للتو. ولقد ساعدني العيش من دون ضغوطات التفكير بشأن المستقبل طوال الوقت».
لم يكن بإمكان توشاك أن يتذكر لاعبا ناشئا بالفريق لديه مثل ذلك التأثير في أي من الفرق التي سبق له تدريبها. قال توشاك إن «كل اللاعبين كانوا يبدون في حالة أفضل عندما يلعب ألونسو»، وذلك بعدما قال له الأخير إنه «ليس خائفا من المسؤولية»، وهي لحظة أدت لمنحي شارة قيادة الفريق في محاولة أخيرة لتغيير الأجواء وتفادي الهبوط.
كان سوسيداد في قاع الجدول عندما اتخذ توشاك ذلك القرار في يناير (كانون الثاني) 2001، وعندما انتهى الموسم كان الفريق قد نجح في البقاء. قال توشاك: «كنا نعرف أننا نمتلك لاعبا استثنائيا».
كان ألونسو قريبا من الانتقال إلى ريال مدريد، حيث كان من المنتظر أن يحل مكان ديفيد بيكام في وسط الملعب، لكن مدريد كانت لديه شكوك حول سرعته ومرونته. يقول ألونسو: «استطالت هذه العملية أكثر وأكثر مع مدريد. كان هذا مدعاة للغضب. بعد ذلك تواصل معي ليفربول وباهتمام أكثر جدية. كان مدريد قد استغرق شهرين ليصل لنفس النقطة التفاوضية التي وصل إليها ليفربول في يومين. كنت أقول لنفسي: «هيا، إما يحدث هذا وإما لا.. آن وقت اتخاذ القرار». قررت أنه إذا كان ليفربول يريدني إلى هذا الحد فسأختار الانتقال إليه. رأيت ليفربول فرصة كبيرة، وناديا كبيرا».
لعب ألونسو أول مباراة له بقميص ليفربول ضد بولتون واندررز في مباراة كسر فيها سامي هيبيا أنفه، ووصف رفائيل بينيتيز فريق المدرب سام ألارديس بـ«فريق كرة السلة».
يقول ألونسو: «خسرنا وخرجت من الملعب وأنا أحدث نفسي بأن علي أن أتعلم سريعا عن كرة القدم الإنجليزية. كانت عنيفة: كرة طويلة، ولمسة ثانية، ولاعبون يتمتعون بقوة جسمانية كبيرة - كيفين نولان، وكيفين ديفيز في الهجوم، ألارديس يمضغ العلكة ويصيح بتوجيهات للاعبين من منطقته الفنية. كان المشجعون يصدرون جلبة كبيرة لكن كان لا يزال بإمكاني سماع صوت ألارديس. عندما ربح بولتون كرة ثابتة، تحرك جيش الدفاع إلى الأمام وبدأت المنطقة تهتز».
يقول ألونسو إن العمود الفقري لفريق ليفربول الفائز بدوري الأبطال في 2005 كان موجودا بالفعل عندما انضم له. سجل ليعادل النتيجة 3 - 3 ضد ميلان، بعد أن أحرز من متابعة لركلة الجزاء التي سددها وتصدى لها الحارس. ويضيف: «كان لجيمي كاراغر وستيفن جيرارد وسامي وديدي هامان تأثير هائل على كل اللاعبين الآخرين. شخصيات مختلفة تماما، شخصيات قوية. عندما كان كل واحد منهم يتحدث، كنت أستمتع وأنصت. لقد ساعدوني على أن أتحسن كلاعب وكإنسان، وعندما عدت إلى إسبانيا لألعب مع المنتخب كنت أشعر بأنني صرت أقوى من خلال الخبرات التي اكتسبتها منهم».
ويواصل: «كان كاراغر أكثر من أحببته من اللاعبين. هو أكثر عاشق لليفربول في العالم. توطدت علاقتنا من اليوم الأول. أعتقد أنه أدرك أنني أعشق كرة القدم وهو يعشق كرة القدم أيضًا. كنا نشاهد المباريات معا ونتحدث عنها كل يوم. أعتقد أن كان ينظر باحترام لمداخلاتي معه. كان صوته عاليا دائما، كان يمكنك أن تسمع صوته يطغى على كل الأصوات. كنت أقول، «كارا، اصمت بحق الجحيم، أنت لا تفهم أي شيء! وكان يتقبل كل هذا: كان يتقبل المواجهة».
يعتقد ألونسو بأن الفوز باللقب في 2009، كان ليصبح مرضيا أكثر من دوري الأبطال لأنه «لكي تفوز بالدوري فعليك أن تملك كل شيء. كانت هذه أسعد لحظاتي في ليفربول: يمرر بيبي رينا الكرة إلى دانييل آجر، وآجر يمرر الكرة لي، أمرر الكرة لستيفن جيرارد، جيرارد يمرر لفيرناندو توريس. أحيانا لم يكن يستغرق هذا 10 ثوان. كان القوام الرئيسي لهذا الفريق يضم أفضل مجموعة لعبت وسطها. كان لديك أيضًا كاراغر وخافيير ماسكيرانو على الأجناب، وهما لاعبان من الطراز الأول. كانت هناك المهارة والقوة والسرعة، وكان الأداء تنافسيا للغاية ومكثفا، وكان هناك تصميم كبير».
ويضيف: «لم تفز تلك المجموعة بأي شيء معًا، لكننا كنا نشعر بأننا قادرون على الفوز بكل شيء. تعرضنا لسلسلة تعادلات غبية على ملعبنا، وهذا هو ما أدى في النهاية لعدم فوزنا بلقب الدوري. كنا دائما نشعر بالثقة. لم نكن نخشى أي فريق. ذهبنا إلى برنابيو معقل ليفربول لنفوز. ذهبنا إلى أولد ترافورد وفزنا. ذهبنا إلى ستامفورد بريدج وفزنا: وهي مباريات كبيرة ومناسبات كبيرة تضع بصمتها على المواسم الكروية. يبعث هذا بخيبة الأمل داخلي كثيرا. في 2005، فزنا بدوري الأبطال بفريق لم يكن جيدا جدا. في 2007 خسرنا نهائي دوري الأبطال رغم أننا كنا نمتلك فريقا أفضل وكنا نقدم أداء أكثر إقناعا. في 2009، لعبنا أفضل كرة قدم وخسرنا أقل عدد من المباريات لكننا لم نفز بالدوري مع هذا. وهذا هو جمال كرة القدم، في ظني، فهي لا تسير في خط مستقيم».
وبقدر ما كانت هذه الأيام المجيدة حلوة، بقدر ما كانت هناك لحظات مساوية لها في الألم. ففي الوقت الذي ساعد فيه ألونسو إسبانيا على الفوز بلقب بطولة أوروبا في 2008، كان قد توصل إلى حقيقة أن رفائيل بينيتيز كان يحاول بيعه على غير رغبته. وفي الوقت الذي كانت حافلة منتخب إسبانيا ذات السقف المفتوح تبحر وسط أمواج من الاحتفالات في وسط مدريد، كان يؤرقه التفكير بأن وقته في ليفربول قد يصل لنهاية مفاجئة ومخيبة للآمال.
في البداية كان بينيتيز يعتقد بأن ألونسو يمكن أن يكون له دور مؤثر مع ليفربول، كما كان دور كيني دالغليش مع ليفربول بقيادة بوب بيزلي. ومع هذا، فبحلول مارس (آذار) 2008، كانت الشروخ في العلاقة بين ألونسو وبينيتيز بدأت في الظهور. كان ألونسو تغيب عن مباراة إياب دور الـ16 في دوري الأبطال ضد إنترناسيونالي الإيطالي في سان سيرو ليكون بجوار زوجته وهي تضع ابنه، وهذا في الوقت الذي لم يحضر فيه بينيتيز جنازة والده بسبب ارتباطات ليفربول في كأس العالم للأندية في 2005 في اليابان، وتزامن قرار ألونسو بتراجع في مستواه. وفي نهاية الموسم كان بينيتيز اتخذ قراره المثير للجدل.
كان الانتقال من ليفربول إلى ريال مدريد أصبع خطوة. يقول: «شعرت بأن هناك أشياء جديدة علي أن أتعلمها وتحديات جديدة سأواجهها. والشيء الوحيد الذي أندم عليه هو أنني لم أفز بالدوري الممتاز مع ليفربول. وهو إحساس مؤلم لأنني أعرف أن مشجعي الفريق يريدون لقب الدوري أكثر من دوري الأبطال».
يتحدث ألونسو كمدرب ويمكن تخيل يوم يصير فيه مدربا بالفعل، فلا بد وأن لديه شيئا ليقدمه بعد أن عمل مع بينيتيز ومورينهو وأنشيلوتي وغوارديولا.
يقول: «يسألني الناس طوال الوقت: ما الذي يجمع بين هؤلاء الأربعة؟ يبدو ذلك بسيطا لكنهم جميعا قادة بالأساس. هم من يعرفون في أفضل حالاتهم كيف يبعدون الضغوط والمخاوف عن اللاعبين».
في الوقت الراهن يعتبر الحافز الوحيد لألونسو هو اللعب. يقول: «أعرف أن هذه سنواتي الأخيرة، ولهذا أريد النجاح بشكل أكبر».
ويختم: «أنا متعاقد مع البايرن حتى 2017. أريد أن أفوز بالبوندزليغا من جديد. أريد أن أفوز بالكأس. أريد أن أفوز بدوري الأبطال مع ناد ثالث مختلف. أريد الفوز بكل شيء متاح. وعندئذ يمكن لي أن أتوقف».



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.