صدر حديثا في سلسلة «كتاب الهلال» الشهرية، عدد سبتمبر (أيلول) الجاري كاتب بعنوان «مدن دفينة» تأليف الكاتبة الأميركية جيني هول، وترجمة الشاعر المصري الحسين خضيري.
المصادفة وحدها لم تكن وراء هذا الكتاب، بل وراء اكتشاف مدينة دفنت عام 79 ميلادي. يقول المترجم في مقدمته إنه في عام 1879، كان فلاح إيطالي يحفر قناة للري في حقله، فاكتشف شارعا في مدينة، هي مدينة بومباي أو بومبي Pompeii التي بُنيت قبل أكثر من ألفي عام، وتبعد عن روما مسافة ساعتين بالقطار. وكانت المدينة على حالها مدفونة وقد تحجرت جثث سكانها، وبقيت على حالها وقت الكارثة، وظلت حبيسة النسيان والرماد والحمم البركانية المتجمدة طيلة قرون.
بداية الكارثة انفجرت في ضحى يوم 24 أغسطس (آب) من عام 79. في أثناء إعداد أهل بومبي طقوسا للاحتفاء بمناسبة دينية، تصاعدت السحب الدخانية كشجرة صنوبر وحجبت الشمس عن المدينة وأحالت نهارها إلى ليل دامس. وأمطرت المدينة مطرا أسود فسمع السكان ضجة مدوية، وانفلقت الصخور، وانطلق اللهب والدخان نحو السماء ثم انصب هذا كله على رؤوس السكان. قليلون من أدركوا النجاة إذ فروا إلى الميناء، وآخرون لاذوا بالبيوت، وآخرون سحقتهم الصخور، وإن هي إلا لحظات وانصبت عليهم الحمم البركانية صبا ووارت المدينة تحتها وغطتها مسافة ثلاثة أمتار!
تم اكتشاف المدينة بعد نحو 1600 سنة. فعثر على السكان وقد اختنقوا ومن لم تمسهم الحمم البركانية، تحجرت جثثهم تحت الرماد، حتى إنه تم العثور على عائلة كاملة وهي تقوم بأمور حياتها العادية وقد ماتوا على حالهم متأثرين بالهواء الكبريتي السام، حتى أوانيهم وحيواناتهم ظلت كما هي!
تقول المؤلفة: «لنا أن نتصور كيف سقطت الأقداح من يدي الرجال مُحدثة دويا حينما أرعد بركان فيزوفيوس.. وجد المكتشفون في متجر واحد قدحا مكسورا على نافذة الخزينة وقد لطّخ رخامَ المتجر. ولكن تظل المخابز هي أكثر المحال تشويقا! فلقد وُجد عشرون منها في بومبي، ولسوف ترى الأفران في الفناء، إنها خلايا نحل كبيرة، بُنيت من الحجر أو الطوب. أشعل الخباز النار في الداخل وترك الجدران تلتهب، ثم جرف الفحم إلى الخارج ونظّف الأرضية وأدخل خبزه. قامت الجدران بإنضاج أرغفة الخبز، وعثر المكتشفون في أحد الأفران على رغيف محترق منذ ما يقرب من ثمانمائة عام! فهل انتزع الخبّاز بقية حمولة الفرن من الأرغفة ليطعم أسرته الجائعة بينما راحوا يلتمسون الأمان في الظلمة الدامسة، حين رجّ الزلزال بيته»؟
تتابع المؤلفة: «لسوف ترى المطاحن في مخابز عدة أيضا. يتحرك الحجر العلوي الثقيل مستديرا فوق الحجر السفلي، وفي الأعلى رجل يصب القمح؛ فيسقط مطحونا ما بين الحجرين ثم يُطرح خارجا للأسفل وقد تحول إلى دقيق. ورُبط حصان أو حمار إلى الطاحون ليجعلها تدور وتدور ويظل على حالته تلك طيلة النهار، وقد عُصبت عيناه كيلا يصيبه الدوار. سوف ترى الممر الذي صنعته سنوات من وطء الخطى التي مرت على الأرضية الحجرية في أحد المخابز. لا بد أن هذا الفناء الخالي قد شهد مكانا شيقا ذات يوم!».
أيضا تناول الكتاب أيضا حضارة أوليمبيا ومايسني اليونانيتين العريقتين. ولمؤلفة الكتاب جيني هول كتب تاريخية منها «أربعة رجال إغريق»، و«رجال من اليونان القديمة»، و«قصة شيكاجو»، و«أجدادنا في أوروبا»، و«مقدمة في التاريخ الأميركي»، و«دليل المعلم لمرافقة أسلافنا في أوروبا»، و«الحياة في اليونان القديمة».
أما المترجم الحسين خضيري فله عدة دواوين شعرية منها «أغنية لغدٍ بعيد»، و«تراتيل المريد»، و«مدن الغيم شعر». وترجم أعمالا إبداعية ونقدية وتاريخية منها «رحلة السندباد الثامنة»، و«فرسان الفن.. قصص حياة الرسامين الإيطاليين»، و«الزهرة الأخيرة.. قصص من الأدب العالمي»، و«فتيات صنعن تاريخا»، و«دافنشي.. دراسة تحليلية لذكريات طفل» تأليف سيغموند فرويد، و«مريم العذراء في الفن»، و«المسيح في الشعر العالمي»، و«قصة أيام أورشليم الأخيرة»، و«رسائل من الحرب العالمية الأولى» وصدر قبل عامين في سلسلة كتاب الهلال.
11:16 دقيقه
حضارة أوليمبيا ومايسني اليونانيتين
https://aawsat.com/home/article/735891/%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%B3%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D9%86
حضارة أوليمبيا ومايسني اليونانيتين
«مدن دفينة» في سلسلة كتب الهلال بالقاهرة
غلاف الكتاب
حضارة أوليمبيا ومايسني اليونانيتين
غلاف الكتاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
