حبس بريطاني 5 أعوام ونصفًا لدعمه تنظيم داعش

أنصاره في لندن يتوقعون إطلاق سراحه بعد 33 شهرًا

أنجم تشودري يقود مظاهرة مع أنصاره أثناء نظر المحكمة العليا بلندن ترحيل أبو حمزة المصري القيادي المتطرف إلى أميركا عام 2012 (رويترز) - حوار «الشرق الاوسط} مع تشودري وهو مراقب بحلقة إلكترونية
عقب اعتقاله بتهمة دعم «داعش»
أنجم تشودري يقود مظاهرة مع أنصاره أثناء نظر المحكمة العليا بلندن ترحيل أبو حمزة المصري القيادي المتطرف إلى أميركا عام 2012 (رويترز) - حوار «الشرق الاوسط} مع تشودري وهو مراقب بحلقة إلكترونية عقب اعتقاله بتهمة دعم «داعش»
TT

حبس بريطاني 5 أعوام ونصفًا لدعمه تنظيم داعش

أنجم تشودري يقود مظاهرة مع أنصاره أثناء نظر المحكمة العليا بلندن ترحيل أبو حمزة المصري القيادي المتطرف إلى أميركا عام 2012 (رويترز) - حوار «الشرق الاوسط} مع تشودري وهو مراقب بحلقة إلكترونية
عقب اعتقاله بتهمة دعم «داعش»
أنجم تشودري يقود مظاهرة مع أنصاره أثناء نظر المحكمة العليا بلندن ترحيل أبو حمزة المصري القيادي المتطرف إلى أميركا عام 2012 (رويترز) - حوار «الشرق الاوسط} مع تشودري وهو مراقب بحلقة إلكترونية عقب اعتقاله بتهمة دعم «داعش»

حكم على داعية متشدد، أعلن بصورة علنية عن دعمه لتنظيم داعش بالسجن خمسة أعوام ونصف، بعد جلسة النطق بالحكم التي عقدت في المحكمة الجنائية المركزية «أولد بيلي» في لندن أمس. وقد أدين أنجم تشودري، 49 عاما، بخرق قوانين مكافحة الإرهاب البريطانية في يوليو (تموز) الماضي من خلال «دعم منظمة إرهابية».
وقد شهدت قاعة المحكمة اضطرابا بعد النطق بالحكم، حيث ردد عدد من أنصار تشودري «الله أكبر». وقال أنصاره في لندن لـ«الشرق الأوسط» بعد صدور الحكم أمس إن تشودري سيخرج بعد نصف المدة من سجن بيل مارش شديد الحراسة، أي بعد 33 شهرا من قضاء مدة العقوبة، وقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط» وهو نزيل سابق في نفس السجن إن حسن السير والسلوك في التعامل سيعزز فرص تشودري للخروج المبكر. وكان تشودري قد تجنب المحاكمة سابقا، رغم دعمه لجماعة «المهاجرون» المتطرفة المحظورة، وإدانة عدد من أنصاره بتهم تتعلق بالإرهاب. ولكنه جذب الانتباه من خلال دعمه لتنظيم داعش عبر سلسلة من الخطابات، التي نشرها على موقع يوتيوب كما وصف الأراضي التي سيطرت عليها قوات «داعش» بـ«الخلافة الإسلامية».
كما حكم على أحد أنصار تشودري، محمد ميزان الرحمن، بالسجن لنفس الفترة لإدانته بنفس التهم. وتقول الشرطة إن أتباع تشودري شنوا هجمات داخل بريطانيا وخارجها.
وأصدر القاضي الذي وصف تشودري بأنه حذر وخطير نفس الحكم على صديقه المقرب ميزان الرحمن البالغ من العمر 33 عاما. وأدانت المحكمة تشودري وزميله الشهر الماضي بسبب دعوتهما إلى دعم تنظيم داعش، وذلك بين 29 يونيو (حزيران) 2014 و6 مارس (آذار) عام 2015.
ويتهم مسؤولون في جهاز مكافحة الإرهاب تشودري والمنظمة التي كان يشارك بقيادتها وهي منظمة «المهاجرون» بالمسؤولية عن توجيه الشباب نحو التطرف، ومنهم من ارتكب أعمال عنف داخل بريطانيا، مثل قاتل الجندي لي ريغبي عام 2013.
وقال المسؤولون إنهم لم يتمكنوا من اتخاذ أي إجراء ضد تشودري في السابق، لأن نشاطاته لم تتجاوز القوانين.
وقال القاضي الذي أصدر الحكم إن الرجلين قطعا الخط الفاصل بين التعبير الحر عن الرأي والفعل الجنائي. وخاطب تشودري قائلا: «إن عددا كبيرا ممن كنت تتوجه إليهم بخطاباتك كانوا ينظرون إليك كشخص يمكن أن يرشدهم ويوجههم».
وكانت الحكومة البريطانية قالت في وقت سابق إنها ستعزل المتشددين في وحدات خاصة في سجون مشددة الحراسة للحد من قدراتهم على نشر التطرف بين السجناء الآخرين.
ولد تشودري في بريطانيا عام 1967 وهو من أصل باكستاني وله خمسة من الأبناء، بدأ تشودري دراسة الطب، ثم اتجه إلى القانون وتخرج كمحام وانتهى به المطاف للعمل في القضايا المدنية وقضايا حقوق الإنسان مثل التمييز العرقي. وفي بعض أيام دراسته تناول تشودري المشروبات الكحولية وكان يستمتع بحضور الحفلات والسهر، لكنه اتجه إلى التدين بعد أن تعرف على الداعية السوري المولد عمر بكري محمد، الذي أسس واحدا من أفرع سياسة الجهاد المعقدة التي ظهرت في بريطانيا في أوائل التسعينات من القرن الماضي.
وبكري محبوس حاليا في لبنان، لكنه انشق قبل 20 عاما عن جماعة «حزب التحرير»، التي تتمتع بنفوذ كبير، ليشكل جماعة «المهاجرون» في بريطانيا، وهو التنظيم الذي يعتقد أن له صلة بعشرات المشتبه بهم في أعمال إرهابية.
كان تشودري هو الساعد الأيمن لبكري، لكنه أصبح المتحدث باسم جماعة المهاجرون بعد فرار بكري من بريطانيا عقب تفجيرات لندن في 7 يوليو 2005. ولم يندد تشودري بمنفذي تفجيرات لندن. أحب تشودري الأضواء وكان يستمتع باهتمام وسائل الإعلام به.
وباستثناء تهمة بسيطة تتمثل في عدم إبلاغه الشرطة عن تنظيم إحدى المظاهرات، لم يرتكب تشودري أي مخالفة للقانون البريطاني حتى يونيو عام 2014 حينما أعلن عما يعرف بتنظيم داعش في العراق.
وكانت «الشرق الأوسط» أجرت مع معه حوارا سبتمبر (أيلول) الماضي وهو مراقب بحلقة إلكترونية في رجله في أحد المقاهي بالقرب من منزله في شرق لندن، أكد فيها حسن تعامل شرطة اسكوتلنديارد معه خلال التحقيقات، وأن الضباط زودوه بسجادة صلاة ومصحف في الزنزانة وأمدوه بطعام حلال.. وقال إنه خسر 10 كيلوغرامات من وزنه وأصبح نباتيا في الحبس الانفرادي قبل الإفراج عنه بكفالة، مشيرا إلى أنه عرف الله أيضا في سجن بيل مارش بسبب انشغاله بحفظ وتجويد القران.
وأكد أن سجن بيل مارش شديد الحراسة به كثير من المميزات لا تجدها مثلا في سجن رومية بالجنوب اللبناني، الذي يحتجز فيه شيخه ومعلمه عمر بكري فستق، وقال إن سجن بيل مارش يعتبر خمس نجوم مقارنة مع سجن رومية، أو سجون عربية أخرى.
من جهتها قالت ليز تروس وزيرة العدل إنها تتخذ خطوات للحد من انتشار الفكر المتطرف بين السجناء العاديين بما يشمل تدريب أفراد الشرطة على منع الأنشطة التي يمكن أن تؤثر على سجناء لديهم استعداد لاعتناق هذا الفكر.
وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «لكن هناك عددا صغيرا من الأفراد - أفراد يتبنون فكرا تخريبيا جدا - يجب احتجازهم في وحدات منفصلة». وأضافت: «نقيم وحدات خاصة في السجون لاحتجاز مثل هؤلاء».
وتأتي السياسة الجديدة بعد دراسة عن التطرف في السجون أشرف عليها ايان أتشسون وهو مدير سجن سابق. وقالت تروس إن القائمين على السجون والموظفين سيتلقون التدريب اللازم ويحصلون على الصلاحيات الكافية للقضاء على التطرف.
ويقول منتقدون إن وحدات العزل الخاصة قد تتحول إلى بؤر للتطرف، إذ ستتيح لأخطر المتشددين تبادل الأفكار وإنشاء شبكات بما يعد تكرارا لذات الأخطاء التي ارتكبت في آيرلندا الشمالية في الثمانينات. ووقتها تمكن السجناء من طرفي النزاع - الجمهوريون والقوميون - من تنظيم صفوفهم داخل السجن.
وقالت تروس إنها تعلمت من درس آيرلندا الشمالية.
وأضافت أن تلك المخاطر يمكن معالجتها من خلال إنشاء وحدات صغيرة داخل السجون القائمة وتأسيس إدارة جديدة للأمن ومكافحة الإرهاب لتكون مهمتها التأكد من أن السجناء لا يمكنهم التعاون.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.