وزير الأمن الاسرائيلي: نلتقي فلسطينيين يريدون التخلص من عباس

نتنياهو يبحث خطة ليبرمان بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الروسي لترتيب لقاءات في موسكو

وزير الأمن الاسرائيلي: نلتقي فلسطينيين يريدون التخلص من عباس
TT

وزير الأمن الاسرائيلي: نلتقي فلسطينيين يريدون التخلص من عباس

وزير الأمن الاسرائيلي: نلتقي فلسطينيين يريدون التخلص من عباس

واصل وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، شن هجوم عنيف على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قائلا: إنه التقى وسيلتقي فلسطينيين من دون موافقته، في إشارة إلى مضيه قدما في خطته المثيرة للجدل «العصا والجزرة»، التي تقوم على التعامل المباشر مع الفلسطينيين متجاوزا السلطة الفلسطينية.
وقال ليبرمان «إن نظام الفساد الذي أقامه عباس في السلطة هو العائق الرئيس في وجه تطور الاقتصاد في الضفة الغربية». وزعم وزير الأمن الإسرائيلي، بأن رجال الأعمال الفلسطينيين الذين التقى موظفوه معهم، يقولون: إنه يجب التخلص من عباس لأنه يقف في وجه التطور الاقتصادي.
وقال ليبرمان في تصريحات لدائرة مغلقة على عدد من الصحافيين الإسرائيليين، موضحا خطته الخاصة بالتعامل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية: «حين كنا نسألهم ماذا يحتاج الاقتصاد الفلسطيني؟ كان جوابهم واحدا، وهو التخلص من أبو مازن». وأضاف ليبرمان مهاجما عباس: «إنه يدير نظام فساد يطول كل زاوية. لديه أشخاص في كل القطاعات. وهؤلاء يجنون أرباحا من كل صفقة. وفضلا عن رجال الحلقة المقربة، زعامة السلطة لا تتيح لأحد أن يتطور».
وأكد ليبرمان، أنه لا يعتقد على الرغم من ذلك أن على إسرائيل أن تساهم في إنهاء حكم عباس، وبالمقابل ليست في حاجة إلى أن تلوم نفسها بشأن الظروف في الأراضي الفلسطينية.
ولم يكتف ليبرمان بمهاجمة عباس، بل راح يحلل تصرفاته كذلك ويتنبأ بها: «إنه لا يزور مدن الضفة الغربية، وإنما يفضل السفر إلى خارج البلاد؛ لأنه لا يريد معالجة قضايا الاقتصاد والعمل».
وضمن الخطة التي وضعها ليبرمان، كشف «أن مندوبين إسرائيليين من جهاز الأمن يلتقون الفلسطينيين في الضفة من دون موافقة عباس أو واسطته». وهذا هو صلب الخطة التي وضعها ليبرمان، وتقوم على خلق مسار تواصل مع الفلسطينيين يتجاوز به الرئيس الفلسطيني، ويتضمن مكافآت اقتصادية للمناطق التي تلتزم بالأمن وعقوبات على تلك التي يخرج منها منفذو عمليات.
وكان ليبرمان عرض خطته القائمة على تقسيم الضفة الغربية إلى «مناطق ساخنة»، مشار إليها باللون الأحمر، وهي المناطق التي انطلق منها أكبر عدد من منفذي العمليات، مقابل «مناطق باردة» مشار إليها باللون الأخضر، وهي هادئة؛ إذ تحظى «المناطق الباردة»، وفقًا لليبرمان، بتسهيلات تتمثل في توسيع مخططات البناء والتطوير، وإنشاء مناطق اقتصادية، وممرات تجارية بين المدن، وإقامة ملاعب رياضية وحدائق ومدن ملاهٍ، وزيادة عدد تصاريح العمل. وذلك مقابل زيادة نشاط الجيش الإسرائيلي في المناطق الساخنة، وإلغاء تصاريح العمل لأبناء عائلات منفذي العمليات، وإلغاء تصاريح «الشخصيات المهمة للمسؤولين الفلسطينيين الشركاء في (التحريض)، وهدم منازل فلسطينية غير قانونية».
وأعلن ليبرمان مسبقا، أن وزارته عملت على بلورة قائمة تضم أسماء شخصيات فاعلة في السلطة الفلسطينية، أكاديميين، رجال أعمال، ورجال دين، رغبة منه لإجراء حوار مباشر معهم.
وقال أيضا أنه سيتم إنشاء موقع إخباري جديد باللغة العربية بتكلفة 10 ملايين دولار، بهدف الوصول مباشرة إلى المجتمع المدني الفلسطيني.
ويمضي ليبرمان في خطته، على الرغم من إعلان السلطة أن كل من يتعاطى معها سيعد «عميلا»؛ لأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولا يمكن تجاوزها.
وتعيد خطة ليبرمان للذاكرة الفلسطينية، محاولة إسرائيل تشكيل قيادة بديلة للشعب الفلسطيني في سبعينات القرن الماضي، عرفت باسم روابط القرى، وفشلت آنذاك.
وقالت مصادر إسرائيلية أمس، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، سيعقد جلسة خاصة للمجلس الوزاري والأمني المصغر (الكابنيت) لمناقشة خطة ليبرمان. وبحسب المصدر، فإن جلسة ستعقد خلال أيام وسط انقسام حاد حول الخطة.
وجاءت تصريحات ليبرمان ضد عباس ومحاولة استثنائه، في خضم المحاولات الروسية والعربية لجمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات من جديد.
وقال مصدر دبلوماسي روسي، إن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، سيبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إمكانية عقد محادثات إسرائيلية فلسطينية مباشرة في موسكو. وقال المصدر، لوكالة «سبوتنيك» الروسية «لقد سلم ميخائيل بوغدانوف الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن إمكانية عقد لقاء بين مندوبين إسرائيليين وفلسطينيين في موسكو. وفي 5 من سبتمبر (أيلول)، سيزور بوغدانوف إسرائيل، حيث يستعد للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبحث إمكانية لقائه مع عباس». وذكر المصدر أن عباس ونتنياهو يمكن أن يلتقيا في موسكو أواخر الشهر المقبل، مشيرا إلى أن الطرفين لم يبديا موافقتهما على إجراء هذا اللقاء، وهو موضوع لا يزال قيد البحث بينهما في الوقت الراهن.
ويرفض عباس لقاء نتنياهو من دون التزام الأخير بالاتفاقات السابقة، ومن بينها وقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى قدامي.
ويركز عباس أكثر على مؤتمر السلام الدولي الذي تنوي فرنسا إقامته نهاية العام الحالي، ويأمل أن يفرز لجنة دولية مكونة من 7 زائد 2، لإطلاق مفاوضات بسقف زمني تضمن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.