«الشباب» تشن هجومًا داميًا على فندق قريب من القصر الرئاسي في مقديشو

أسقط 5 قتلى واستهدف الموقع نفسه للمرة الثالثة

أحد أفراد قوات الأمن الصومالي يتفقد موقع الانفجار في مقديشو أمس (أ.ف.ب)
أحد أفراد قوات الأمن الصومالي يتفقد موقع الانفجار في مقديشو أمس (أ.ف.ب)
TT

«الشباب» تشن هجومًا داميًا على فندق قريب من القصر الرئاسي في مقديشو

أحد أفراد قوات الأمن الصومالي يتفقد موقع الانفجار في مقديشو أمس (أ.ف.ب)
أحد أفراد قوات الأمن الصومالي يتفقد موقع الانفجار في مقديشو أمس (أ.ف.ب)

قتل خمسة أشخاص على الأقل في اعتداء انتحاري بسيارة مفخخة استهدف، أمس، أحد الفنادق في العاصمة الصومالية مقديشو، قرب القصر الرئاسي، وأعلن متطرفون في حركة الشباب مسؤوليتهم عنه.
وقال الشرطي الصومالي محمد عبد القادر: «إن عدد الضحايا محدود مقارنة بقوة الانفجار الضخم»، موضحا: «لدينا تأكيد بسقوط خمسة قتلى بينهم حرس أمني». أما إبراهيم محمد، المسؤول في قوات الأمن الصومالية، فأكد لوكالة الصحافة الفرنسية: «وقع انفجار في منطقة فندق سيل قرب نقطة التفتيش الرئيسية إلى القصر الرئاسي». وصرح حلمي أحمد، أحد سكان مقديشو: «شاهدت سيارة تتجه بسرعة فائقة إلى المنطقة». وقال: «تصاعدت في السماء ألسنة لهب وسحابة من الدخان الكثيف بعد وقوع انفجار ضخم».
وعلى الفور، تبنت حركة الشباب الصومالية، التابعة لتنظيم القاعدة، الهجوم، ونشرت بيانا على تطبيق تلغرام الذي يستخدمه الإرهابيون للاستفادة من سرية محادثاته. وقالت الحركة إن «انتحاريا يقود سيارة مليئة بالمتفجرات استهدف فندقا»، مشيرة إلى أن الاعتداء أوقع «الكثير من الضحايا».
ويقع الفندق بالقرب من «فيلا صوماليا»، المجمع المحاط بإجراءات أمنية مشددة، الذي يضم مقر الرئاسة الصومالية ومكاتب رئيس الوزراء. وفندق سيل يستهدف للمرة الثالثة من قبل حركة الشباب خلال 18 شهرا. ففي يناير (كانون الثاني) 2015. أوقع هجوم أول خمسة قتلى صوماليين عندما كان ينزل في الفندق أعضاء في الوفد التركي الذي كان يحضر لزيارة الرئيس رجب طيب إردوغان في اليوم التالي، إلى مقديشو.
وفي 26 فبراير (شباط) استهدف اعتداء مجددا فندق سيل، وأسفر عن سقوط 14 قتيلا. فقد تم تفجير شاحنة وسيارة مفخختين بفارق دقائق قليلة بالقرب من فندق سيل وحديقة «بيس غاردن» العامة المجاورة التي يقصدها سكان المدينة. وكانت الحكومة وصفت هجوم فبراير بأنه «الأكبر» الذي يسجل في مقديشو، وقدرت كمية المتفجرات المستخدمة بـ200 كلغ. لكن أي عنصر من حركة الشباب لم يدخل الفندق بعد الهجوم خلافا للأسلوب المعتمد عامة في الأشهر الماضية خلال هجماتهم على بعض الفنادق والمطاعم الأكثر شعبية في العاصمة. ويقوم المتطرفون في حركة الشباب عادة باقتحام المكان المستهدف بسيارة مفخخة، ثم تدخل مجموعة مسلحة إلى المبنى، وتبدأ بإطلاق النار على الموظفين والزبائن.
ومساء الخميس، قامت مجموعة من المتطرفين في حركة الشباب باقتحام مطعم يقع على شاطئ في مقديشو، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص. وتوعدت حركة الشباب بالقضاء على الحكومة الصومالية، لكنها تواجه قوة نارية متفوقة متمثلة بقوة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) المنتشرة منذ 2007، وطرد عناصرها من مقديشو في أغسطس (آب) 2011.
ثم ما لبثت أن فقدت معظم معاقلها لكنها ما زالت تسيطر على مناطق ريفية واسعة تشن منها عمليات أشبه بحرب عصابات واعتداءات انتحارية - غالبا في العاصمة - على رموز الحكومة الصومالية الضعيفة أو على «أميصوم». وخلال شهر يناير، دمرت حركة الشباب تماما قاعدة تابعة للكتيبة الكينية في «أميصوم» جنوب الصومال، في ثالث هجوم خلال أشهر على قواعد هذه القوة واستولت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.