غوارديولا.. الاختبارات الحقيقية مع مانشستر سيتي لم تأتِ بعد

المدرب الإسباني يريد تطبيق طريقته في برشلونة وبايرن ميونيخ مع ناديه الجديد

نجح سيتي في التأهل لدوري أبطال أوروبا بسهولة ولكن المشوار مازال طويلا (رويترز)
نجح سيتي في التأهل لدوري أبطال أوروبا بسهولة ولكن المشوار مازال طويلا (رويترز)
TT

غوارديولا.. الاختبارات الحقيقية مع مانشستر سيتي لم تأتِ بعد

نجح سيتي في التأهل لدوري أبطال أوروبا بسهولة ولكن المشوار مازال طويلا (رويترز)
نجح سيتي في التأهل لدوري أبطال أوروبا بسهولة ولكن المشوار مازال طويلا (رويترز)

لا بد من التأكيد على أن الوقت لا يزال مبكرا جدا. ستتغير الأمور وتتطور، وبجانب هذا، وكذلك طبيعته وقدرته واستعداده الفطري على تغيير طريقته مباراة بمباراة - وهو شيء سيتعرض لاختبار مع تدفق المباريات في الدوري الإنجليزي. لكن بعد 4 مباريات رسمية تحت قيادة جوسيب غوارديولا كمدرب لمانشستر سيتي، بدأت بعض الأنماط في الظهور بالفعل.
ولعل أكثرها وضوحا هو الاستعانة بويلي كاباليرو على حساب جو هارت، بعد ضم كلاوديو برافو حارس مرمى برشلونة. وربما لعب الخطآن اللذان ارتكبهما هارت في «يورو 2016»، دورا في تفكير المدرب ولكن المشكلة الأكبر يبدو أنها تتعلق بمهارته في التعامل مع الكرة بقدميه. كان معدل اكتمال التمريرات بالنسبة إلى هارت الموسم الماضي كان فقط 52.6 في المائة - سابع أفضل معدل لحارس مرمى في الدوري الإنجليزي - لكنه يظل بعيدًا جدا عن مانويل نوير (80.8) في بايرن ميونيخ عندما كان يقوده غوارديولا، ومن ثم فهناك إيحاء بأن غوارديولا وطاقمه التدريبي فقدوا الثقة بهارت بعد تجربة طلب منه خلالها نقل الكرة من قدم لقدم، ثم عمل تمريرة طويلة. كانت تمريراته معقولة، ولكنه عانى مع أسلوب نقل الكرة إلى قدمه الأقوى.
وسواء كان كاباليرو هو الحل يظل مسألة أخرى. نجح الحارس الأرجنتيني في عمل معدل تمريرات مكتملة بلغ 80 في المائة في المواجهتين السابقتين في الدوري الإنجليزي، رغم أنه منح الاستحواذ للاعب سندرلاند دانكان واتمور في المباراة الأولى في أول محاولة له لإبعاد الكرة، وبدا مهتزا من جديد في توزيعاته خلال المباراة التي انتهت بالفوز بخمسة أهداف دون رد على ستيوا بوخارست في مباراة دوري الأبطال. وفي نفس الوقت، فإن برافو كان صاحب أفضل معدل للتمريرات المكتملة على مستوى حراس المرمى في أوروبا، الموسم الماضي بنسبة 84.3 في المائة.
وكان غوارديولا أعلن في وقت سابق أنه لن يقف في طريق هارت في حال قرر ترك الفريق. وأوضح غوارديولا أنه سعيد ببقاء هارت وقتاله للحصول على مركزه، لكنه لن يقف في طريقه في حال أراد ترك الفريق، ورد على سؤال بشأن إمكان مغادرته قائلا «أجل بالطبع».وتابع: «أريد سعادة اللاعبين، ولا أريدهم أن يبقوا هنا في حال لا يرغبون بالبقاء». وأضاف: «جميع اللاعبين هنا لديهم عقود، وهم يقررون مستقبلهم، إذا أرادوا البقاء يمكنهم ذلك، وسنقاتل معا، وإذا أرادوا المغادرة لأنهم يفضلون خوض جميع المباريات، وأنا لا أتكلم عن جو، بل عن جميع اللاعبين في الفريق، فأنا سأعمل حينها مع اللاعبين الذين يريدون البقاء». وكان غوارديولا ألقى بالشك حول مستقبل هارت قبل انطلاق الدوري بقوله: «إنه لاعب في الفريق وأنا سعيد بمؤهلاته وسلوكه وبما يمثله للنادي. لاحقا، سنقرر (بشأن مستقبله) في غرفة مغلقة. الآن هو لاعب في الفريق».
وحتى بعد هفواته في بطولة اليورو، لا يزال كثيرون يدفعون بأن هارت هو الأفضل من حيث التصدي للتسديدات مقارنة بكاباليرو، ولكن هذا قد لا يعدو كونه مجرد جزء من رؤيته. سيقبل بأن ينقذ حارسه عددا أقل من التسديدات إذا كان قادرا على المحافظة على استمرار الكرة بين أقدام فريقه، فيسهل القدرة على الحفاظ على الاستحواذ وبدء الهجمات المرتدة السريعة.
وهو منطق مشابه، يفترض أنه كان السبب وراء تفضيل أليكساندر كولاروف على إلياكيم مانغالا كقلب دفاع في الناحية اليسرى في مواجهة سندرلاند: الفائدة الإجمالية لقدرته على التمرير تغلب على حقيقة أن مانغالا أكثر قوة في التعامل مع الكرات العالية. عندما كان سيتي يمتلك الكرة - وهو حدث كثيرا في كلتا المباراتين - كان واضحا أن فيرناندينهو لديه تعليمات بالعودة تقريبا إلى مكان بين قلبي الدفاع، فيما يتقدم المدافعان بكاري سانيا وغايل كليتشي إلى أماكن أكثر عمقا في وسط الملعب - وهو شيء فعله غوارديولا أول الأمر مع بايرن ميونيخ ضد مانشستر يونايتد في أبريل (نيسان) 2014. وانطلاقا من هذه القاعدة، يكون لدى كيفين دي بروين وديفيد سيلفا ضوء أخضر فيما يسميه دي بروين دور «رقم 8» الحر.
وقد يستلزم هذا مزيدا من السلاسة: في طريقة 4 - 3 - 3 الشائعة في هولندا والأرجنتين في السبعينات، كان لاعب وسط مدافع، واثنين آخرين من لاعبي الوسط. كان أحد هذين الاثنين يقوم بدور صانع الألعاب، رقم 10، في مكان متقدم من الملعب، فيما يعمل الآخر، رقم 8، من الخلف للأمام، فيسد الثغرات التي تظل تشكل تهديدا: أوسي أرديليز شغل هذا الدور في كأس العالم 1978 (بينما كان يرتدي رقم 2، لكن هذه قصة أخرى).
وبدلا من أن يكون دي بروين من يقوم بدور رقم 10، وسيلفا رقم 8، أو العكس، يشغل كلاهما مكانا في وسط الملعب (وهو ما لا يمكننا تسميته رقم 9، لأن هذا يتعلق بمهاجم من نوعية مهاجم بولتون السابق نات لوفت هاوس). قال دي بروين لصحيفة «هيت لاتست نيوز» البلجيكية: «هو دور مختلف. لا بأس، وهو تغيير طفيف لكنه مناسب. المدرب لديه تكتيكاته الخاصة. لا ألعب كرقم 10 ولكن كرقم 8 حر، مع الكثير من حرية التحرك في كل مكان».
يصبح الشكل عند الاستحواذ أشبه تقريبا بطريقة «دبليو - إم» القديمة، وربما كان الهدف هو أن المثلثات التي تنشأ من خلالها تخلق خطوط هجوم بسيطة ولكنها غير متوقعة. في مواجهة سندرلاند، بدا أن هناك بعض المكابدة والتصنع، كما اعترف دي بروين: «لعلكم رأيتم جميع اللاعبين أحيانا يضطرون إلى التفكير في المكان الذي يوجدون فيه. لكن لعبنا بشكل أفضل من المتوقع كمباراة أولى».
كانت الفوائد واضحة ضد ستيوا بوخارست، حيث لعب سيتي بحيوية وتنوع كبيرين، ولكن كل المنافسين لن يكونوا بمستوى أقل مثلما كان الرومانيون. وربما كانت مغامرة الفريق الهجومية مربكة بعض الشيء لسيتي الذي من الواضح أنه لم يتوقع ذلك، وبدا أنه لا يلعب بأريحية في حالتين خلال الشوط الأول، لكن هجمات المنافس اتسمت بالعشوائية وتمكن سيتي من التصدي لها مرة تلو الأخرى.
على المدى الأبعد، لا بد وأن تكون هناك شكوك حول مدى ملائمة الطريقة لكل من سانيا وكليتشي. عندما طبق غوارديولا طريقة مشابهة في البايرن، كان اللاعبون الذين يطالبهم بالتقدم لوسط الملعب، هم ديفيد ألابا، وفيليب لام، وكلاهما يمتلك مهارة أفضل في التعامل مع الكرة، ولديهم إحساس فطري بالمراكز بشكل أفضل من نظرائهم في سيتي. قد يتطلع المنافسون في وقت ما إلى تهديد سيتي من خلال الثغرة في إحدى الجبهتين، بعد تجاوز هذا الساتر في وسط الملعب. كما وأن هناك مسألة مثيرة للفضول تتعلق بما إذا كان فيرنانديهو وإليكاي غوندوغان قادرين على اللعب في نفس الجهة عندما يستعيد الأخير جاهزيته البدنية الشهر القادم. وإذا لم يتمكنا من ذلك، وبدا أن غوندوغان سيلعب بشكل طبيعي في نفس دور البرازيلي، وإذا كانت طريقة 4 - 1 - 4 - 1 هي القالب الأساسي، فهل يعني ذلك جلوس الأخير على مقاعد البدلاء؟
لكن الأسئلة الحقيقية ستأتي ضد فرق أفضل من سندرلاند وستيوا. يكمن تميز واستثنائية غوارديولا، ليس فقط طريقته الأساسية، بل في خياله في مواجهة الآخرين. كان سندرلاند وستيوا بداية رقيقة بما فيه الكفاية؛ لكن أول اختبار حقيقي لسيتي سيكون هو ديربي مانشستر في العاشر من سبتمبر (أيلول).



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».