القوات العراقية تبدأ عملية عسكرية لاستعادة القيارة جنوب الموصل

بمساندة طيران التحالف الدولي

القوات العراقية تبدأ عملية عسكرية لاستعادة القيارة جنوب الموصل
TT

القوات العراقية تبدأ عملية عسكرية لاستعادة القيارة جنوب الموصل

القوات العراقية تبدأ عملية عسكرية لاستعادة القيارة جنوب الموصل

بدأت القوات الخاصة العراقية، اليوم (الثلاثاء)، عملية لاستعادة السيطرة على ناحية القيارة، الى الجنوب من الموصل شمال البلاد، من قبضة تنظيم "داعش" المتطرف، حسبما اكدت مصادر امنية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتقع ناحية القيارة على الضفة الغربية لنهر دجلة، على بعد حوالى 60 كيلومترا الى الجنوب من الموصل، آخر اكبر معاقل التنظيم في العراق.
وقال العميد فراس بشار المتحدث باسم قيادة عمليات نينوى للوكالة "انطلقت العملية فجر اليوم الثلاثاء بمشاركة قوات مكافحة الارهاب وقوات الجيش بمساندة طيران التحالف الدولي بعد اكمال الاستعدادات لاقتحام ناحية القيارة ".مضيفا أن "العملية حققت تقدما كبيرا لاقتحام الناحية وأعطت أهمية كبيرة للحفاظ على أرواح المدنيين الذين يتخذهم التنظيم دروعا بشرية".
من جهته، أكد صباح النعمان المتحدث باسم قوات مكافحة الارهاب لوكالة الصحافة الفرنسية أن "عملية تحرير القيارة بدأت صباح اليوم بقيادة قوات مكافحة الارهاب ومساندة الفرقة التاسعة والعملية مستمرة وتحقق اهدافها". وأضاف ان "القيارة ستطهر وستحسم المعركة سريعا وستكون تأكيدا للمعركة الاخيرة معركة تحرير الموصل".
وردا على سؤال حول دعم الاهالي، قال النعمان "هناك تنسيق يجري مع الاهالي"، رافضا الكشف عن تفاصل اكثر "لدواع امنية ".
من جانبه، اكد صالح الجبوري مدير ناحية القيارة للوكالة أن "القوات الامنية حررت مركز شرطة الناحية وسوق القيارة وعددا كبيرا من الاحياء السكنية والتقدم مستمر لتحرير المدينة بالكامل". مشيرا الى "وجود حوالى 15 الف مدني محاصرين من قبل المتطرفين داخل القيارة"، مؤكدا انه "سيتم توزيع المساعدات عليهم فور تحرير الناحية".
وشدد الجبوري على ان "قوات مكافحة الارهاب حققت تقدما سريعا(...) وقتل وهرب غالبية عناصر داعش خصوصا المحليين" منهم.
وركزت القوات العراقية بعد تحرير مدينة الفلوجة في يونيو(حزيران)، على التوجه لتحرير مدينة الموصل ثاني اكبر مدن البلاد على بعد 370 كلم شمال بغداد.
واستطاعت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي، في يونيو، من السيطرة على قاعدة القيارة الجوية التي تعد اكبر القواعد العسكرية الاستراتيجية في شمال العراق.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.