العاهل الأردني يبحث مع العربي مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط

يلتقي الرئيس بوتين في موسكو الأربعاء لمناقشة تداعيات الأزمة السورية

العاهل الأردني يبحث مع العربي مستجدات  الأوضاع في الشرق الأوسط
TT

العاهل الأردني يبحث مع العربي مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط

العاهل الأردني يبحث مع العربي مستجدات  الأوضاع في الشرق الأوسط

أجرى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان، أمس، مباحثات مع أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، تناولت مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
ونقل بيان، أصدره الديوان الملكي الأردني، عن الملك عبد الله الثاني تأكيده، خلال اللقاء، أهمية تفعيل العمل العربي المشترك بما يخدم القضايا العربية ويعزز التضامن العربي، مشيرا إلى الدور المهم للجامعة العربية في هذا الإطار.
وأضاف أنه «جرى أيضا بحث جهود تحقيق السلام وفقا لحل الدولتين، الذي يحظى بتوافق وإجماع عربي ودولي، ومبادرة السلام العربية، التي تعد فرصة تاريخية لتحقيق السلام العادل والشامل، والمساعي المبذولة لإيجاد حل شامل للأزمة السورية، وسبل تكثيف الدعم الدولي والعربي للدول المستضيفة للاجئين السوريين، بما يمكنها من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية لهم».
وأشار المصدر ذاته إلى أن نبيل العربي أطلع، من جانبه، الملك عبد الله الثاني على جهود الجامعة العربية الرامية إلى التقريب بين وجهات النظر العربية حيال التحديات التي تواجه الأمة العربية وسبل التعامل معها، بما يخدم تعزيز وحدة الصف العربي والتضامن بين الدول العربية.
وتابع أن اللقاء تناول مجريات القمة العربية الخامسة والعشرين، التي استضافتها دولة الكويت مؤخرا، حيث أشار العاهل الأردني إلى أهمية متابعة تنفيذ القرارات التي صدرت عن القمة، بما يتوافق مع المصالح العربية ويخدم شعوب المنطقة وقضاياها.
وكان العربي التقى صباح أمس رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور ووزير الخارجية ناصر جودة وجرى استعراض «تطورات الأوضاع على الساحة العربية والتحديات التي تواجهها الأمة العربية والجهود المبذولة للتعامل معها».
كما تناول الحديث خلال اللقاء الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في التاسع من الشهر الحالي في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة والقضايا المدرجة على جدول أعمال الاجتماع وأبرزها مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وبهذا الشأن، استعرض الطرفان آخر المستجدات على صعيد المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكد رئيس الوزراء الأردني والأمين العام لجامعة الدول العربية ضرورة دعم جميع الجهود المبذولة لتحقيق سلام عادل بين الجانبين يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في إطار حل الدولتين.
وبحث النسور مع العربي تطورات الأوضاع في سوريا وضرورة إيجاد حل سياسي يضمن أمن ووحدة سوريا.
واستعرض النسور بهذا الصدد تداعيات الأحداث الحالية في سوريا على الأردن والأعباء والضغوطات التي يتحملها الأردن نتيجة استقبال مئات آلاف من اللاجئين السوريين إثر الأزمة الحالية في سوريا.
وتأتي زيارة العربي للأردن للقاء عدد من المسؤولين الأردنيين وللمشاركة في مؤتمر إقليمي حول إنشاء شبكة عربية لمواجهة الأزمات، الذي سيعقد اليوم (الاثنين).
على صعيد آخر، يزور العاهل الأردني الأربعاء المقبل روسيا لإجراء مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، تتركز حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط خصوصا ما يتصل بتداعيات الأزمة السورية.
وقال بيان الديوان الملكي الأردني إن «زيارة الملك إلى موسكو، تأتي بعد زيارة العمل التي سيجريها إلى الفاتيكان والنمسا».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.