مجلة «فكر وفن» الألمانية: ملف موسع عن الهجرة واللجوء

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
TT

مجلة «فكر وفن» الألمانية: ملف موسع عن الهجرة واللجوء

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

العدد الجديد من مجلة «فكر وفن» الألمانية، التي يصدرها معهد غوته بالعربية، تمحور حول قضية الهجرة واللجوء، طارحا أسئلة حول أبعادها ومستقبلها، وتأثيراتها، ومدى تقبل المجتمع، وخاصة الألماني، للمهاجرين والمهجرين. وشارك في الموضوع كُتاب ألمان، مقدمين تجارب مختلفة عن الهجرة واللجوء والغربة، بالإضافة إلى كُتاب أجانب لجأوا سابقا إلى ألمانيا، ومنهم الكاتب الكردي العراقي بختيار علي، الذي تناول مفهوم «تغيير المكان»، و«اختفاء المكان»، وماذا يعني أن يكون الكاتب هاربا على الصعيدين الداخلي والخارجي، أي بكلمات الكاتب التحول من «التخوف من الظاهر» إلى «الخوف من الكامن».
وفي مقالة له بعنوان «مع الأسف كلنا عنصريون» يقول الكاتب شتيفن أولي، وهو من أب بنغالي وأم ألمانية: «يبدو أن هذا الخوف الذي اندلع جراء موجات اللاجئين التي اجتاحت البلاد من ناحية، والهجمات الإرهابية للمتطرفين الإسلاميين التي وقعت في المدن الأوروبية من جهة أخرى، لا يمت بصلة إلى تلك العنصرية المريضة التي تأسر كارهي الأجانب. فالسمة المميزة للنازيين الجدد تتمثل في أن موقفهم لا يستند إلى مطالب سياسية مشتركة، بل إلى اضطراب نفسي مشترك يجمع بينهم جميعا».
أما الروائية رشا خياط، المولودة لأب سعودي وأم ألمانية، وانتقلت عائلتها إلى ألمانيا وهي في الحادية عشرة من عمرها، فكتبت: «شعرنا بالغربة في ألمانيا لأننا افتقدنا أمورا أليفة، العائلة الكبيرة التي كنا نقضي وإياها معظم الوقت في جدة: الطقس الحار، والشمس وأيام الجمع على البحر، الأذان العالي خمس مرات في اليوم، اللغة التي بدت غريبة لاختلاطها بالألمانية، فرحنا نتكلمها في أسرتنا الصغيرة وفي مطبخنا فقط».
وشارك أيضا ألفريد هاكنسبيرغر، وهو صحافي وكاتب ألماني يعيش في طنجة، ويعمل مراسلا لجريدة «دي فيلت» اليومية، بمقال عن «الموت كسلاح»، عن لاجئين من نيجيريا، ومالي، وتشاد، والكاميرون، وكذلك من سوريا وباكستان، وكيف تحولوا إلى جيش من المتسولين في مدينة طنجة، بانتظار العبور إلى إسبانيا.
ومن المساهمين الآخرين في العدد، عالم غرابوفاك الذي قابل عددا من المشرفين على نزل للاجئين في برلين، ويوخن أولتمر، الذي نشر مقالة بعنوان «أوروبا في قلب الهجرة المعولمة»، بينما تناول بيرنهايد شميد «نظام معاملة اللاجئين الأوروبي الجديد»، وتطرقت الكاتبة والصحافية باربارا ليمان إلى أسباب استقبال الألمان لأعداد كبيرة من اللاجئين، معتبرة أن ذلك له علاقة بتاريخهم أيضًا، فكثير من الألمان أجبروا على الهجرة بعد الحرب العالمية الثانية.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.