أحرز الجزائري توفيق مخلوفي فضية سباق 1500 متر في منافسات ألعاب القوى ضمن دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو. وهي الفضية الثانية لمخلوفي الذي كان توج بالذهب الأولمبي لسباق 1500 متر في لندن قبل 4 أعوام، بعد حلوله ثانيا في سباق 800 متر الاثنين الماضي. وقطع مخلوفي مسافة السباق بزمن 11.50.3 دقيقة خلف الأميركي ماتيو سنتروفيتز، الذي انتزع الذهبية بزمن 00.50.3 دقيقة، فيما عادت البرونزية للنيوزيلندي نيكولاس ويليس بزمن 24.50.3 دقيقة.
ووجه المخلوفي اتهامات خطيرة إلى مسؤولي الرياضة في بلاده الذين حملهم ضمنيا مسؤولية خسارة اللقب الذي فاز به في أولمبياد لندن قبل أربع سنوات. واتهم مخلوفي في تصريحات أدلى بها بعد نهاية سباق 1500 متر، القائمين على الرياضة في الجزائر دون أن يحددهم بدقة، بالتلاعب بالأموال الكبيرة التي وضعتها الحكومة تحت تصرف الرياضيين. وأهدى مخلوفي، الذي بدا في قمة الغضب، الميداليتين اللتين أحرزهما في ريو إلى الشعب الجزائري مستثنيا مسؤولي الرياضة الذين تسببوا في وضع العراقيل أمام الرياضيين بدلا من مساعدتهم مثلما تقتضي منهم المسؤولية ذلك. وأكد مخلوفي تصريحات زملاء له في الوفد الرياضي المشارك في أولمبياد ريو دي جانيرو، الذين تحدثوا عن تقصير واضح من قبل المسؤولين في توفير ظروف تحضير مناسبة تليق بمنافسة بحجم الألعاب الأولمبية.
من جهة أخرى، أوضح مخلوفي أنه كان بوسعه الحفاظ على لقب سباق 1500 متر؛ لأن السباق لم يكن سريعا مبديا أسفه لخروج الكيني كيبروب والمغربي عبد العاطي إيكيدير خاليي الوفاض. ووعد مخلوفي (28 عاما) بتحقيق إنجازات أخرى في المستقبل. يشار إلى أن مخلوفي بات أول جزائري يفوز بميداليتين أولمبيتين في دورة واحدة، رغم أنه فشل في تكرار إنجاز البريطاني سيبستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، الذي فاز بذهبيتي سباق 1500 متر في دورتي موسكو 1980 ولوس أنجلس 1984.
ورأى مخلوفي أن الرياضيين الجزائريين لم يجدوا الدعم المناسب لتطوير إمكاناتهم، فهم كانوا قادرين على تحقيق الإنجازات، «لكن للأسف هناك من ينتقد دوما الرياضي.. التحضير للألعاب الأولمبية لا يتم في شهر أو شهرين». وأضاف: «تكلموا كثيرا عني بالسوء قبل الألعاب، قالوا: إنني خائف ومتردد بالمشاركة، وزعموا أنهم قدموا لي كل شيء من بيوت وسيارات، ثم يتهمونني بالتأخر بالتدريبات. لقد صرفت من جيبي على تحضيراتي، أنا أبحث عن التاريخ، ولا أملك الوقت لأخوض لعبتهم».
واعتبر مخلوفي أنه أصبح بين الرياضيين الكبار في العالم. وقال بعد السباق: «لقد دخلت تاريخ الجزائر، وأصبحت من كبار الرياضيين في العالم الذين نالوا 3 ميداليات في الألعاب الأولمبية». وفتح مخلوفي النار على مسؤولي الرياضة في الجزائر: «أهدي هذه الميدالية إلى الشعب الجزائري البسيط، وأنا منه فقد ولدت في منطقة شعبية جدا في سوق أهراس. لا أهديها إلى المسؤولين الرياضيين من أعلى الهرم إلى أدناه، فقد خيبوا ظن الشعب الجزائري والحكومة التي قدمت الدعم، بيد أنهم منحوا الرياضيين الفتات منه». وتابع مخلوفي: «لقد بخلوا علينا كثيرا، استغلوا مناصبهم وعلاقاتهم ضد الرياضيين. أنا بطل أولمبي منذ أربع سنوات، وعانيت كثيرا منهم، فما أدراكم بالرياضيين العاديين». ورأى مخلوفي أن الرياضيين الجزائريين لم يجدوا الدعم المناسب لتطوير إمكاناتهم، فهم كانوا قادرين على تحقيق الإنجازات.
وشرح مخلوفي السباق: «كان بطيئا جدا ومستوى جميع الرياضيين متقاربًا. كنت محظوظا بنيل ميدالية مقارنة مع كيبروب والمغربي عبد العاطي إيكيدير. البطولات تنتظر جميع السيناريوهات وكنت جاهزا للمواجهة. العداء الأميركي خصم خطير، وكان أحد الأسباب التي حفزتني لمتابعة المنافسة؛ نظرا لقرب أرقامي من أرقامه في السابق. سأكون جاهزا للألعاب المقبلة في طوكيو 2020». ورفع مخلوفي (28 عاما) رصيد الجزائر إلى 17 ميدالية في تاريخ مشاركاتها في الألعاب: 5 ذهبيات و4 فضيات و8 برونزيات.
وحل الجيبوتي عين الله سليمان رابعا بزمن 29.50.3 دقيقة، والمغربي عبد العاطي إيكيدير حامل برونزية لندن، خامسا بزمن 58.50.3 دقيقة.
وعبر إيكيدير عن حزنه بعد السباق: «ينتابني شعور كبير بالانزعاج، اعتذر من الجمهور المغربي على هذا المستوى الذي ظهرت فيه. واجهت ضغوطا كبيرة قبل السباق، فقد كانت المسؤولية ضخمة على أكتافي كوني الأمل الوحيد لألعاب القوى المغربية». وتابع: «لم أكن مرتاحا أبدا قبل السباق، فقد واجهت ضغوطا من الجميع: الجمهور والإعلام والمسؤولين. كانت مفاجأة لي أن يفوز العداء الأميركي؛ لأنه لم يكن في لياقة جيدة هذه السنة، فيما امتلك كيبروب أفضل توقيت، بيد أن الأمور تغيرت في آخر 200 متر».
وهي الميدالية الفضية الرابعة للعرب في ريو دي جانيرو، وجميعها في ألعاب القوى بعد فضيات البحرينية أونيس جبكيروي كيروا في الماراتون، ومخلوفي في سباق 800 متر، والقطري معتز برشم في الوثب العالي. ورفع مخلوفي غلة العرب إلى 14 ميدالية حتى الآن. هي بالإضافة إلى فضيتيه في 800 متر و1500 متر، ذهبيتا لاعب التايكوندو الأردني أحمد أبو غوش في وزن تحت 68 كلغ والبحرينية راث جيبيت في سباق 3 آلاف متر موانع، وفضيتا مواطنتها جبكيروي كيروا في الماراثون، والقطري معتز برشم في الوثب العالي، والباقي من البرونزيات. وأحرز الراميان الكويتيان فهيد الديحاني وعبد الله الرشيدي ذهبية الحفرة المزدوجة (دبل تراب) وبرونزية السكيت على التوالي، لكنهما شاركا تحت العلم الأولمبي بسبب إيقاف الكويت.
أهدرت المغربية وئام ديسلام المصنفة تاسعة عالميا فرصة إحراز برونزية في وزن فوق 67 كلغ في رياضة التايكوندو، بخسارتها أمام البريطانية بيانكا ووكدن 1 - 7 في مباراة المركز الثالث. وفشلت ديسلام في مسعاها إلى أن تصبح أول مغربية تحرز ميدالية في رياضة التايكوندو، واستسلمت في النزال الأخير أمام ووكدن الثانية عالميا. وخاضت ديسلام، بطلة أفريقيا هذا العام، مباراة البرونزية بعد نجاحها في تخطي مباراة التدارك على حساب الفيليبينية كريستي إيلين ألورا 7 - 5.
واستفادت ديسلام وألورا من تأهل المكسيكية ماريا دل روساريو إسبينوزا المصنفة أولى عالميا المباراة النهائية، لخوض مباراة التدارك، لأن الفيليبينية خسرت أمام المكسيكية في الدور الثاني. وكانت ديسلام فشلت في بلوغ دور الأربعة إثر خسارتها أمام إسبينوزا بالنقطة الذهبية 2 - 3 في ربع النهائي.
ولدى الرجال، خسر التونسي ياسين الطرابلسي الثامن عالميا في الدور الأول أمام الكوبي رافايل كاستيو التاسع 4 – 13، وكسب كاستيو الجولة الأولى صفر – 2، والثانية 3 – 6، والثالثة الأخيرة 1 – 5، ولم يستفد الطرابلسي من فرص خوض مباراة التدارك من أجل التأهل للعب على البرونزية، لأن الكوبي خسر في دور الدور ربع النهائي.
استمر فشل العرب في منافسات المصارعة بخروج مصريين وتونسيين من منافسات وزني 86 كلغ و125 كلغ حرة، ففي وزن 86 كلغ، خرج التونسي محمد السعداوي من الدور التمهيدي بخسارته أمام الإيراني علي رضا محمد كريمي مشياني 3 – 7، والمصري محمد زغلول من ثمن النهائي بخسارته أمام الفنزويلي سيبايوس فوينتيس 3 - 6. وفي وزن 125 كلغ، التقى المصري ضياء الدين كمال مع التونسي رضوان الشابي في الدور التمهيدي، وكان الفوز حليف المصري (11 - 4) الذي خسر في الدور الثاني أمام الإيراني كميل نعمت قاسمي 3 – 7، وسنحت فرصة أمام المصري للمنافسة على البرونزية من خلال خوض دور التدارك، لكنه خسر أمام الكندي كوري جارسيف 3 – 7، وحلت المغربية مها الحديوي في المركز الأخير لمنافسات الغولف.
وحل الشقيقان المصريان عمر وعمرو الجزيري في المركزين 32 و35 في الخماسي الحديث.
غلة العرب تتوقف قبل اليوم الأخير عند 14 ميدالية.. والإخفاقات تتواصل
فضية ثانية للجزائري في سباق 1500 متر
غلة العرب تتوقف قبل اليوم الأخير عند 14 ميدالية.. والإخفاقات تتواصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة