كثّف النظام السوري وحلفاؤه حملتهم العسكرية على مدينة حلب، بعد أيام من إعلان موسكو نيتها الالتزام بهدنة أسبوعية 48 ساعة لإيصال المساعدات للمدنيين. ووصف ناشطون الحملة التي تُشن على المدينة بـ«الأشرس»، والتي لم يعرفوها من قبل، وأشاروا إلى استخدام مكثف للقنابل العنقودية على الأحياء السكنية.
وقال مدير المكتب الإعلامي لـ«تجمع فاستقم» محمد حاج قاسم، إن النظام والميليشيات التابعة له يحاولون الضغط على طريق إمداد حلب في الراموسة، مستخدمين كل أنواع الأسلحة من براميل متفجرة وألغام بحرية وقنابل عنقودية، لافتا إلى أنه يتم استخدام هذه القنابل بشكل أساسي لاستهداف الأحياء السكنية، وبالتحديد أحياء صلاح الدين والزبدية والمشهد. وأشار قاسم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المجازر باتت يومية في حلب وأرقام الضحايا كبيرة، لافتا إلى «مسعى واضح من قبل النظام لتفريغ المدينة من مظاهر الحياة». وأضاف: «الحملة التي نشهدها هي الأشرس على الإطلاق ولم نعرفها قبلا».
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع عدد القتلى في حلب في الساعات الماضية إلى 27، بينهم 16 مدنيًا، من ضمنهم طفلان، لافتا إلى أن هؤلاء قضوا جراء قصف للطائرات الحربية على بلدتي أورم الكبرى وكفر حلب، وقصف للطيران المروحي على بلدة كفر جوم بريفي حلب الغربي والجنوبي الغربي.
كما أشار المرصد إلى مقتل ما لا يقل عن 11 ضابطًا من قوات النظام، في هجوم لتنظيم داعش على محيط منطقة مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي، خلال الـ48 ساعة الماضية.
وبحسب المرصد، تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى في محيط الكليات وتلتي أم القرع والمحروقات جنوب حلب، وسط تقدم لقوات النظام ومعلومات مؤكدة عن استعادتها السيطرة على تلة أم القرع. وفي هذا السياق، قالت مصادر قيادية في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط»، إن الاشتباكات لا تزال محتدمة في تلة أم القرع والتي كانت قد سيطرت عليها المعارضة يوم السبت، فاستعاد النظام السيطرة عليها يوم الأحد، مرجحة أن تبقى هذه التلة نقطة فصل لا تخضع لسيطرة أي من الطرفين، علما بأنها ليست طريق إمداد، بل منطقة تشرف نيرانيًا على 500 متر من طريق الراموسة.
بالمقابل، ادعت قناة «العالم» الإيرانية مقتل 250 من مسلحي المعارضة خلال الأيام الستة الماضية، جراء المعارك جنوب غربي حلب وفي ريف حلب الجنوبي، لافتة إلى أن قوات النظام «تحقق تقدما في عدة مناطق بريف المدينة الجنوبي».
إنسانيا، تتابع منظمة الصليب الأحمر الدولية ما تردد عن هدنة 48 ساعة ستشهدها حلب. وأشارت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنجي صدقي، إلى أن مكتب المنظمة والفريق المقيم في حلب، يقومون بالتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري، مؤكدة أنّهم «على أتم استعداد لتقديم المساعدات وتقييم الاحتياجات الإنسانية سواء للمدنيين المتواجدين في الأحياء الشرقية لحلب، أو المناطق الأخرى في حلب، والتي يصعب الوصول إليها بسبب القتال المستمر، والقصف المتواصل».
وقالت صدقي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنهم تمكنوا خلال الأسابيع القليلة الماضية من تقديم الدعم لآلاف الأسر التي نزحت من الريف الجنوبي الغربي لحلب بسبب القتال، مشيرة إلى أنهم قاموا بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، بتوفير سلال غذائية تكفي لأكثر من 7000 شخص، ووجبات ساخنة ومياه نظيفة بشكل يومي.
وإذ عبّرت صدقي عن أملها في أن «يتم تنفيذ وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وأن يلتزم به جميع الأطراف، حتى تستطيع المنظمات الإنسانية إيصال المساعدات بشكل آمن للمدنيين ومن دون أن تتعرض حياتهم للخطر»، شدّدت على أن هناك حاجة لإيصال مواد غذائية وطبية بشكل عاجل، إضافة إلى إجراء إصلاحات وصيانة لشبكات المياه التي تضررت بشكل كبير.
وأوضحت، ردًا على سؤال، أن «آخر مرة تمكنا من دخول الأحياء الشرقية كان في أبريل (نيسان) الماضي، وذلك لإيصال مواد غذائية ومعدات للمطبخ الجماعي الذي تدعمه اللجنة الدولية للصليب الأحمر». وأضافت: «كما قمنا في يونيو (حزيران) الماضي، عن طريق الهلال الأحمر العربي السوري، بإيصال بعض المعدات والمواد الخاصة بالمياه والصرف الصحي». ووصفت صدقي الوضع الإنساني حاليا في حلب بـ«الكارثي»، لافتة إلى أن «معاناة المدنيين في جميع أنحاء حلب وصلت لدرجة لا يستطيع أي بشر أن يتحملها، فما بالك بالأطفال وكبار السن والمرضى». وقالت: «هناك أضرار كبيرة لحقت بشبكات المياه والكهرباء في جميع أنحاء حلب، إضافة إلى المرافق الحيوية اللازمة لبقاء السكان، مثل المستشفيات، والتي لا تستطيع تلبية الاحتياج المتزايد والرعاية الصحية اللازمة للمرضى والجرحى بسبب نقص شديد في المواد الطبية، إضافة إلى عدم استقرار إمدادات المياه والكهرباء».
أشرس حملة جوية على حلب و«القنابل العنقودية» تستهدف الأحياء السكنية
«داعش» يقتل 11 ضابطًا للنظام في محيط مطار كويرس العسكري
أشرس حملة جوية على حلب و«القنابل العنقودية» تستهدف الأحياء السكنية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة