على الرغم من وجود عدد كبير جدا من الجامعات في روسيا، ومع أهمية الإنجازات العلمية التي حققتها بعضها مانحة إياها شهرة عالمية، فإن «جامعة صداقة الشعوب» في العاصمة موسكو تبقى واحدة من أكثر الجامعات الروسية شهرة في الأوساط العربية، كما في كل الدول النامية في أفريقيا وأميركا اللاتينية، التي كانت محسوبة إبان «الحرب الباردة» على المنظومة الاشتراكية.
تأسست جامعة الصداقة في موسكو عام 1960. وفي العام التالي قررت القيادة السوفياتية إطلاق اسم رئيس وزراء الكونغو «باتريس لومومبا» على تلك الجامعة، فأصبحت تعرف باسم «جامعة باتريس لومومبا للصداقة بين الشعوب»، وكانت تلك الخطوة تكريما من الاتحاد السوفياتي لباتريس بصفته «رمزا عالميا من رموز النضال ضد الإمبريالية»، هذا علما بأن الاتحاد السوفياتي لم يلب طلب لومومبا بالمساعدة خلال أزمة الكونغو عام 1960 وأعدمه البلجيكيون عام 1961. وهكذا، فإن الجامعة الأكثر شهرة في أوساط «اليساريين والاشتراكيين» في أرجاء العالم تأسست ضمن رؤية سياسية محددة، وعليها، بدأت السلطات السوفياتية تقدم المنح الدراسية للأحزاب اليسارية والدول الصديقة في العالم العربي.
ومنذ السنوات الأولى لافتتاحها استقبلت الكليات الأساسية في الجامعة أعدادا كبيرة من الطلاب العرب أمنت لهم قاعات العلم وأماكن لائقة للسكن في واحدة من أكبر المدن الجامعية بجوار المبنى المركزي للجامعة.
وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي قررت الحكومة الروسية تغيير اسم الجامعة وأطلقت عليها «جامعة صداقة الشعوب»، رغم ذلك حافظت الجامعة على صفتها مركزا رئيسيا لاستقطاب الطلاب الأجانب، لكن التعليم لم يعد عبر المنح المجانية بل على حساب الطالب.
وسر توافد الراغبين إلى تلك الجامعة يعود إلى الخبرة الكبيرة التي تراكمت لدى طاقهما الأكاديمي في تعليم الطلاب الأجانب، هذا فضلا عن وجود مختلف التخصصات العلمية فيها من الطب وحتى الصحافة والهندسة الزراعية وغيرها.
ويدرس في كلياتها حاليا قرابة 30 ألف طالب جامعي وطالب دراسات عليا من روسيا والجمهوريات السوفياتية سابقا وأعداد كبيرة من الطلاب العرب. ومنذ عام 2013 كانت جامعة الصداقة واحدة من عشر جامعات روسية أدرجت على قائمة أفضل 500 جامعة على مستوى العالم. ومن الأسماء المعروفة من خريجي تلك الجامعة، وزير الإعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي، والدكتور فايد مصطفى، سفير دولة فلسطين لدى تركيا حاليا ولدى روسيا سابقا، وسعيد محمد علي البرغمي، سفير لجامعة الدول العربية يعمل في مقرها في القاهرة حاليا، وغيرهم.
نافذة على مؤسسة تعليمية : جامعة الصداقة في موسكو الأكثر شهرة في الأوساط العربية
نافذة على مؤسسة تعليمية : جامعة الصداقة في موسكو الأكثر شهرة في الأوساط العربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة