ملتقى دولي بالقاهرة يدعو لتأسيس «بيت عائلة» عالمي للشباب المسلم والمسيحي

تقرير مصري: 70 % من العناصر المنضمة حديثًا إلى «داعش» يجهلون الإسلام

ملتقى دولي بالقاهرة يدعو لتأسيس «بيت عائلة» عالمي للشباب المسلم والمسيحي
TT

ملتقى دولي بالقاهرة يدعو لتأسيس «بيت عائلة» عالمي للشباب المسلم والمسيحي

ملتقى دولي بالقاهرة يدعو لتأسيس «بيت عائلة» عالمي للشباب المسلم والمسيحي

دعا مشاركون في الملتقى الدولي الأول للشباب «المسيحي - المسلم» إلى تأسيس «بيت عائلة» عالمي يجمع الشباب المسلم والمسيحي؛ وذلك لمواجهة التطرف والإرهاب، على غرار تجربة «بيت العائلة المصرية» التي تضم قيادات دينية إسلامية ومسيحية.
وانطلقت في القاهرة أمس، فعاليات ملتقى «دور الأديان في بناء السلام ومواجهة التطرف والإرهاب»، وسط مخاوف من أن يلقي رفض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لتعديلات اقترحتها الحكومة على قانون بناء الكنائس، بظلاله على الملتقى، الذي يدعو إلى التعايش المشترك وإعلاء قيم المواطنة. وأكد مصدر شارك في الملتقى أمس، أن «أغلب حضور الملتقى من المسيحيين تحفظوا في التعليق على القانون الحكومي؛ خوفا من أن تفهم تصريحاتهم بأنها تحريض ضد الدولة المصرية»، لافتا إلى أن «المسيحيين في انتظار ما سيسفر عنه رفض الكنيسة لتعديلات القانون».
في غضون ذلك، أكد تقرير مصري حديث أن 70 في المائة من العناصر المنضمة حديثا إلى تنظيم داعش الإرهابي لا يعرفون إلا القليل عن الإسلام. ويشارك في الملتقى الذي تستمر فعالياته ثلاثة أيام 40 شابا وفتاة تحت سن 30 عاما، فضلا عن كبار العلماء من الأزهر ومجلس الكنائس العالمي، يمثلون 15 جنسية مختلفة من أوروبا وأفريقيا ودول الشرق الأوسط.
وقال المصدر المشارك في الملتقى، إنه «سيتناول دور الأديان في بناء السلام ومواجهة التطرف والإرهاب، وذلك من خلال مجموعة محاضرات وورش عمل لوضع أسس حقيقية لمشاركة شبابية فاعلة في بناء السلام». مضيفا: يركز الملتقى على قيم المواطنة والتعايش المشترك، وآليات تفعيل مشاركة الشباب المجتمعية وبناء عدالة اجتماعية في مجتمعاتهم، ودور المؤسسات الدينية في بناء السلام، إضافة إلى كيفية مواجهة الخطاب الديني المتشدد على المستويين المحلي والدولي، فضلا عن تعريف المواطنة والمشكلات المتعلقة بها، سواء كانت دينية أو عرقية أو قومية.
وقال المصدر إن «الملتقى سيوصي في ختام فعالياته بضرورة أن يكون للشباب دور فاعل في مواجهة التطرف الديني، من خلال وضع آليات محددة تسمح بإشراك الشباب في بناء العدالة الاجتماعية وبناء السلام، فضلا عن أن المشاركين سيوجهون دعوة لتأسيس (بيت عائلة عالمي) للشباب المسلم والمسيحي».
من جهته، أكد أرمن نصري، منسق مجلس الكنائس العالمي، خلال كلمته في الجلسة الأولى من الملتقى، أن «التعاون بين مجلس الكنائس والأزهر ليس الأول من نوعه، فقد سبق وأن استقبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في العام الماضي وفدا من الشباب من الكنائس، وأكد شيخ الأزهر خلال اللقاء وقتها أنه يتمنى أن يكون هناك (بيت عائلة دولي) يجمع الشباب الإسلامي المسيحي، وقد جاءت فكرة الملتقى على أن الشباب أصبح شاهدا رئيسيا على كل ما يدور في المجتمعات».
بينما قال السفير موسى عبد الرحمن، مستشار شيخ الأزهر، إن الأزهر يسعى في الوقت الراهن للتصدي للأفكار المتطرفة، التي يسعى البعض إلى لصقها زورا وبهتانا بالإسلام، مشيرا إلى أنه «تم إنشاء مرصد الأزهر لتفنيد تلك الدعاوى الباطلة».
يأتي الملتقى بعد يوم واحد فقط من رفض الكنيسة الأرثوذكسية تعديلات قانون بناء الكنائس الذي أعدته الحكومة المصرية. وأكدت الكنيسة في بيان صادم لها، أن «التعديلات غير مقبولة، وسوف تسبب خطرا على الوحدة الوطنية المصرية بسبب التعقيدات والمعوقات، التي تحويها وعدم مراعاة حقوق المواطنة والشعور الوطني لدى اﻷقباط». وقد أثار بيان الكنيسة حالة من الجدل في الأوساط المسيحية.
لكن النائبة مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان، قالت أمس إن الكنسية لا تقصد إثارة الرأي العام كما يشيع البعض، مشيرة إلى أن الكنيسة لها الحق في مراجعة الحكومة بشأن التعديلات غير المقبولة والإضافات غير العملية على القانون، التي تتسبب في تأخر وتعطل إصدار القانون مما يؤثر في الشعور الوطني لدى المصريين الأقباط تجاه حقوقهم المشروعة.
وانتقدت عازر في بيان لها الحكومة لمخالفتها ما تم الاتفاق عليه مع ممثلي الكنائس المصرية، مستنكرة أن يحدث صدام بهذا الشكل بسبب تعقيدات من جانب الحكومة تعرقل مشروع القانون وتتجاهل مطالب الأقباط الذين يطالبون بالحرية في ممارسة شعائرهم الدينية، مشددة على أن «الإسلام دين السماحة فهو أكثر تسامحا من الحكومة في التعامل مع الأقباط وأن الإسلام الوسطي لا يمانع في بناء الكنائس».
في سياق آخر، قال تقرير مصري إنه لا يمكن بحال من الأحوال أن ينجح تنظيم داعش في استقطاب أي مسلم على علم ودراية بصحيح الإسلام ومقاصده العليا، أو أن يخدعه بدعايته وأكاذيبه الفعلية والقولية المنتشرة على الساحة؛ لما تمثله ممارسات «داعش» من انتهاك لقيم الإسلام وتعاليمه وأحكامه الثابتة، لذا يلجأ التنظيم دوما إلى استقطاب الأفراد الأقل دراية ومعرفة بالعلوم الدينية، ليسهل عليه خداعهم.
وأكد التقرير، أن 70 في المائة ممن جندهم التنظيم هم من الأقل علما ودراية بالإسلام، حسب تصنيفات التنظيم للمقاتلين المنضمين له، فيما بلغت نسبة أصحاب المعرفة المتوسطة بالدين الإسلامي من المنضمين إلى التنظيم في الفترة ذاتها نحو 24 في المائة، بينما أصحاب المعرفة «المتقدمة» – حسب تصنيف التنظيم الإرهابي – قد بلغت نسبتهم 5 في المائة فقط.
وأوضح التقرير الذي أعدته دار الإفتاء في مصر، أن استقطاب التنظيم للعناصر الأجنبية، خصوصا من أوروبا والولايات المتحدة تعتمد على أساسين، أولها وهو استغلال ضعف المعرفة الدينية للكثير من المسلمين هناك، وفقدانهم المرجعية القوية التي تمثل السند والزاد لهم فيما يخص أمور دينهم؛ وهو ما يسهل على التنظيم أن يطرح أفكاره وقيمه وأهدافه باعتبارها تحقيقا لمقاصد الشرع وغاياته، خصوصا أنه يجيد تأويل النصوص وتحريفها عن معانيها بما يحقق التوافق بين أهداف التنظيم وتفسير النص المقدس.
مضيفا: أن الأساس الثاني الذي يعتمد عليه التنظيم في استقطابه الشباب الغربي هو استغلال المشكلات الاجتماعية والدينية التي تواجه بعض المسلمين هناك، وتوظيفها بما يخدم التنظيم ويحقق أهدافه، وتصوير الانضمام إلى التنظيم باعتباره مخلصا للشباب والمسلمين في الغرب من المشكلات التي تواجههم في مجتمعاتهم، وانتقاما من المجتمعات الغربية التي تعادي الإسلام وتحارب المسلمين – حسب تصوراتهم.
وأضاف تقرير الإفتاء، أن مواجهة هذه الدعاية الخادعة لـ«داعش» تتطلب نشر الوعي الديني الصحيح لدى أوساط المسلمين في الخارج، وتعريفهم بصحيح دينهم وقيمه ومقاصده وتاريخ المسلمين ودورهم الحضاري، وقاية من الوقوع في شباك تلك التنظيمات ودعايتها السامة، وهو ما يتطلب جهدا دؤوبا وتعاونا جادا بين الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية من جهة، والمؤسسات الإسلامية الوسطية من جهة أخرى، بالإضافة إلى محاربة كافة أشكال التمييز والاضطهاد الممارسة ضد المسلمين في مجتمعاتهم الغربية، والتأكيد على حقوق المسلمين وحرياتهم الأساسية وتمتعهم بحقوق المواطنة كافة المكفولة لغيرهم من مواطني الدول الغربية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.